كيف يمكن أن يتغلب الإنسان على الغضب والتوتر والعصبية الزائدة؟



الإنسان غالبا ما يتعرض للغضب عندما يشعر بمواجهة مشكلة صعبة ويعتقد أنها مشكلة دون حل وفى هذه اللحظة ينتابه شعورا باليأس وتزداد سرعة ضربات القلب ويضطر إلى الاندفاع والقيام بفعل أو حدث ما يكون قوامه التسرع وعدم ضبط النفس.

وللتغلب على الغضب يشير الحديدى إلى أهمية الثقة بالنفس وعدم الاندفاع فى اتخاذ أية قرارات ويفضل أن يقوم الإنسان بأخذ نفس عميق عندما يتعرض لمشكلة صعبة وبعدها يسأل نفسه سؤالين رئيسين أولهما عن أسوأ الأمور التى من الممكن أن تحدث له إزاء تلك المشكلة وثانيهما عن أفضل الأحوال التى ستحدث له إزاء نفس المشكلة وبعدها يدرك حجم المشاكل والأخطار التى ستصيبه ثم يحدد على إثرها درجة غضبه فكثيرا من الناس قد يغضب لأسباب تافهة.

كما يشار إلى أهمية الواعظ الدينى فى التغلب على الغضب والعصبية الزائدة مؤكدا على أهمية قراءة الإنسان لبعض الآيات القرآنية قبل اتخاذ أى قرار تجاه مشكلة صعبة يتعرض لها لأنها تعطى للإنسان فرصة أكبر للتفكير وتعيد جزء كبير من الراحة النفسية التى يفتقدها أثناء تعرضه للتوتر والغضب.

كيفية التغلب على العصبية



1-فكر في أهداف حياتك وما هي الأمور المهمة حقاً بالنسبة إليك، والى من تحب وخلص نفسك من الواجبات التافهة حتى تستطيع إنجاز الواجبات المهمة على وجه أفضل، يجعلك تحتفظ بهدوئك ويخلصك من التوتر الناتج عن الإحساس بأن واجباتك أكثر كثير من الوقت الذي عليك إنجاز كل الأعمال فيه.

2-توقف عن محاولتك أن تكون شخص فائق القدرة، وخلص نفسك من الرغبة في الهيمنة التامة على كل الشؤون دون إهمال شيء, لأن هذا لا يتم إلا على حساب صحتك وحالتك النفسية والمزاجية.

3-أعط نفسك وقتا أطول فيما تظن انه ضروري للوصول إلى مكان أو تحقيق شيء, واعمل حساب أي عائق يمكن أن يعترضك, حتى لا تصاب بالتوتر والعصبية إذا تأخر الوقت أو طالت مدة إنجازك للعمل الذي تقوم به.



ترويض الغضب.. خطوات عملية …


ظهر الإهتمام بأساليب التحكم في الغضب ( Anger Management ) وإنشاء مراكز
ومستشفيات متخصصة في هذا المجال. و قد تم بالفعل التوصل إلى عدة إستراتيجيات تساعد على
إدارة الغضب و ترويضه بما يتبعه من شعور سلبي وتغيرات فسيولوجية، ومن أهمها:-

1 - الاسترخااااااااء :

هناك طرق عديدة لتعلم كيفية الإسترخاء بدنياً و ذهنياً وإليك بعضاً منها :-
• الاستلقاء على الظهر وإرخاء جميع عضلات الجسم.
• البخور الهادئ والروائح العطرة المفضلة سواء كانت ( زهور – نباتات – شموع … إلخ ).
• ممارسة تمرينات التنفس ، فيمكنك أخذ نفس عميق جداً من الداخل بحيث يملأ الهواء رئتيك
وصدرك كله ، ثم إخراج النفس من فمك ببطء.
الاستحمام بالماء الدافيء وبعض الأملاح المعطرة، والاستلقاء على الأقل لمدة ربع ساعة.
• النوم الكافي ليلاً عدد الساعات التي يحتاجها جسمك.
• العمل على أخذ راحة خلال فترات العمل المتواصلة و لو خمس دقائق لتقليل الضغط العصبي.
• الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت قارئك المفضل وأنت مغمض العينين.
• ذكر الله كثيراً، قال الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
• التأمل والتفكر في خلق الله ومشاهدة جوانب الجمال في كل شئ و لو ربع ساعة يومياً.
• أبتسم كثيرا.
• أغمض عينيك و استعمل خيالك و ارجع بذاكرتك لمكان أو لموقف سبق و جعلك سعيدا.
ممارسة هذه العادات والتمارين يومياً سوف تجعلك تشعر بتحسن كبير.-

