من الضفادع الزجاجية إلى الفراشات إلى الأسماك الشفافة ، هناك مخلوقات يمكنك مشاهدة أحشائها فقط بالنظر إليها لأنها ببساطة شفافة ، وهذه الشفافية تضيف إلى هذه المخلوقات جمالا مميزا و فريدا من نوعه.

1- الأخطبوط الزجاجي (Vitreledonella richardi)

الأخطبوط الزجاجي هو واحد من أكثر الكائنات غموضا، و هو من الأنواع التي تعيش في أعماق البحر و يتميز بجسم شفاف لا يكاد يرى منه إلا الجهاز الهضمي و العينين فقط،و على عكس العيون المستديرة الكبيرة التي تملكها أنواع الأخطبوط الأخرى، يتميز الأخطبوط الزجاجي بعيون أسطوانية الشكل، وهي عبارة عن أنابيب مع عدسة في نهاية واحدة وشبكية العين في الطرف الآخر، كما أنها تنظر إلى الأعلى لجمع ضوء النهار، ويساعد الشكل الأسطواني للعين على إخفاء الأخطبوط في المحيطات المفتوحة، حيث لا يوجد مكان للاختباء، كما أن لديها حيلة مميزة للدفاع عن نفسها من الحيوانات المفترسة المضيئة الأخرى حيث أنها تغير لونها إلى الأحمر الغامق فور إحساسها بالضوء.

2- الضفادع الزجاجية (Centrolenidae)


تم العثور على الضفادع الزجاجية في أميركا الوسطى والجنوبية، و هي من المخلوقات التي يمكن رؤية أحشائها من خلال الجلد، و تتميز بلون ليموني أخضر و صفير طويل،و هناك 100 نوع من هذه الضفادع بعضها يمكن رؤية شكل أعضائها و عظامها و أوعيتها الدموية و البعض ترى منها فقط العظام الخضراء، وهناك نوع تكون أجهزته أيضا شفافة، و تساعدهم ظهورهم الخضراء على الذوبان في البيئة الخضراء المحيطة، وقد تم اكتشاف أنواع جديدة تسمى Hyalinobatrachium dianae في عام 2015 من قبل بريان Kubicki من ريكى مركز أبحاث كوستا البرمائيات في غواياكان وزملائه. ني طويل.


3- قنديل البحر (أوريليا aurita)


معروف أيضا بقمر البحر، ويظهر مثل كرة مضيئة في ضوء فلاش مصور تحت الماء، واسمها يرتبط في الواقع بأجهزته التي تتخذ شكل حدوة حصان و التي تظهر بوضوح من خلال قسمها العلوي أو “المظلة”، وهذه هي الأعضاء التناسلية و تظهر بيضاء في الذكور و بلون وردي شاحب في الإناث، كما أن مخالبها مغطاة بخلايا لاسعة تصعق بها الحيوانات الأخرى ، و يعد قنديل البحر من الحيوانات الشفافة المعروفة وخاصة بالنسبة لمرتادي الشواطئ الأوروبية،و رغم أن لسعتها لا تسبب الكثير من الألم بالنسبة للبشر إلا أنها قد تسبب بعض المشاكل ، فعلى سبيل المثال اضطرت عدد من المحطات النووية لاغلاق مفاعلاتها بعد أن غمرت هذه المخلوقات أنظمة التبريد الخاصة بها.


4- Cyanogaster noctivaga


هذه السمكة لم تعرف منذ فترة طويلة بما فيه الكفاية لكسب اسم شائع، و هذا للقب اللاتيني يعني “الهلام الليلي الأزرق ذو بطن”، وهذا يخبرنا شيئا عن مظهرها وسلوكها، وبصرف النظر عن البطن والرأس، فهي تقريبا شفافة تماما، و هناك العديد من يرقات الأسماك التي تكون شفافة قبل الوصول إلى مرحلة النضج و هذا يساعدها على الإختباء و لكن هذا النوع يبقى شفافا و لا يكبر حجمه أبدا ،و قد اكتشف أكبر نوع منه في البرازيل ريو نيغرو في عام 2011، و كان يقيس 17mm فقط ، و قد اعتقد العلماء أن روافد نهر الأمازون هي موطنه الأصلي و لكنهم اكتشفوا المزيد من العينات في متحف جامعة ساوباولو حيث لم تلاحظ منذ 30 عاما.


5-جوز البحر (Mnemiopsis leidyi)


هذه المخلوقات تتحرك ببطء، وليس لها عيون أو دماغ، و تبدو مثل فقاعة شفافة،و يعتقد أنها أدخلت عن طريق الخطأ إلى البحر الأسود عن طريق سفن الشحن ، وهي في الواقع ليست قناديل البحر و لكنها عبارة عن هلام مغطى بصفوف من الهياكل المجهرية التي تشبه الشعر و التي تهتز لتبدو و كأنها أمشاط ، و هذه الحيوانات تنتج إضاءات حيوية من الأخضر و الأزرق و ذلك باستخدام خلايا متخصصة تسمى photocytes، كما أنها تستخدم هذه الأمشاط المفترسه كفخ لافتراس العوالق الصغيرة و هي من الحيوانات المفترسة النهمة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير في شبكات الغذاء.


