رصد العلماء جينا رئيسيا يستخدمه نبات الخشخاش في إنتاج المورفين ما يمهد السبيل لاستنباط طرق أفضل لانتاج هذه المادة ذات الاهمية الطبية وربما لا يحتاج الامر زراعة النبات المخدر نفسه.



يجئ هذا الكشف، المنشور في مجلة «ساينس» العلمية، بعد أن قام العلماء في الآونة بتعديل جيني في فطر الخميرة لتوظيف السكريات العادية في تخليق مستحضرات مخدرة مشتقة من الافيون مثل المورفين والكودايين مما يعزز احتمالات صناعة المورفين منزليا، لكن لم يتأكد ان كانت صناعة المورفين من الخميرة مجدية من الوجهة التجارية -سواء بالنسبة إلى شركات المستحضرات الدوائية أو العصابات الاجرامية- لان نبات الخشخاش يمثل مصنعا ذا كفاءة عالية في انتاج المورفين.
وقال ايان جراهام الاستاذ بجامعة يورك الذي شارك في اكتشاف هذا الجين «لن يتم الاستغناء عن الافيون بين عشية وضحاها ليحل محله شيء آخر من صنع الخيال» مشيرًا إلى «إن وضع ايدينا على هذ الجين يتيح لنا ابتكار أساليب عدة في مجال التربية الجزيئية لانتاج أصناف من مشتقات الخشخاش حسب الطلب يمكن ان نستخلص منها مركبات مختلفة».

وفي إطار المشروع تعاون فريق جامعة يورك مع علماء من شركة جلاكسوسميثكلاين للمستحضرات الدوائية وهي مورد رئيسي لمشتقات الافيون لكن الشركة وافقت في مارس آذار الماضي على بيع وحداتها الانتاجية الموجودة في استراليا لشركة صن الهندية للصناعات الدوائية.

ومنذ قرون يعتمد على المورفين ومشتقات الافيون الاخرى في تصنيع أدوية مسكنة للألم لكن هذه المشتقات ذات تركيب جزيئي معقد على نحو يصعب معه عزلها أو تصنيعها واستخلاصها من مركبات في نبات مثل الخشخاش. وقد عجز علماء الكيمياء عن انتاجها من مركبات معروفة.
لكن العلماء أعلنوا في الآونة الاخيرة تحوير فطر الخميرة جينيا لتنفيذ المرحلة الثانية من تفاعل يتضمن 15 خطوة لانتاج مشتقات الافيون. والعقبة الوحيدة المتبقية هي حث الخميرة على تنفيذ المرحلة الأولى. ثم قام العلماء بعد ذلك باضافة المزيد من الحمض النووي الغريب لتحقيق الهدف ألا وهو ان تقوم الخميرة بالنصف الأول من التفاعل المسؤول عن انتاج مشتقات الافيون.
وقد نجح فريق دولي من العلماء في الآونة الاخيرة في تخليق كروموسوم معدل للخميرة في أحدث خطوة ضمن جهود ايجاد أول جينوم تخليقي للخميرة في العالم وهو تطور قد يفضي إلى التوصل لسلالات جديدة من الكائنات تساعد في انتاج الكيماويات الصناعية والأدوية والوقود الحيوي.