رمضانصيامه صحة ووقاية من الامراض

شهر نستعيد فيه عافيتنا

يحقق صيام شهر رمضان المبارك منافع عديدة للصائم اذا ان فوائده الصحية والنفسية تتسع بالرغم من التغيرات التي ترافقه فيما يخص مواعيد الطعام والخروج عن نظام الوجبات الاساسية المعتاد عليها لاسيما وانه يمسك عن الاكل والشرب من طلوع الفجر الى غروب الشمس فسرعان ما يتكييف معها ويتحول الصوم الى فرصة لتحسين صحته.


وقد اثبتت بعض الدراسات ان للصوم دور كبير واساسي في الوقاية من عدة امراض او التأثير على حالة بعض المرضى ثم اجراؤها على مجموعة من الصائمين واستنتجت اخرها على عدة كفاءة الاداء العضلي للصائمين تحسنت بنسبة 20% والآم الساقين بنسبة 11% وسرعة دقات القلب بنسبة 20% وعلل المختصون ذلك الى انه خلال الصيام يتوجه جزء من الألم الى العضلات والمخ بدلا من تركيزه على المعدة لهضم الطعام في الايام العادية فيؤدي هذا الى مزيد من النشاط والحيوية وتنظيم الدورة الدموية.
ومع هذا فان ذلك الامر يبقى مرتبطا باتباع العادات السليمة في تناول الطعام وعدم الاسراف فيه وبالتالي تظهر نتائجه ايجابية الدكتور فاضل المهداوي معاون مدير التوعية الصحية في وزارة الصحة يقول: الصيام فريضة فرضها الله سبحانه وتعالى على جميع الاديان ومنها الاسلام وبالتأكيد ان الله لا يمكن ان يفرض امرا على عباده فيه مضرة لهم بل يمنحهم عطايا وفوائد كثيرة والدليل على ذلك قوله تعالى (وان تصوموا خير لكم) فالصيام له فوائد تربوية ونفسية وصحية للصائم لا حصر لها بالاضافة الى ما يحصل عليه من اجر عند الله.

* ما القواعد والسلوكيات التي ينبغي الالتزام بها لجعل الصيام اكثر نفعا ولا يشكل عبئا وثقلا على الصائم؟

- هناك مسألة مهمة يجب ان يعرفها الاخ الصائم وهي ان فكرة الصيام ليست مسألة فراغ المعدة واعادة ملئها والله يقول (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) والمفروض بطعام الصائم ان يكون متنوعاً وبسيطا في نفس الوقت ويحوي كافة اصناف المواد الغذائية فمثلا موضوع تناول وجبة السحور مهمة جدا وضرورية لأدامة فعاليات الجسم لليوم التالي فكلما تم تأخير السحور الى وقته المفضل فهذا هو الافضل ولذلك يتوجب على الصائم خلال السحور الاكثار من النشويات والفواكه والاقلال من الوجبات الدسمة والبروتينات والابتعاد عن المخلالات والاغذية المالحة وتناول البقوليات لأن ذلك يؤخر من امتصاص السكريات وبالتالي يؤخر فترة الاحساس بالجوع.
ويضيف المهداوي: وفيما يخص وجبة الفطور فالسنة النبوية فضلت الافطار على تناول التمر لانه مادة غذائية سهلة الهضم وتحتوي على السكريات والاملاح وبعض الفيتامينات وبذلك تساعد في القضاء على الاحساس بالجوع خلال نهار الصيام كما ننصح الصائم بأن يفطر على سوائل دافئة ولو بكميات قليلة والامتناع عن شرب كميات كبيرة من السوائل الباردة جدا والتي قد تؤدي الى حدوث مشاكل في المعدة والامعاء كأن يحدث التواء بالامعاء او تناول حساء (الشوربة) او ماء دافئ مع السكر (كنداغ) ومن المهم ايضا ان لا يكون الاكل دسماً ويحوي الكثير من المخلالات فهي صعبة الهضم اذ ان المشكلة في رمضان ان الناس يأكلون فيه اكثر من الايام العادية في الاشهر الاخرى ولذلك يصاب الاغلبية بالسمنة لأنهم يقبلون على الطعام بعد الفطور بشراهة ولكن هناك من يحافظ على نوعية طعامه وصحته في رمضان فيحرص الى تقسيم وجبة الفطور الى قسمين كأن يتناول بعضا من الاطعمة خلال الفطور (وجبة خفيفة) واذا وجد في نفسه القدرة على التحمل يتناول وجبة اخرى بعد عدة ساعات.
وننصح الاشخاص الذين لا يتمتعون بقدرة العطش اثناء نهار رمضان بالابتعاد عن ارتياد المناطق المزدحمة والحارة او بذل جهد عضلي كبير واذا اثر فيهم العطش الى حد كبير يمكن ان يأخذ الصائم منهم حماماً بارداً فيتسرب منه تدريجياً الشعور بالعطش ويختفي.

