فتنة النساء

هكذا قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء)متفق عليه
الحمد لله القائل في كتابه: (وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) والصلاة والسلام على رسولنا القائل ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء) .وفي رواية (ما تركت على أمتي بعدي فتنةً أشد من النساء) متفق عليه..نعم هذا ما قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام ..وأنا من النساء ولكن ! ....أولا: هو حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وثانيا: هي الغيرة على محارم الله،وثالثا: هو واقع مؤلم تعيشه الأمة اليوم، ورابعا :حديثي فيه للرجال من ذوي الإيمان والمروءة ،لذا اخترت اللفظ الأول في العنوان، وذلك لأنه متى أقام الرجال حق القوامة كما ينبغي سيصلح الحال بإذن الله.قال الحافظ ابن حجر : ( ويدلُّ الحديثُ على أنَّ الفتنة بالنساء أشدّ من الفتنة بغيرهنَّ ، ويشهدُ له قوله تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14) فجعلهنَّ من حبِّ الشهوات ، وبدَأَ بهنَّ إشارة إلى أنَّهنَّ الأصل في ذلك ) وقال ابن القيم: (فالإمام مسؤول عن ذلك والفتنة به عظيمة. قال - صلى الله عليه وسلم - { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } (1) ".. ويجب عليه منع النساء من الخروج متزينات متجملات، ومنعهن من الثياب التي يكن بها كاسيات عاريات، كالثياب الواسعة والرقاق، ومنعهن من حديث الرجال في الطرقات ومنع الرجال من ذلك.. وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء من المشي في طريق الرجال والاختلاط بهم في الطريق ،وَقَالَ الْخَلالُ فِي جَامِعِهِ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَحَّالُ : أَنَّهُ قَالَ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : أَرَى الرَّجُلَ السُّوءَ مَعَ الْمَرْأَةِ ؟ قَالَ : صِحْ بهِ , ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال: أصل كل بلية وشر. وهو من اعظم أسباب نزول العقوبات العامة. كما انه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة. واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا. وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة."( الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ص280-281 وقال ابن بطال :وفى حديث أسامة أن فتنة النساء أعظم الفتن مخافة على العباد ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام عمم جميع الفتن بقوله : ( ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء )وهذه وقفات على أحاديث نبينا الذي هو عزيز عليه ماعنتنا، الحريص علينا ،شفيعنا عليه الصلاة والسلام :
1-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر ما تعملون فاتقوا الدنيا،واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت من النساء) أخرجه مسلم.يقول نبينا عليه الصلاة والسلام فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ،تخصيص لأعظم فتنة وأعظم شهوات هذه الدنيا وهي النساء .هي كانت أول فتنة بني إسرائيل وما زالت حتى زماننا هذا..هي فتنة كل زمان ومكان ،والذي يبتغي البصيرة وينظر بمنظارها سيوقن بذلك...وتأملوا معي قليلا واقع العالم الغربي الذي يقتفي عالمنا أثره الذي أثبت فشل أسسه واستنباطاته ونتائجه والتي بدت على واقعه البائس من صور الفواحش الناتجة عن فتنة النساء ابتداء.ولو نظرنا إلى الجانب الآخر وهو العالم الاسلامي نجد نتائج لهذه الفتنة في جملة الإحصاءيات لمن أراد الأرقام ولم يعترف بغيرها؟! في نسبة انتشار الأمراض الجنسية اليوم
2-عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: (عَلى أن لا يُشرِكن بِاللهِ شَيئاً) وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط إلا امرأة يملكها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن تمسه امرأة لا تحل له) .أخرجه الطبراني وصححه الألبانيأخبروني كم وكم نسبة التلامس الحاصلة بين الجنسين ؟مثلا في الطائرة في ذلك الطريق الضيق جدا الذي من الصعوبة بمكان أن تمر به دون أن تمس أحدا فيما لو كنت راكبا، فكيف بالعاملين فيه من رجال ونساء؟؟وكيف هي نسبة التلامس في المحلات ونحوها،وخاصة في حال التدريب كما يدعون؟؟ومع التكرار يسقط الإحساس بهذا التلامس رويدا رويدا ،ويتطور ليحدث الإحساس الآخر لتحقيق جانب الشهوة الفطرية . .
