قالت وكالة الفضاء الأوربية في بحث نُشر في دورية «نيتشر» العلمية إن المركبة الفضائية «روزيتا »، التى قامت بأول عملية هبوط على مذنب، أظهرت أن هناك حفرا كبيرة على سطح المذنب الذى تدرسه، وأن تلك الحفر واسعة بدرجة تكفي لالتهام الهرم الأكبر، وأشارت الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر الى أن العلماء يشتبهون في أن حفرا تكونت حين انهارت مواد على سطح المذنب وتشبه آبارا على كوكب الأرض.



والتجويفات على سطح المذنب «67 بي/تشوريوموف-جيراسيمنكو» الذي تدور حوله المركبة رشيد منذ اغسطس آب هائلة فيبلغ قطرها نحو 200 متر وعمقها 180 مترا، في المقابل فإن عرض الهرم الأكبر 230 مترا وارتفاعه 139 مترا، ومن المتوقع أن يساعد هذا الكشف العلماء في تحقيق فهم أفضل لكيفية تشكل المذنبات وتطورها، وقال بول ويسمان العالم بإدارة الطيران والفضاء الأمريكية «العثور على الحفر كان مفاجأة قوية».
ويعتقد أن المذنبات مثل 67 بي هي أكوام من المذنبات الصغيرة المكونة من الصخور والمواد العضوية والثلوج. وتثبتها الجاذبية ببعضها البعض برفق ويكون هناك الكثير من المساحات المفتوحة وهو ما يشكل جسم المذنب في نهاية المطاف.
ولم يعرف بعد السبب وراء انهيار الحفر لكنه يمكن أن يكون مرتبطا بارتفاع درجة حرارة المذنب عندما يتحرك على مسافة قريبة من الشمس. على سبيل المثال تنفث عدة آبار على سطح المذنب 67 بي الغبار.
وقال جان بابتيست فانسان من معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في بيان «نرى انبعاثات تخرج من الشروخ في الجدران داخل الآبار. هذه الشروخ تعني أن من الممكن أن ترتفع حرارة المواد المتطايرة بسهولة اكثر ومن ثم تهرب الى الفضاء.»
وكانت المركبة قد أرسلت في مارس 2014، ووصلت بالقرب من المذنب في نوفمبر، وقتها؛ انفصل المسبار «فيله» عن المركبة الأم «روزيتا » وهبط على سطح الجُرم، وأجرى مجموعة من الأبحاث على مكوناته الكيميائية والفيزيائية للتأكد من النظرية التي تقول إن المياه على سطح الأرض مصدرها المذنبات إلا أنه توقف عن العمل بسبب عدم استقبال بطارياته لأشعة الشمس اللازمة لتشغيل المُعدات، ثم عادت واستيقظت من سُباتها، بعد أن استقبلت خلاياها الشمسية طاقة كافية لتشغيلها مرة أخرى قبل عدة أسابيع، وهو الأمر الذى سمح لعلماء وكالة الفضاء الأوربية بإعادة دراسة واستقبال البيانات منها.