2 التواصل :

يميل الأشخاص العصبيون عند المناقشة مع الآخرين إلى القفز إلى النتائج والتوقعات التي غالباً ما تكون
خاطئة وغير دقيقة. فعندما تشعر أن المناقشة بينك وبين الآخرين قد احتدت، عليك بتهدئة الجو العام
ومراقبة ردود أفعالك جيداً.
عندما يحاول شخص ما انتقادك، فمن الطبيعي أن تكون في موضع دفاع ولكن لا تبدأ بالهجوم على
الطرف الآخر. وبدلاً من ذاك وتلك فالأفضل أن تحاول فهم الشخص الذي تحادثه وسبب انتقاده لك
وتعامل معه على هذا الأساس.
قد تحتاج إلى بعض الراحة خلال المناقشة للتنفس وإعادة التفكير ولكن لا تجعل أبداً غضبك أو غضب الطرف
الآخر يفقدك أعصابك وقدرتك على التحكم في المناقشة.

ومن بعض الطرق التي يمكن من خلالها إدارة الحوار بدون غضب:-
• مشاركة الآخرين في حديثهم و ابداء الاهتمام.
• مواجهة الطرف الآخر بما يضايقك بأسلوب لبق.
• ضع حدوداً لكل شخص تتعامل معه لا يتعداها، و كن و اضحاً في هذا.

3 - استخدام روح الفكاهة :

الغضب شعور جاد للغاية و لكنه مصحوب ببعض الأفكار والاعتقادات التي سوف تجعلك تضحك عليها.
تخيل مثلا الشخص الذي يغضبك مجسداً أمامك في شكل شخصية كارتونية مضحكة فهذه الطريقة
تجعلك مرحاً لا تثار بسهولة ولكن احذر شيئين هامين :-
( أولاً ) لا تكن فظا مستفزاًً، تهوى المداعبات القاسية التي تغضب الآخرين منك، و تسخر منهم
وتستهزئ بهم.
( ثانياً ) لا تسخر من نفسك ومن حياتك، بل من الأفضل إستخدام روح الفكاهة لمواجهتها
والتعامل معها و تقبل كل شئ بصدر رحب.
4 - تغيير البيئة:

مع وجود المسئوليات والأعباء الملقاة على عاتقنا، غالباً ما تكون البيئة المحيطة ذات تأثير كبير
على انفعالنا.
فمثلاً لا تحاول مناقشة شخص في مشكلة ما فور عودته مجهد من العمل، انتظر على الأقل 15 دقيقة
قبل التحدث إليه إلا اذا كان أمراً لا يتحمل التأخير.

وغير ذلك عليك بالنصائح الآتية :-



محاولة إيجاد البدائل. مثلاً إذا كان الزحام المروري يجعلك غاضباً و عصبياً يمكنك ركوب
أي مواصلة أخرى .
• إذا كنت تعلم أن هناك شخص أو مكان بعينه يجعلك تغضب و يمكنك تجنبه، فابتعد عنه في الحال.
• فكر في اعطاء نفسك اجازة ترتاح فيها مع عائلتك وأشخاص تحبهم في الأماكن المفضلة لديك.
5 - ممارسة رياضة:

عليك أن تخصص جزء و لو بسيط جداً من وقتك لممارسة بعض التمرينات الرياضية مثل
السباحة – الجري – تمرينات الأيروبكس و السويدي، وأهمها المشي فهو يقلل من الضغط
العصبي ويساعدك على التفكير المنظم.
وأخيراً تذكر دائماً أنه لا يمكنك التخلص تماماً من الشعور بالغضب، بل يمكنك فقط التحكم
في حدته وتحويل طاقة الغضب السلبية بداخلك إلى سلوك وأفعال ومشاعر إيجابية.
و أخيرا في دعاء لو كل واحد أول ما يحس انه متضايق يقوله هيلاقي نفسه أعصابه هديت بشكل غريب …
قال الرسول ( صلي الله عليه و سلم ) …
“ما أصاب مسلما قط هم أو حزن فقال :
” اللهم أني عبدك و ابن عبدك و ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك ..
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك و أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت
به في علم الغيب عندك … أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي . ”
إلا أذهب الله تعالي همه , و أبدل مكان حزنه فرحا …