في سهرة كروية حماسية مثيرة تتجه أنظار عشاق الكرة المصرية والعربية عند السابعة مساء الاثنين صوب استاد «بتروسبورت» في التجمع الخامس لمتابعة المباراة النهائية لبطولة كأس مصر 2015، التي تجمع بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، أشهر ديربى في أفريقيا والشرق الأوسط.



وتحمل المواجهة بين الفريقين اليوم الرقم 30 في بطولة الكأس بشكل عام، والثامنة عشرة في النهائى تحديداً، وكانت آخر مباراة بينهما في البطولة في دور الـ١٦ في ٢٠١٠.
المباراة بين الأحمر والأبيض كعادة مواجهاتهما دائماً ذات مذاق خاص، يكتنفها الغموض، ويترقبها أنصار الفريقين بشغف كبير، فهى مباراة لا تعترف بالحالة الفنية للفريقين، ولا تقف عند حدود الواقع والمفروض أو مسلمات كرة القدم في أي مواجهة طبيعية بين 22 لاعباً، ودائماً ما تخرج عن التوقعات ونظريات النقاد والمتابعين.
يدخل الفريقان المباراة بأهداف وأمنيات مختلفة رغم تساويهما النظرى في الفرص والحظوظ، حيث يسعى الأهلى لإسعاد جماهيره باقتناص الكأس بعد ضياع درع الدورى والتأكيد على تفوقه التاريخى على منافسه في البطولة، وكذلك تفوقه في الفترة الماضية بعد فوزه عليه في بطولة الدورى الممتاز بثنائية نظيفة في آخر مباراة جمعت بين الفريقين، فضلاً عن منح لاعبيه دفعة معنوية كبيرة قبل السفر إلى جوهانسبرج لملاقاة أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقى في ذهاب الدور قبل النهائى لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية.
الزمالك بدوره يخطط لتأكيد تفوقه المحلى هذا الموسم على منافسه بالجمع بين بطولتى الدورى والكأس والاحتفاظ بكأس مصر في ميت عقبة للمرة الثالثة على التوالى بعد فوزه باللقب في آخر نسختين للمسابقة، فضلاً عن الثأر من غريمه التقليدى بعدما تغلب عليه في الدورى منذ شهرين في مباراة سيطر عليها الأحمر بالكامل، وكذلك إنهاء عقدته في البطولة أمام الأحمر، حيث لم يتفوق عليه منذ عام ١٩٥٦، وفى النهاية أيضاً السفر إلى تونس لملاقاة النجم الساحلى متسلحاً بنشوة الانتصار التي قد تقوده لتحقيق نتيجة تقترب به من نهائى الكونفيدرالية.
مشوار الفريقين في البطولة يؤكد التفوق الكبير للأحمر الذي فاز في كل مبارياته بنتائج كبيرة ومدوية، فتجاوز طهطا 6/1 في دور الـ 32، ثم اكتسح ناشئى الجونة 13 / صفر في دور الستة عشر، وأطاح باتحاد الشرطة بخماسية نظيفة في دور الثمانية، ثم تغلب على بتروجت 3/1 في دور الأربعة ليحجز مقعده في المباراة النهائية بأقوى هجوم في المسابقة.
أما الزمالك فعانى في مشواره بشكل كبير، حيث بدأ دور الـ32 أمام نجوم المستقبل وفاز عليه 2/1 بصعوبة، ثم تجاوز حرس الحدود 3/1 في دور الستة عشر، وبعدها مر من عقبتى الاتحاد السكندرى وسموحة على الترتيب في دورى الثمانية والأربعة من عنق الزجاجة عبر ركلات الترجيح.
الأهلى يقوده فنياً في هذه القمة المخضرم فتحى مبروك رجل الأزمات المنقذ الذي قرر مجلس الإدارة الشهر الجارى تمديد الثقة فيه على رأس الجهاز الفنى حتى الموسم المقبل، لمنحه الفرصة كاملة والحفاظ على النتائج الجيدة للفريق في الفترة الأخيرة.
بينما يقود الزمالك البرتغالى جيسوالدو فيريرا الرجل الذي أعاد البسمة إلى ميت عقبة بعدما قاد الفارس الأبيض لدرع الدورى الممتاز بعد فترة طويلة من سيطرة الأهلى على البطولة، مما دفع إدارة النادى بدورها لتجديد الثقة فيه وتمديد عقده للموسم المقبل، ويرغب الرجل بدوره في زيادة رصيده لدى الجماهير بتحقيق لقب جديد ورد الصاع صاعين لمبروك باقتناص لقب البطولة منه، خاصة أن إخفاقه هذه المرة قد يدفع إدارة النادى للاستغناء عن خدماته.
وستكون هذه المواجهة الثانية بين مبروك وفيريرا بعد أن تفوق المصرى في الأولى في بطولة الدورى وحقق الأهلى الفوز بثنائية نظيفة.
وتختلف المباراة كثيراً عن المواجهة الأخيرة بين الفريقين في الدورى، بعد أن دعم الجانبان صفوفهما بعدد كبير من اللاعبين المميزين الذي سيكون لبعضهم دور أساسى في هذه المباراة.
فالأهلى نجح في ضم: صالح جمعة وأحمد فتحى والغانى جون أنطوى والجابونى ماليك إيفونا وأحمد الشيخ ومحمد حمدى زكى ورامى ربيعة وأحمد حجازى، بينما ضم الزمالك: محمود عبدالمنعم «كهربا» وأحمد حسن مكى وإبراهيم عبدالخالق وأحمد حمودى ومحمد سالم وشريف علاء ومحمد عادل جمعة.
ويبرز من بين هؤلاء في هذه المباراة الثنائى أحمد فتحى وجون أنطوى في الأهلى الذي سيكون له دور بلا شك، وكهربا وإبراهيم عبدالخالق في الزمالك، وقد يكون للاعبين مثل صالح جمعة وحمودى ومكى دور حال الدفع بهم من مقاعد البدلاء.
المباراة في النهاية اختبار يصعب التوقع بنتيجته.. والزمالك جرّد الأهلى من درع الدورى هذا الموسم.. فهل يرد الأحمر بانتزاع الكأس من بين براثن غريمه التقليدى..؟