النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الصورة الرمزية محمدسالمان
    محمدسالمان غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    12,883

    افتراضي الأربعون في التوحيد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عبده ورسوله المصطفى محمد وآله وصحبه ومن اقتفى، وبعد:

    فإن من نعم الله علينا أن يسر لنا سبل الخير، وهيأ لنا موجبات رحمته، وإن من نعمه وآلائه العظمى أن استعملنا في طاعته وخدمة شرعته، وفَّقنا للعمل بسنته، وإن من أعظم الطاعات وأحب القربات إلى الله هي عبادته وحده بلا شريك، وإفراده - سبحانه - بالعبادة والطاعة؛ لذا آثرت أن أكتب الأربعين حديثًا في التوحيد مشاركة مني في بيان هذه الشعيرة والتي هي أصل الدين وعموده وسبب النجاة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، واقتداء بمن صنف في الأربعين كالإمام النووي - رحمه الله - والإمام الهروي في «الأربعين في دلائل التوحيد»، والإمام الطوسي أبي الحسن محمد بن أسلم في كتابه: «الأربعين»، والإمام أبي الفرج محمد بن عبد الرحمن في: «الأربعين في الجهاد»، وابن عساكر في كتابه: «الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين» وابن حجر في كتابه: «الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع»، والبيهقي في كتابه: «الأربعون الصغرى»، والعراقي في: «الأربعون العشارية»، وابن القاسم علي بن الحسن بن هبة الله في: «الأربعون في الحث على الجهاد» وغيرهم.
    وكان منطلق هؤلاء العلماء في مصنفاتهم هذه: أحاديث رويت في بيان فضل من روى أربعين حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان في أسانيدها مقال ولا تخلو من ضعف إلا أن الاستئناس بها له وجه: وها أنا ذا أذكر بعض رواياته اقتداء بمن سبقني في تصنيف الأربعين، فقد ذكره السيوطي – رحمه الله – في تفسيره وعزاه إلى أبي نعيم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا، ينفعهم الله بها، قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة شئت»([1]) .
    وروى البيهقي في شعب الإيمان بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينفعهم من أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة من العلماء، وفضل العالم على العابد سبعين درجة. الله أعلم بما بين كل درجتين»([2]).
    وروى تمام الرازي في فوائده عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة»([3]) .
    وروى أيضا بإسناده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حمل من أمتي أربعين حديثًا بعثه الله يوم القيامة فقيهًا عالمًا»([4]) .
    وروى أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بإسناده عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله فقيهًا، وكنت له يوم القيامة شافعًا وشهيدًا»([5]) .
    وروى أيضًا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء» ([6]) .
    وروى أيضًا عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من السنة كنت له شفيعًا يوم القيامة» ([7]) .
    وروى الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا مما يحتاجون إليه من الحلال والحرام كتبه الله فقيهًا عالمًا» ([8]) .
    قال المناوي – رحمه الله- : «من حفظ على أمتي» يعني: نقل إليهم بطريق التخريج والإسناد «أربعين حديثًا» من السنة صحاحًا أو حسانًا، قيل: أو ضعافًا يعمل بها في الفضائل: «كنت له شفيعًا وشهيدًا يوم القيامة» وفي رواية: «كتب في زمرة العلماء وحشر في زمرة الشهداء» وفي رواية: «بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء».
    قال الأصفهاني: واختلف في هذه، فذهب بعضهم إلى أنها أربعين من أحاديث الأحكام، وذهب بعضهم إلى أن الشرط أن تكون خارجة عن الطعن، سليمة من القدح كيفما كانت، وذهب آخرون إلى أنها أحاديث على مذهب الصوفية فيما يتعلق بآداب النفس والمعاملة، وذهب بعضهم إلى أنها أحاديث تصلح للمتقين، وتوافق حال المتبصرين، وكلها صواب، والمرجع إلى حقيقة يقين العبد، وما أعد الله لأهل طاعته من الثواب في دار الحساب، وكل من ذهب إلى واحد من هذه الأقوال فحافظ عليه بجد واجتهاد وقام بمعرفة ورشاد نال من الله ما وعده رسوله يوم المعاد... وقال ابن عساكر: الحديث روي عن علي وعمر وأنس وابن عباس وابن مسعود وأبي أمامة وأبي الدرداء وأبي سعيد بأسانيد فيها كلها مقال ليس للتصحيح فيها مجال، لكن كثرة طرقه تقويه، وأجود طرقه خبر معاذ مع ضعفه: «من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من سنتي، ونقلها إليهم أدخلتُه يوم القيامة في شفاعتي» فإن لم ينقلها إليهم لم يشمله هذا الوعد، وإن حفظ عن ظهر قلب، إذ المدار على نفع الأمة... ثم إن كان نقلها بطريق الإسناد والاجتهاد كما فعل البخاري وأضرابه فهو أعلى درجات النقل، وإن كان يأخذها من دواوين أولئك كنقل المصنف ونحوه، ففي دخوله في هذا الوعد وقفة، إذا لم يحفظ هو على الأمة، وإنما حافظه صاحب الكتاب المدون الذي تعب في تخريجه وبتسليم دخوله فليس كدخول المسند للمجتهد، وإنما له أجر إفراد الحديث من ذلك الديوان وتقريب تناوله، لا أجر إسناده، وحاصله أنه إن لم يحفظه الحفظ التام لم يدخل في الوعد الدخول التام، ذكر العز بن جماعة([9]).
    وقال رحمه الله: «من حمل من» وفي رواية: «عن أمتي أربعين حديثًا بعثه الله» وفي رواية: «لقي الله يوم القيامة فقيهًا عالمًا» يعني: حشر يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء أو أعطي مثل ثواب الفقيه العالم، وجعل معه في درجته، وهذا تنويه عظيم بفضل روايته الحديث وحفظه([10]).
    ولقد جمعت هذه الأربعين وأنا أحسن الظن في الله ألا يخيب رجائي وألا يحرمني من الأجر والمثوبة، وآمل منه - سبحانه - أن يكتب لها القبول والنفع في الأمة حفظًا وشرحا وعملاً، وأن يكتب لها من الانتشار والذيوع كما كتب للأربعين النووية وإن لم أدان مؤلفها فضلاً وعلمًا وعملاً، ولكن قد قيل: التشبه بالكرام فلاح، وأحسن من هذا وأفضل قول رسولنا الكريم: «المرء مع من أحب»([11]).
    فأسأله - سبحانه - أن يمد في العمر وييسر لي شرحها وبيان فضلها والوقوف على معانيها ودلائلها؛ لينتفع بها الداني والقاصي، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، وهو - سبحانه مولاي ونعم النصير وآخر دعواي: أن الحمد لله رب العالمين.

