الخوف المرضي
يطلق عليه أحيانا لفظ الخواف ، وهو عبارة عن خوف مرضي دائم من موقف أو شيء ما غير مخيف بطبيعته ، وهو خوف لا يستند إلى أي أساس واقعي ولا يمكن التخلص منه أو السيطرة عليه ويشعر المريض بأن خوفه غي منطقي ومع ذلك فإن خوفه يمتلكه ويتحكم في سلوكه ويصاحبه القلق والانفعال والسلوك القهري .
وهناك فرق واضح بين الخوف العادي والخواف أو الخوف المرضي، فالخوف العادي عبارة عن غريزة أو انفعال يدفع الفرد إلى تجنب المؤثر الذي يخيفه أو الدفاع عن نفسه ، والخوف العادي حالة يشعر بها كل إنسان في حياته العادية، كالخوف من حيوان مفترس .أما الخوف المرضي فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر وغير واقعي ومتضخم مما لا يخيف في العادة أو يكون الخوف عاما غير محدد في موضوع ما وقد يكون وهميا أو غير حسي .
وتتسم شخصية المريض بالخوف المرضي بالعصبية ، والأنانية ، والتمركز حول الذات ، والانطواء ، والتشاؤم ، والخجل ، وعدم الجرأة ، وضعف الخبرة .
*العوامل التي تلعب دورا هاما في تكوين هذه الخصائص وهذه الصفات:
أ- عوامل الاستعداد الوراثي .
ب- عوامل البيئة .
* أهم أسباب الخوف المرضي:
أ- التنشئة الاجتماعية والأسرية ومحاولة تخويف الأطفال وعقابهم والقصص المثيرة والمخيفة التي يسمعونها والخبرات السيئة التي يمرون بها .
ب- الظروف الأسرية السيئة من حيث التربية والرعاية والتوجيه مثل الطلاق – الدلال الزائد – جهل الأسرة …إلخ )
ج- تربية الآباء السيئة وخوفهم وعدم الثقة في نفوسهم وضعف خبراتهم وانتقال ذلك عن طريق المشاركة الوجدانية و الإيحاء والتقليد .
د- الضعف الجسمي والضعف العقلي والخوف من الأمراض والفشل المبكر في النجاح أو في حل المشكلات .
ه- الشعور بالإثم وبالذنب وما يرتبط به من خوف شديد .
* أعراض الخوف المرضي:
الشعور بـ ( القلق – التوتر – بالنقص – وتوقع الشر – وشدة الحذر والحرص – التهاون والاستهتار – الاندفاع وسوء التصرف – والإجهاد – والصداع – والإغماء – وخفقان القلب – وتصبب العرق – والتقيؤ – والشعور بالأم الظهر – والارتجاف – والاضطراب في الكلام).
كما أن من أعراض الخوف المرضي السلوك التعويضي مثل النقد والسخرية والتحكم والتصنع بالوقار والتصنع بالشجاعة والوساوس والأفعال القسرية ويصبح الخوف أحيانا عائقا كالامتناع عن الأكل في المطاعم والامتناع عن التنزه وعن الرياضة أو عن مغادرة المنزل أو عبور الطريق، وطبعاً فإن هذه الأعراض تختلف حسب شكل الخوف المرضي وموضوعه وشدته وما يتركه من أثر في حياة الفرد الشخصية والعلمية .
* أشكال المخاوف المرضية:
تمكن بعض علماء النفس من خلال تجاربهم حصر ( 37 ) شكل للخوف المرضي منها :
- الخوف من الحشد ومن الجماهير .
- الخوف من الروائح .
- الخوف من الأصوات .
- الخوف من الأماكن الفارغة .
- الخوف من المدرسة .
- الخوف من الهواء والغاز .
- الخوف من العبور فوق الماء ” على الجسر ” .
- الخوف من الظلام والليل .
* من الضروري أثناء تشخيص الخوف المرضي التمييز بينه وبين الخوف العادي ، وكذلك بين الخوف المرضي كمرض وبين الخوف المرضي كَعَرض لمرض آخر .
* الوقاية والعلاج من الخوف المرضي:
- منع مثيرات الخوف والحيلولة دون تكوين الخوف الشرطي .
- عدم القلق على الأولاد إذا تعرضوا لخبرة مخيفة وعلى أن نشرح لهم معناها بكل هدوء مع العمل على إزالة أو تخفيف الخوف .
- التقليل من التحذير والمبالغة في النقد والاستهزاء .
- عدم خوف الكبار وخاصة الوالدين حتى لا ينتقل الخوف إلى الأولاد .
- التوجيه المستمر والتنشئة الاجتماعية الصحيحة .
- تعويد الفرد على مواجهة المشكلات للعمل على حلها أو التخفيف منها .
- تشجيع الفرد على أعماله الناجحة وعدم معاقبته إذا اخطأ .