3-عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والدخول على النساء) قال رجل: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.متفق عليهوقد روي عن الليث أنه قال: الحمو مثل أخي الزوج ونحوه.عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم) فقال رجل يا رسول الله: إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا. قال: (فانقلب فحج مع امرأتك) .متفق عليهأليس في وضعية العمل الذي يطالب به من لا يعقلون من النساء والرجال صور شتى من الخلوة والدخول غير الشرعي على النساء ،ولا أدري أي ضابط شرعي بقي!
4-عن جرير قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرف بصري.رواه مسلم في صحيحه. وقال { العينان تزنيان وزناهما النظر } [متفق عليه].بالله عليكم أي غض للبصر هو واقع اليوم ؟؟ وأي حفظ للعينين عن الزنا سيكون؟؟بل وفي صور ماأتيح من اختلاط وتبرج وسفور يمكن تطبيقه ؟؟نحن كنساء فيما بيننا ماقد يُرى من تلك الصور تثير انتباهنا ؛ فكيف الحال بالرجال يارجال؟!وقال ابن القيم رحمه الله، "ومن آفات النظر أنه يورث الحسرات والزفرات الحرقات فيرى العبد ما ليس قادراً عليه، ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب"!! ص 161 الجواب الكافي لابن القيم.
5-عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (( خيرُ صفوف الرِّجال أوَّلُها، وشرُّها آخرُها، وخير صفوف النِّساء آخرُها، وشرُّها أوَّلُها )). أخرجه مسلم في صحيحهوفي صحيح البخاري عن أمِّ سلمة رضي الله عنها:(( أنَّ النساءَ في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ إذا سلَّمنَ من المكتوبة قُمْنَ، وثبتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ومَن صلَّى من الرِّجال ما شاء الله، فإذا قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قام الرِّجال ))ماذا يعني قوله هذا؟؟ ولماذا هذا الترتيب في الأفضلية ؟؟ولماذا يكون تأخر الرجال عن الخروج ؟!عبثا وسدى والعياذ بالله؟أم هناك حكمة عظيمة في فصل الرجال عن النساء وعدم اختلاطهن.يقول الإمام النووي رحمه الله : ( وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم ثم رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم )
6- عن عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: (( إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَيُصلِّي الصبحَ فينصرفَ النساءُ مُتلفِّعاتٍ بِمُروطِهنَّ، ما يُعرفنَ من الغَلَس ))، رواه البخاري ومسلم.وعن عائشة رضي الله عنها قالت : لقد رايتنا ونحن نصلي مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صلاة الفجر في مروطنا ثم ننصرف وما يعرف بعضنا وجوه بعض ).هل وضع النساء اليوم بهذه الصورة لا يعرفن من الغلس ؟!أي غلس وأي ستر؟لا غطاء ولا حجاب بل عدسات ملونة ورموش اصطناعية وشعر مستعار وإضاءات في الوجه ولباس عاري ...وحدّث ولاحرج فهم يفتخرون ويتطاولون بل ويشترطون كشف الوجه وعدم الاعتراض على صور الاختلاط .
7-أين أنت من قوله :{ أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه والله أغير مني}[متفق عليه].أين غيرتكم أيها الرجال ؟؟كيف تقبلون هذا ؟؟أترضونه لنسائكم ؟فإن قلتم: نعم فقد ماتت غيرتكم ..وإني لأعجب من حال رجالنا اليوم ؛ تخرج المرأة متبرجة سافرة وتختلط بالرجال ويقول: أنا واثق والمرأة طاهرة؟! كيف تنقلب الحقائق ؟!أأنت أعلم أم الله أليس الخالق يحذر من ذاك؟أليسوا بشرا ؟كيف أمنت الفتنة على نفسك وعلى أهل بيتك ؟وإذا أمنت والرسول كان من عامة يمينه "لا ومقلب القلوب," إن أمنت وقد كان من أكثر دعائه "اللهم يامصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك"؟!إن أمنت فلا تفتن سواك أو تكون سببا في ذلك بعدم صحيح قوامتك ورعايتك لأهلك؟إن لم تُفتن فلتكن عندك غيرة أن تنتهك محارم الله بك وبسببك.
