تمكن المسبار الفضائي «فيلة »، التابع للوكالة الأوروبية للفضاء، من العثور على 16 مُركبًا عضويًا على الأقل على سطح المذنب «67 بي/تشوريوموف-جيراسيمنكو»، الذي هبط المسبار على سطحه في أغسطس الماضي.


وقال العلماء، إن أربعة من الستة عشر مُركبًا لم يتم الكشف عنها مُطلقًا في الصخور الفضائية التي فحصت من قبل، الأمر الذي يُلقي بالضوء على طبيعة المكونات الكيميائية والفيزيائية للمذنبات، ما قد يكشف طريقة نشوء الحياة على كوكب الأرض.
جاء الكشف كنتيجة لتحليل البيانات التي تم جمعها من قبل المسبار خلال 60 ساعة من التجارب التي قامت بها المركبة في نوفمبر الماضي، قبل أن تتوقف عن العمل نتيجة عدم احتواء البطاريات على الطاقة اللازمة للتشغيل.
وقال المستشار العلمي لوكالة الفضاء الأوروبية «مارك ماكوارين» في بيان صحفي -تلقت «المصري اليوم» نسخة منه- إن المذنبات تحتوى على معظم المواد الخام- مثل الماء، ثاني أكسيد الكربون، الميثان، والأمونيا- اللازمة لتجميع جزيئات عضوية أكثر تعقيدًا، وربما تكون الجزيئات المُكتشفة حديثًا قد تكونت على مُذنب «جيراسيمنكو» نتيجة الفوتونات الشمسية أو الأشعة الكونية.
وفي ورقة بحثية نُشرت في مجلة «ساينس» العلمية، قال الباحثون إنهم لم يعرفوا حتى الآن إذا ما كانت تلك الجزيئات قد تشكلت في النظام الشمسي المُبكر، أم أنها تجمعت في وقت لاحق.
في كلتا الحالتين، وحسب المستشار العلمي للوكالة «مارك ماكوارين»، يبدو أن المذنبات هي أماكن جيدة للعثور على لبنات بناء الجزيئات التي تم استخدامها في وقت لاحق لنشوء الحياة في الكون.
بالإضافة إلى المركبات العضوية، تمكن علماء وكالة الفضاء الأوروبية من تكوين أفكار جديدة خاصة بالتضاريس السطحية الصخرية للمذنبات، الأمر الذي سيساعد حال إرسال مُهمات أخرى في المستقبل.
وكانت المركبة الأم «روزيتا » قد أرسلت في مارس 2014، ووصلت بالقرب من المذنب في نوفمبر، وقتها؛ انفصل المسبار «فيلة» وهبط على سطح الجُرم، وأجرى مجموعة من الأبحاث على مكوناته الكيميائية والفيزيائية للتأكد من النظرية التي تقول إن المياه على سطح الأرض مصدرها المذنبات إلا أنه توقف عن العمل بسبب عدم استقبال بطارياته لأشعة الشمس اللازمة لتشغيل المُعدات، ثم عادت واستيقظت من سُباتها مطلع الشهر الماضي، بعد أن استقبلت خلاياها الشمسية طاقة كافية لتشغيلها مرة أخرى قبل عدة أسابيع، وهو الأمر الذي سمح لعلماء وكالة الفضاء الأوروبية بإعادة دراسة واستقبال البيانات منها.