ما هو تاثير الطعام الحرام على الفرد

قد يأكل الإنسان طعاما شهيا، ومن الطبيعي أن هذا الجسم يتغذى من ذلك الطعام ولو كان حراما..
فعالم التكوين له سبيله.. ولكن الكلام ما هو تأثير هذا الطعام الحرام في نفسية الإنسان؟..
إن الطعام الحرام أو المال الحرام إذا دخل بيتا، فله تأثيره على النفس، وعلى الأولاد،
وعلى الذرية، وعلى الزوجة.. وهذا الشيء مفروغ منه في عرف المتشرعة.. وإن البطن
إذا امتلأ من الحرام، فمن الطبيعي أن الطاقة التي تنبثق من هذا الطعام المحرم، هي من الطاقات
التي لا يمكن أن تكون مباركة ومستثمرة في سبيل الله عز وجل.
إن أكل الحرام على أقسام ثلاثة:
1- أكل النجاسات.
2- أكل المتنجسات.
3- أكل الطعام الطاهر المشترى بمال حرام.
إذا أردنا أن نحصر أنواع الحرام في المطعم فإنه يمكن القول: إما أن يأكل الإنسان نجسا كالميتة،
واللحم الذي لم يذكى، ولحم الخنزير، وما شابه ذلك.
وهنالك طعام متنجس، ومثال ذلك: إنسان كافر لمس طعاما.. إن اللحم مذكى، ولكن لامسه
ذلك الكافر برطوبة، فأصبح متنجسا.
وتارة إنسان يشتري طعاما حلالا في ذاته، ليست فيه نجاسة، وليس متنجسا.. ولكن المال الذي
يشتري به، هو مال من السحت، كمال الربا وما شابه ذلك من الأموال المحرمة.
إن هنالك خلافا فقهيا في أن الإنسان إذا اشترى مالا في الذمة، ثم دفع الثمن من مال غير مخمس،
أو من مال مسروق أو ما شابه.. فالبعض يقول: إن المال قد انتقل إليك، ولا إشكال في ذلك..
وإنما أنت في مقام إفراغ الذمة، دفعت مالا حراما.. وبالتالي قد لا تتعدى بعض الإشكالات بالنسبة لذلك المال المشترى.
ومن أراد أن يبارك الله له في حياته، فليحرص حرصا معتدلا.. لا ندعو لاتباع أسلوب الوسوسة
في هذا المجال كما لدى البعض.. ولا المسامحة والمساهلة، بحيث يأكل من كل مكان،
ومن يد كل إنسان، وفي كل بلد، وعلى الخصوص في بعض البلاد الغربية.. إذ يكاد يقطع
الإنسان في بعض الحالات، أن المسلم الذي يبيع هذا الطعام، إنما يدعي الحلية تمشية لبضاعته، وذلك من خلال بعض القرائن.
فعلى الإنسان أن يعيش حالة متوسطة من الوسواس، ومن الاسترسال في أكل كل ما
هب ودب، وخاصة هذه الأيام، والتي قد يفاجأ فيها الإنسان عندما يرى في سوق المسلمين
تسرب بعض الأكلات المحرمة، وبعض المواد النجسة عينا، أو الحرام عينا، ومن دون أن
يلتفت الإنسان.. وقد ذكر أحدهم أنه أكل حلاوة، سدا لشهوة بطنه، وبعد أن أكلها فإذ
ا به يفاجأ أن مقدارا من الخمر كان موجودا في تلك الحلاوة.. فلماذا يسارع الإنسان لمد يده لكل
ما وجده أمامه؟.. ولحسن الحظ أن الشركات الغذائية في هذه الأيام ملزمة بكتابة المكونات..
وفي بعض الأحيان قد يقطع الإنسان أن هنالك حراما في البين، وأحيانا قد يشك.. ولكن لماذا الإصرار؟!
.. عندما يذهب الإنسان لأماكن بيع المواد الغذائية يرى طعاما محللا، وهنالك وضوح في ذلك،


وفي المقابل قد يجد طعاما مشتبها أو محرما.. فلماذا لا يكون له قوة الاختيار، فيختار من ذلك ما هو أقرب للحلية؟!..
لذا على الإنسان المؤمن أن يكون حريصا على أن لا يأكل إلا الحلال.. ونحن نقطع أنه في حياته
اليومية سيأكل الحرام شاء أم أبى، فالإنسان مأمور في حياته بمعاملة سوق المسلمين معاملة
الحلية والطهارة.. ولكن الله عز وجل عندما يرى الإنسان محتاطا، ورعا، وخائفا من أكل الحرام..
فحتى لو أكل الحرام واقعا، فإن الله بمنه وكرمه، سيزيل الصفة السلبية والكدورة والسواد، الذي من
الممكن أن تغطي على قلب الإنسان في هذا المجال.. ويلاحظ بأن هنالك في بعض الروايات إشارة إلى
موضوع الإكثار من اللحوم خاصة، كما في مضمون الرواية: (لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوانات)،
فيتوجب على المؤمن التوسط.. لا أن يكون كالذي ينادي بالنباتية بشكل مطلق، لأن الروايات تنهى
عن ترك اللحوم بشكل مطلق.. ولا يكون من هذا القبيل الذي يكثر.. فالاعتدال في كل شيء هو سبيل النجاة
.. اليمين مضلة، والشمال مضلة.. وشعارنا دائما: "الوسطى هي الجادة"