8-جاء في البخاري :كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم ودخلت على عائشة رضى الله عنها مولاة لها فقالت لها: يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعاً واستلمت الركن مرتين أو ثلاثاً، فقالت لها عائشة : لا آجرك الله، لا آجرك الله، تدافعين الرجال ؟ ، ألا كبرت ومررت ، ونهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء ، فرأى رجالاً معهن فضربه بالدرة 0وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : أَنَّهُ قَالَ لِلنِّسَاءِ : (( لَكُنَّ حَافَّاتُ الطَّرِيقِ ))) في صحيح سنن أبي داود , وصحيح الجامع الصغير ح929 .وَقَدْ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ الْمَرْأَةَ إذَا تَطَيَّبَتْ وَخَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ ) وَيَمْنَعُ الْمَرْأَةَ إذَا أَصَابَتْ بَخُورًا أَنْ تَشْهَدَ..رواه البخاري ورواه مسلم ح444 باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة ، وأنها لا تخرج مطيبة .وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فعملُ المرأة بين الرجال من غير المحارم فتنةٌ تضعها على الطريق الْمُوصل إلى ما لا تُحمَد عقباه مما حرَّم الله ، وما يُؤدِّي إلى الحرامِ حرامٌ )ولعل الرجال حين يزجون بالنساء في الأسواق والمحلات والشركات .. بهذه الصورة التي لا تحمل في طياتها أي صورة من صور الضوابط الشرعية, بل هي محاربة للدين وأهله ، لاأراهم إلا أنهم يريدون التنصل من مسؤولياتهم، أو إشباع رغباتهم المحرمة ،وإلا فإن نفقة المرأة تلزم الرجل على الإطلاق قرُب أم بعُد ؟فليس لها أن تضطر للعمل لتكسب مالا يكفيها وولدها ؟بل ذلك لازم ومأمور به الرجل أيا كان ؟وهذه الصورة في السفور والاختلاط والتبرج ماهي إلا مدعاة للوقوع في الفواحش والله يقول (ولاتقربوا الزنا ) ماذا يعني القرب من الفاحشة ودواعيه عندكم يارجال إن لم يكن هذا منه! قال ابن عثيمين فإن باب الشهوات باب واسع ، والضيق من أبواب الشهوات يتسع بسرعة ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " ، ولهذا هم ..يسعون جادين على أن يعطوا المرأة ما يُسمى بالحرية ، وهي في الحقيقة الرق وليست حرية ، لأن المرأة - ومثلها الرجل - إذا خرجت عن حدود الله ، خرجت من رق الدين إلى رق الشيطان .تخرج من رق الدين وهو الرق الحقيقي ، لأنه عبودية لله إلى رق الشيطان ، وإذا خرجت إلى رق الشيطان واسترقها الشيطان صارت عبداً له ، هلكت وأهلكت ، قال ابن القيم رحمه الله :هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطان( هربوا من الرق الذي خلقوا به ) : الرق الذي خلقنا له هو عبادة الله عز وجل .وجاء في الأدب الكبير، لابن المقفع(ص 97-99): (اعلم أن من أوقع الأمور في الدين، وأنهكها للجسد، وأتلفها للمال، وأجلبها للعار، وأزراها للمروءة، وأسرعها في ذهاب الجلالة والوقار: الغرام بالنساء. ومن العجب أن الرجل لا بأس بلبّه ورأيه يرى المرأة من بعيد متلففة في ثيابها، فيصوّر لها في قلبه الحُسن والجمال حتى تعلق بها نفسه من غير رؤية ولا خبر مخبر، ثم لعله يهجم منها على أقبح القبح، وأدمّ الدمامة، فلا يعظه ذلك؛ ولا يقطعه عن أمثالها، ولا يزال مشغوفاً بما لم يذق، حتى لو لم يبق في الأرض غير امرأة واحدة، لظن أن لها شأناً غير شأن ما ذاق، وهذا هو الحمق والشقاء والسفه).وأخيرا أقول يارجال ألا يكفينا ألما ما بأمتنا من جراح !؟ونحن وإياكم عاجزون عن نصرة إخواننا ، فلا تكونوا أيضا عاجزين عن حفظ نساءكم ، كي لا تدور الدائرة علينا ..نسال الله أن يحفظ رجالنا ونساءنا وذرياتنا وبلادنا وينصر أمتنا .والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الرؤوف الرحيم بالمؤمنين