* ماهي الامراض التي يحذر صاحبها من الصيام ؟

- فيما يخص الامراض المزمنة كالسكري فأن المصاب بها ويرغب بالصيام فأن كان علاجه على شكل حبوب ليس هناك مانع من الصيام اذ يمكن ان يحول عملية تناول العلاج خلال فترة الفطور ولا يأخذ علاجاً بالسحور أما بالنسبة للمريض الذي يعتمد على حقن الانسولين لا يفضل ان يصوم خشية من هبوط مستوى السكر وبكل الاحوال من الضروري مراجعة الطبيب قبل حلول شهر رمضان وكما معلوم فان نسبة السكر في الدم مضبوطه واي نقص او زيادة في هذه النسبة يترجم بمشاكل صحية وأثناء الصوم يستنفذ الجسم سكر الكلوكوز الموجود في الخلايا والذي يأتيها بواسطة الدم فيضطر الجسم الى تفكيك مخزون السكر المتواجد في الكبد وعند نفاذ هذا المخزون ايضاً يقوم الجسم باستهلاك الدهنيات ثم اذا استمر يلجأ الى البروتينات كحل اخير ومنه فأن الصوم يقضي على الطعام الزائد في الجسم ويمكن من تجديد مخزون الكيلكوجين في الكبد ومن تقليل فضلات التحولات في خلايا الجسم فينقص تراكم الدهون حول الاوعية مما يسهل حركة الدورة الدموية ويزيد الجسم سلامة وحيوية ولذلك من الضروري على المصاب بالسكر تنظيم جرعات الانسولين حسب الوقت اذا فضل الصيام وان يستشير طبيبه الذي قد يقلل احياناً من جرعة الدواء كي لايدخل المريض في حالة هبوط في مستوى السكر اذ ان ذلك الامر خطير جداً فهبوط مستوى السكر في الدم الى مستوى مقلق يعتبر حالة طوارئ تحتاج الى تشجع واحتياط وتتميز اعراضها بالخمول او ”الدوخه“ او شعور بخفقان في ضربات القلب او تعرق في الجسم واذا انتاب المريض شيئاً من هذه العلامات فعليه تناول كمية من السكريات حتى لا يتعرض لمضاعفات خطيرة .
وفيما يخص مرضى ارتفاع ضغط الدم المزمن ومرض القلب يقول المهداوي: ان القلب يضخ عادة الدم الى مختلف اعضاء الجسم ويستفيد الجهاز الهضمي من 10% من هذه الكمية لكن اثناء الصوم يرتاح الجهاز الهضمي ويتوقف القلب عن ضخ هذه الكمية مما يساعد مرضى القلب والذبحة الصدرية الذين سمح لهم الطبيب بالصوم على تحسين حالتهم وارتفاع ضغط الدم ممكن ان يحول علاجه الى الليل اما مرضى الكليتين والتهاب المجاري البولية والذين يعانون من عجز في الكلى وهؤلاء بالاخص لا يمكن ان يتحملوا العطش لان الصيام يخلق ترسبات واملاح بالمجاري البولية وبالتالي يحدث للصائم مغص متكرر فننصحة بأن لا يصوم وكذلك مرضى الربو فأن تأثير الصيام عليهم كبير لانهم يتعرضون الى العطش والجفاف بسهولة مما يولد مشكلة لديهم حين تتركز الافرازات والسوائل بالقصبات الهوائية فيصبح ”البلغم“ كثيف مما ينجم عن ذلك انسدادات بعض المجاري التنفسية ويبقى الامر متروكا للمريض اذا كانت لديه القدرة على تحمل عناء الصيام ووجد بأنه لا يؤثر على صحته .

* وهل يسمح للحوامل بالصيام في رمضان ؟

- يسمح لهن بذلك اذا كن في فترة الحمل الاولى اي الثلاثة الاشهر الاول في حالة توفر جو ملائم للحامل وليس هناك مشكلة صحية تعيقها من الصيام لكن تحذر منه اذا كانت تعاني من مشاكل الوحام والافضل ان تفطر في حين لا محاذير طبية في الفترة الوسطية للحمل الاشهر الرابع والخامس والسادس بينما الاشهر الاخيرة ننصحها بالافطار لان الصيام قد يؤثر عليها وعلى جنينها ايضاً وبخصوص الامراض الاخرى من ضمنها قرحة المعدة والاثنى عشر بامكانهم تناول العلاج بطريقة مضبوطة والالتزام بالحمية الغذائية التي يضعها الطبيب ويجربوا الصوم لاسيما وان هناك ادوية تؤخذ مرة باليوم ومتوفرة الان يمكن للمريض الاكتفاء بها .

* واخيراً لماذا يصاب الصائم بالصداع خلال النهار ؟
وهل اسبابه تكمن في قلة ساعات النوم ؟

- كما قلنا ان للصيام فوائد نفسية وبدنية خصوصاً وان سلوك الانسان تطرأ عليه تحولات يأخذ بالتغير والانتقال وابسط انواع التربية النفسية ان يترك الصائم الطعام ولاتزال نفسه تشتهيه لأن ذلك سيؤثر على ساعات نومه وتحديدها فالاغلبية من الصائمين لا يقاوموا الطعام ويتناولون كميات كبيرة منه ثم يذهبون للنوم وهذا قد يسبب لهم مشاكل حينما يبدأ التمثيل الغذائي فترتفع درجة حرارة الجسم ومن الافضل ان لاينام الصائم بعد الاكل الا اذا كان طعامه خفيفاً وبامكانه تعويض حرمانه من النوم الى النوم في النهار حتى يبتعد عن الم الصداع الذي تكمن اسبابه في قلة السكر والضغط الذي يبدأ بالنزول خلال نهار الصائم ولا يعتبر ذلك مرضاً وبامكان الصائم اخذ حبة براسيتول مع السحور.