واصلت الحكومة الإسرائيل ية مساعيها الرامية لإقرار اتفاق أبرمته قبل أشهر مع كونسورسيوم لاستخراج الغاز قبالة سواحل الدولة العبرية في المتوسط، وذلك رغم حصوله على تأييد مبدئي في الكنيست الإثنين.


وبأغلبية 59 صوتا مقابل 51 أعطى الكنيست، الاثنين، موافقته المبدئية على هذا الاتفاق الذي أبرمته في الصيف حكومة بنيامين نتانياهو مع كونسورسيوم يضم مجموعتي نوبل إنرجي الأمريكية وديليك غروب الإسرائيلية.
ولكن هذا الرأي الاستشاري ليس كافيا لوضع الاتفاق موضع التنفيذ وتذليل العقبات التي تحول منذ أشهر دون إقراره.
ولكي يصبح الاتفاق نافذا يجب أن تنقل صلاحيات وزير الاقتصاد أريي ديري في هذا الملف إلى الحكومة مجتمعة، وهذه الخطوة الإجرائية تحتاج بدورها إلى مصادقة الكنيست عليها، الأمر الذي كان حتى مساء الإثنين لا يزال متعذرا بسبب عدم توفر غالبية برلمانية مؤيدة له، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأقر نتانياهو في بيان بانه «لا تزال هناك عقبة» أمام وضع الاتفاق موضع التنفيذ، مضيفا «ولكن عندما أريد الحصول على شيء أحصل عليه».
وفي العادة لا بد لأي اتفاق مماثل أن يوافق عليه رئيس هيئة ضمان حرية المنافسة.
وكان رئيس الهيئة ديفيد جيلو رفض في ديسمبر اتفاقا أوليا بشأن استثمار الغاز لأنه رأى فيه انتهاكا لقوانين مكافحة الاحتكار.
ودفع جيلو في نهاية مايو إلى تقديم استقالته من دون أن يتم تعيين بديل نهائي عنه حتى اليوم.
ولكن نتانياهو يعول على وزير الاقتصاد أريي ديري لتجاوز مسألة ضرورة الحصول على موافقة رئيس هيئة ضمان حرية المنافسة، إذ أن لوزير الاقتصاد صلاحية تجاوز رئيس الهيئة في الملفات التي تتعلق بالأمن القومي.
وكانت حكومة نتانياهو الامنية المصغرة اتخذت قرارا في يونيو الماضي يربط إنتاج الغاز بالأمن القومي.
ولكن ديري، اليهودي المتشدد، يرفض ممارسة هذه الصلاحية وذلك باسم الدفاع عن حقوق المستهلكين، الأمر الذي يحول دون وضع الاتفاق موضع التنفيذ.
ومذاك أعادت الحكومة التفاوض على شروط الاتفاق الذي تتعرض حكومة نتانياهو لضغوط من أجل إقراره. فالأسبوع الماضي هددت شركة نوبل إنرجي باللجوء إلى التحكيم الدولي ضد إسرائيل بسبب مراوحة الاتفاق مكانه.
وزاد الضغوط على إسرائيل إعلان شركة إيني الإيطالية للطاقة، والسلطات المصرية في نهاية أغسطس اكتشاف «أكبر» حقل للغاز الطبيعي في المتوسط وذلك المياه الإقليمية المصرية، مشيرة إلى أن احتياطاته قد تبلغ 850 مليار متر مكعب.
وتستثمر نوبل إنرجي ومجموعة ديليك معا منذ 2013 حقل تمار للغاز الواقع على مسافة 80 كلم قبالة مدينة حيفا. كما تتعاونان في تطوير حقل ليفياثان أحد أكبر حقول الغاز في البحر المتوسط على مسافة 130 كلم قبالة سواحل حيفا.