6- فراشة Glasswing (غريتا اوتو)



يطلق عليها بالإسبانية Espejitos أو المرايا الصغيرة ،و هي من أسرة Nymphalidae التي تتميز بأجنحة شفافة مع جناحين من 5،5-6 سم، و تعيش في الغابات الاستوائية في أمريكا الوسطى – المكسيك وكوستاريكا وبنما والاكوادور وفنزويلا ، و تختار وضع بيوضها على النباتات الاستوائية السامة، و تتغذى اليرقات من هذه السموم عن طريق تخزين قلويدات نباتية في أنسجتها وبالتالي أصبحت سامة، كما أنها تطلق رائحة كريهة، لإبعاد الحيوانات المفترسة الطبيعية مثل الطيور، ويتم تحويل قلويدات النباتات نفسها إلى الفيرومونات من الذكور لجذب الإناث،و ليس من السهل ملاحظة هذه الفراشة بسبب شفافية جناحيها التي تعد بالنسبة لها أداة تمويه طبيعية.

7- سلة فينوس الزجاجية



بينما الكثير من الأنواع التي ذكرت سابق تشبه الزجاج، إلا أن هذا الأمر يصبح أدق و أشمل في حالة هذه المخلوق حيث أن هيكله العظمي من السيليكا، و هي المادة الأساسية التي تستخدم في صنع الزجاج ، و هو يعيش في أعماق البحر في المياه الباردة في المحيط الهادئ الغربي، و يبدو وكأنه إناء معقد، ومن هنا جاءت تسميته، كما أنه يمتص الماء إلى أنسجة الاسفنج وتصفيتها لجزيئات الطعام، أما جسمه الأجوف فهو موطن للروبيان الذي يدخل إليه على شكل يرقات وعندما ينمو و يكبر حجمه يعجز عن الخروج ليبقى محاصرا داخلها ،و بمجرد خروجها من الماء، تصبح هذه المخلوقات شاحبة حرفيا بالمقارنة مع ذواتهم السابقة.

8- فراشات البحر (Thecosomata)


فراشات البحر هي في الواقع القواقع البحرية التي تكيفت مع الحياة بالقرب من القطبين، وهي تتغذى عن طريق نشر شبكة من المخاط على أجنحتها لالتقاط جزيئات الطعام ثم تمتصها مرة أخرى ، وبدلا من استخدام قدمها العضلي للتسلل على طول قاع البحر، تستخدمه لتسبح في المياه المفتوحة، وتنقسم القدم المعدلة إلى فصين، وتبدو مثل زوج من الأجنحة الشفافة و من هنا يأتي إسمها، وهي تشكل أكثر من 50٪ من العوالق الحيوانية في البحار القطبية، كما أنها غذاء مجموعة كبيرة من الحيوانات من الرنجة إلى الفقمة.


9- الروبيان الشبح (Palaemonetes)


تطورت هذه القشريات الصغيرة لتصبح غير مرئية تقريبا لتهرب من مفترسيها، ويطلق هذا مصطلح “الروبيان الأشباح” على عدة مجموعات من الحيوانات، وأكبرها جنس Palaemonetes ، وهناك أكثر من 40 نوعا مختلفا من Palaemonetes، تعيش في المياه العذبة والمالحة في جميع أنحاء العالم، ويطلق عليها أحيانا “الروبيان الزجاجي”، وذلك بفضل هياكلها الخارجية الشفافة، أو “الروبيان العشبي” لأنهم يحبون أن يعيشوا بين الحشائش.
و في بعض الأنواع، يمكن مشاهدة الطعام في بطونهم شفافة، ويمكن مشاهدة البيض الأخضر الملون أيضا و الذي يكون واضحا داخل أجسام الإناث قبل أن تفرخ، أما عيونها فهي الجزء الأكثر غموضا حيث أن شبكية العين لدى هذه المخلوقات حساسة للضوء وتعمل فقط من خلال التقاط الضوء.


10- أسماك الجليد في القطب الجنوبي (Notothenioidei)


تعيش على عمق 10 أمتار تحت سطح المحيط الجنوبي، حيث تكون درجات الحرارة مابين-2 ° C 28.4 فهرنهايت، وتبدو هذه الأسماك و كأنها مصنوعة من الجليد و تتكيف جيدا مع المياه المتجمدة، حتى أن لديها بروتين سكري مضاد للتجمد في الدم وسوائل الجسم لمنع بلورات الثلج من التشكل.


هذه الأسماك شاحبة و ذات جلد شفاف و منها نوع لا يضخ الدم الأحمر من خلال عروقه، وهي الحيوانات الفقارية الوحيدة المعروفة بافتقارها إلى الهيموغلوبين، و هو البروتين الذي يحمل الأكسجين في الدم و يمنحه اللون الأحمر، وفي البداية كان يعتقد أن هذا نوع من التكيف مع محيطها ولكن العلماء يعتقدون اليوم أن هذا الأمر ناتج عن خطأ تطوري، و يعتبر هذا النوع من الأسماك من المخلوقات المهددة بالإنقراض بسبب مشكلة الإحتباس الحراري و ارتفاع درجات حرارة الأرض و تقلص مساحة القطب الجنوبي.