الدكتور إبراهيم درويش، مدير المتحف القومى فى الإسكندرية السابق، وأحد الأوائل المتخصصين فى انتشال الآثار الغارقة، قال إن ما تم اكتشافه وانتشاله من الآثار والمدن الغارقة تحت مياه الإسكندرية «ضئيل جداً»، مقارنة بما هو موجود تحت مياه البحر ولا يتماشى مع قيمة تراث مصر، خاصة فى المنطقة الواقعة من العجمى غرباً وحتى خليج أبوقير شرقا.



وكشف «درويش» أن ما تم انتشاله خلال الـ100 عام الأخيرة لا يمثل سوى 2% فقط من تراث مصر الغارق تحت سواحل الإسكندرية، مشيرا إلى أن هناك نحو 35 مدينة أثرية غارقة ترجع إلى عدد من العصور والحقب التاريخية المختلفة، خاصة فى منطقة العجمى وبطول الساحل الغربى.

ولفت إلى أن هذه المدن الأثرية تم اكتشافها وتحديدها والتعرف على عصورها ولم يتم انتشالها حتى الآن.
وأرجع السبب وراء عدم انتشال المدن الغارقة إلى قلة الإمكانيات والتقنيات الخاصة بأعمال الغطس تحت المياه، خاصة خلال الخمسين سنة الأولى من الـ100 عام، بالإضافة إلى أن أجهزة الغطس لم تتطور بالشكل التى عليه الآن، حيث كانت تعتمد على الصيادين آنذاك.
وأوضح أنه عندما ظهرت مصادر التلوث فى البحر تسببت فى انعدام الرؤية فى المناطق الموجود بها المدن الغارقة، مما اضطر الغطاسون إلى الاعتماد على الأجهزة الحديثة فى انتشال وتحديد الآثار الغارقة، مثل أجهزة السونار والـ«g b s»، وهى أجهزة غالية الثمن. وأضاف «درويش»: «عندما بدأت البعثات الفرنسية فى الظهور وأعمال التنقيب، وتم إنشاء إدارة الآثار الغارقة، إلا أنها واجهت حرباً ضارية من قبل البعض منذ إنشائها».