تحدثت دراسة طبية حول المخاطر التي يتعرض لها المرضى البالغين المصابين بمرض السكر من النوع الثاني أثناء الصيام ، تم اعلانها خلال المؤتمر السنوي الخامس والسبعين للجمعية الأمريكية لمرض السكر ADA، وذكرت أن مضاعفات السكر تُجبر واحدا من كل ثلاثة صائمين من مرضى السكر حول العالم على كسر صيامهم، وأن المرضى الذين ينصحون بالإفطار هم المرضى المصابون بمضاعفات السكر على الأوعية الدموية والكليتين، وكذلك يجب ألا يصوم مريض السكر إذا صاحب المرض عوامل خطورة أخرى مثل أمراض القلب، أو إذا كان المريض يعالَج بكميات كبيرة من الأنسولين، خاصة إذا تعددت جرعات الأنسولين خلال اليوم الواحد.


وقال الدكتور خليفة عبدالله، أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بكلية طب جامعة الاسكندرية وعضو اللجنة القومية للسكر، «يصوم كل عام حوالي خمسين مليون مسلم من المصابين بمرض السكر حول العالم، وتشير التقديرات إلى أن أغلبهم مصاب بالنوع الثاني من المرض، مما يزيد من احتمالية إصابتهم بخلل في مستوى السكر في الدم، سواء هبوطًا أو ارتفاعًا».
وتابع: من العوامل التي تؤدي لخطورة تلك الاحتماليات، الانقطاع عن الطعام لفترة طويلة ثم الإفطار على وجبة كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك لمضاعفات مثل الاختلال الملحوظ في مستوى السكر في الدم أو الجفاف مما قد يستدعى الحصول على رعاية طبية في المستشفى، لذلك فإن على مرضى السكر الذين يرغبون في الصيام اللجوء للعقارات التي لا تسبب هبوط السكر بعد استشارة الطبيب المعالج.
من جانبها أوضحت الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بطب القصر العيني، ورئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم،«ان الدراسات الحديثة أظهرت ان 57% من مرضى السكر لا يلتزمون بتناول علاجهم في اوقات متعددة خاصة وان كانوا يتناولون اكثر من نوع، وبالتالي كانت الحاجة إلى العقارات التي تأخذ مرة واحدة في اليوم ويمتد مفعولها إلى 24 ساعة، على ان تكون امنه وذا تأثير فعال مثل عقار ليراجلوتيد.
وتابعت: عندما لا يلتزم المرضى بالعلاج فإنهم يكونون معرضين للإصابة بمضاعفات مرض السكر العديدة ونعرف ايضا من الابحاث الحديثة ان ثلث مرضى السكر فقط يصلون إلى النتائج المستهدفة للعلاج ويكون مستوى السكر لديهم تحت السيطرة.
ويحتاج مريض السكر أن تكون حالته مستقرة قبل بدء رمضان حتى يستطيع الصيام دون مشاكل، وهو من الممكن تحقيقه عند الالتزام بالإرشادات الطبية.
وعلق الدكتور صلاح شلباية، أستاذ ورئيس قسم الغدد الصماء والسكر بكلية طب عين شمس، قائلاً «على الرغم من المخاطر الصحية المصاحبة لصيام مرضى السكر، إلا أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن معظم المرضى يواصلون الصيام خلال شهر رمضان ، لذا من الضروري أن يتابع مريض السكر مع الطبيب المعالج أفضل العقاقير والبدائل العلاجية المتاحة، والتي يمكنهم استخدامها عند الصيام، هذا بالإضافة لقياس مستويات الجلوكوز في الدم على مدار اليوم لتفادي أية مضاعفات صحية محتملة.
وتشير الاحصائيات أن هناك 7،5 مليون شخص في مصر يعانون من مرض السكر طبقاً للأرقام المعلنة أواخر 2014، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 13 مليون مريض بحلول عام 2035.