    1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: «تعبدُ الله لا تُشركُ به شيئًا، وتُقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان» قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنَّة، فلينظر إلى هذا»([1]).
    2- وعن أنس يرفعه: أن الله يقول لأهون أهل النار عذابًا: «لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا، وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك»

    3– وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: }الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ{ [الأنعام:82] قلنا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟! قال: «ليس كما تقولون، لم يلبسوا إيمانهم بظلم: بشرك أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: } يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ { [لقمان:13]»

    4- وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال القوم: ما له، ما له؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَرَبٌ مَا لَهُ» فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، ذرها» قال: كأنه كان على راحلته([1]).
    وفي رواية: أن أعرابيًا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر، فأخذ بخطام ناقته، أو بزمامها، ثم قال: يا رسول الله، أو يا محمد، أخبرني بما يقربني من الجنة، وما يباعدني من النار، قال: فكف النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: «لقد وفق، أو لقد هدي» قال: كيف؟ قلت: قال فأعاد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، دع الناقة»

    5 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال الله - تبارك وتعالى - يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة»

    6 – وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال: «لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت» ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل»، قال: ثم تلا: }تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ{ حتى بلغ: }يَعْمَلُونَ{ [السجدة: 15 – 17] ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد»، ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا نبي الله . فأخذ بلسانه قال: «كف عليك هذا»، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم»

    7 - وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا، لا أسأل عنه أحد بعدك، قال: «قل آمنت بالله فاستقم»([1]).
    وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلا هذه الآية: }إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا{ [فصلت: 30] قال: استقاموا والله لله ولم يروغوا روغان الثعالب. وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أنه قال: لم يشركوا بالله شيئًا

    8 - وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وحوله عصابة من أصحابه -: «بايعوني على: أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف فمن وفي منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه» فبايعناه على ذلك

    9 - وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال
    النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين» وجلس وكان متكئًا فقال: «ألا وقول الزور» قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت

    10 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس واليمين الغموس»




  2. #2
    الصورة الرمزية amasat
    amasat غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الإقامة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    2,206

    افتراضي

    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	11111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111111.gif
المشاهدات:	6
الحجـــم:	12.0 كيلوبايت
الرقم:	440108
    توقيع العضو
    I am a hardcore capitalist & a true believer in the power of money
    those that say that money dose not buy happiness just dont have any


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17