من يموت له ولد فيحتسبه


ياأهل البلاءأبشروا بما وعد الله عباده المؤمنين الصابرين،
وإليكم ما تطمئنُّ به قلوبكم، ويشرح صدوركم، ويذهب همومكم
وغمومكم من كلام ربكم الكريم، الحكيم، الرؤوف، الرحيم، الذي
هو أرحم بالعباد من والديهم، ومن كلام نبيكم وقدوتكم وحبيبكم محمد :

صلوات الله ورحمته وهدايته للصابرين:قال الله تعالى:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْـخَوفْ وَالْـجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لله وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْـمُهْتَدُونَ)
( سورة البقرة، الآيات: 155 - 157.).
نحن مملوكون لله، مُدَبَّرون تحت أمره، وتصريفه، فليس لنا من أنفسنا وأولادنا، وأموالنا شيء، فإذا ابتلانا بشيء فقد تصرَّف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم، فلا اعتراض عليه.

عن أنس بن مالك (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث(لم يبلغوا الحنث: أي لم يبلغوا سن التكليف الذي يكتب فيه الحنث وهو الإثم. شرح النووي على صحيح مسلم) إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم )
( البخاري)
والولد يشمل الذكر والأنثى.

من مات له ثلاثة من الولد كانوا له حجابًا من النار؛ ودخل الجنة:
لحديث أبي هريرة(رضى الله عنه)عن النبي (صلى الله عليه وسلم):
(من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كان له حجابًا من النار أو دخل الجنة)
( البخاري)
ولحديث عتبة بن عبدٍ (رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يقول:
(ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنث إلا تلقَّوْه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل )
( ابن ماجه)
من قدّم اثنين من أولاده دخل الجنة: لحديث أبي هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنسوة من الأنصار:
(لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة )
فقالت امرأة منهن: أو اثنين يا رسول الله؟ قال: (أو اثنين) ( مسلم )
وعن أبي صالح ذكوان عن أبي سعيد الخدري (رضى الله عنه)قال: جاءت امرأة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه تُعلّمنا مما علّمك الله، قال :
(ما منكن من امرأة تقدّم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كانوا لها حجابًا من النار )
فقالت امرأة: واثنين، واثنين، واثنين؟ فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):
(واثنين، واثنين، واثنين )
( البخاري )

من مات له واحد من أولاده فاحتسبه وصبر دخل الجنة: لحديث أبي هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال: يقول الله تعالى:
((ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفّيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة))
( البخاري )
من مات له ولد فاحتسبه وجده ينتظره عند باب الجنة: بفضل الله عزوجل ورحمته؛ لحديث قرّة بن إياس (رضى الله عنه) أن رجلاً كان يأتي النبي(صلى الله عليه وسلم)ومعه ابن له، فقال له النبي(صلى الله عليه وسلم):
(أتحبه)؟
فقال: يا رسول الله أحبك الله كما أحبه، ففقده النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال:
(ما فعل ابن فلان)؟
قالوا: يا رسول الله مات، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)لأبيه:
(أما تحبّ أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك ؟)

فقال رجل: يا رسول الله: أله خاصة أو لكُلِّنا؟ فقال:
(بل لِكُلِّكم)
ولفظ النسائي:
(ما يسرّك أن لا تأتي بابًا من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك ؟)
(صححه الألباني في صحيح النسائي)
المؤمن إذا مات ولده سواء كان ذكرًا أو أنثى وصبر واحتسب وحمد الله على تدبيره وقضائه بنى الله له بيتًا في الجنة وسماه بيت الحمد:
لحديث أبي موسى الأشعري (رضى الله عنه)أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)قال:
(إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسمّوه بيت الحمد)
( الترمذي)
وعن أبي سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرفعه:
(بخٍ بخٍ - وأشار بيده لخمس - ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يُتوَفَّى للمرء المسلم فيحتسبه)
( أخرجه ابن سعد ،وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة )

وهذه بشرى للصابرين إذا صبروا,, اللهم ثبتنا على طاعتك وأعفو عنّا وأرحمنا.