بين الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، كان ترتيب ريتشارد نيكسون السابع والثلاثون عن الحزب الجمهوري، وقد احتل موقعه الرئاسي في الفترة من ١٩٦٩ إلى ١٩٧٤، وهو مولود في ٩ يناير ١٩١٣ في كاليفورنيا، وينحدر من عائلة متدينة ذات أصول ألمانية كانت تعرف باسم ميلهاوزن.





أما عن محطاته السياسية قبل وصوله للرئاسة فقد كان عضوا في الحزب الجمهورى وعضوا في الكونجرس من ١٩٤٧ إلى ١٩٥١ وعضوا بمجلس الشيوخ من ١٩٥١ إلى ١٩٥٣ ونائبا للرئيس أيزنهاور من ١٩٥٣ إلى ١٩٦١ كما شارك في أول مناظرة رئاسية تليفزيونية عام ١٩٦١ ضد جون كيندي. وكان أول رئيس أمريكى يزور الصين وأول رئيس أمريكى يستقيل وأول رئيس يمنح إسرائيل مساعدة مالية ضخمة قدرها ٣ مليارات دولار. وقد تميزت فترته الرئاسية بحسن أداء في السياسة الخارجية على يد وزير خارجيته هنرى كيسنجر، الذي حقق إنجازات ملفتة على صعيد السياسة الخارجية، سواء من خلال إنهاء التورط الأمريكي في فيتنام، وتطوير العلاقات مع كل من الصين الشعبية والاتحاد السوفيتى وقد شهدت فترة نيكسون، وبجهود كيسنجر الشخصية، التوصل إلى اتفاقيات الفصل بين القوات الإسرائيلية من جهة والسورية والمصرية من جهة أخرى، في أعقاب حرب أكتوبر ١٩٧٣. وقد ارتبط اسم «نيكسون» بما يعرف بمبدأ «نيكسون» أو مبدأ جوام، ويعتمد أسلوب التركيز في الدبلوماسية الأمريكية في آسيا على الأدوات الاقتصادية كبديل عن الأدوات العسكرية، وجعل الدول الآسيوية أكثر اعتماداً على نفسها في حل نزاعاتها، وتقييد التدخل الأمريكى وحصره في ردع التهديدات التي تمارسها إحدى القوى النووية، مع إمكانية ردع التهديدات التقليدية التي تحدث على نطاق ضخم لا قبل لحلفاء أمريكا على مواجهتها. غادر «نيكسون» البيت الأبيض مستقيلا «زي النهارده » في الثامن من أغسطس ١٩٧٤، قبل ثلاث سنوات من انتهاء فترة رئاسته الثانية، بعد أن أجبر على الاستقالة كنتيجة لثبوت تورطه في فضيحة تجسس عناصر من الحزب الجمهوري على المقر الرئيسي للحزب الديمقراطي في واشنطن، فيما عرف بفضيحة «ووترجيت » وبعد استقالته عاش نيكسون في كاليفورنيا الـ٢٠ سنة الأخيرة من عمره إلى أن توفي في ٢٢ أبريل ١٩٩٤.