بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة، بادئ ذي بدء: قد يتوهم واحد من الناس أنه لولا الشهوات لما كانت المعاصي والآثام، وبالتالي لما كانت النار عقاباً لمن عصى لله في الدنيا، والحقيقة الصحيحة أنه لولا الشهوات ما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات
المثال الأول:
إذا كان المسلم يمشي في الطريق، ومر على نساء كاسيات عاريات، فغض بصره عنهن، فانه يرقى إلى الله صابراً، فان تزوج، واختار فتاة ضمن طموحه، جلس معها، سعد بها، ملأ عينيه من محاسنها، يصلي ليشكر ربه على قضاء شهوته فانه يرقى إلى الله شاكراً.
فأنت ترقى إلى الله صابراً، وترقى إلى الله شاكراً، مرة صابراً، ومرة شاكراً بسبب هذه الشهوات التي تظن أنها من منغصات حياتك.
تخيل آخى أن الله يقول عنك

(( انظروا إلى عبدي ، ترك شهوته من أجلي )) .

[ أخرجه ابن السني الديلمي في مسند الفردوس عن طلحة ] .


المثال الثاني:
سيدنا يوسف دعته امرأة ذات منصب وجمال، سيدة القصر دعتْه إلى نفسها.

﴿ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾ .
( سورة يوسف الآية: 23 ).
أودع في السجن ، فصار عزيز مصر .
انظر آخى إلى الجزاء الدنيوي لمن ترك الشهوات تعففا.

حقا
لولا الشهوات لما ارتقينا إلى رب الأرض والسماوات