البعض يسمونه صياما وآخرون حمية لطرد السموم، لكن يبقى الهدف المرجو واحدا؛ وهو تخفيف الوزن وتخليص الجسم من السموم. ومن أجل ذلك يستغني البعض عن شرب الكحول أو تناول الحلويات ويتوقف آخرون عن تناول الطعام المتماسك أو الصلب لفترة محددة. وهناك استطلاعات تشير إلى أن أكثرَ من نصف الألمان يجدون هذا النوع من الصيام أو الحمية صحيا. وهناك أنواع مختلفة ومتعددة للحمية، سنعرض فيما يلي بعضها ونطلع على رأي طبيب مختص حول ذلك.


حمية بوخينغر : تساعد هذه الحمية على تنظيف الأمعاء أولا باستخدام ملح غلاوبر (كبريتات الصوديوم) أو بالحقن الشرجية، ومن ثم الامتناع عن تناول الطعام الصلب العادي حوالي ثلاثة أسابيع. وخلال فترة الحمية يسمح بتناول شوربة الخضار دون توابل وشرب عصائر غير مركزة وشاي الأعشاب والكثير من الماء، من لترين إلى ثلاثة لترات يوميا. وبعد انتهاء فترة الصيام أو الحمية، يعتاد الجسم تدريجيا على تناول الأغذية الصلبة العادية.
ولكن ما الذي يجب مراعاته أثناء هذه الحمية؟ على ذلك يجيب الطبيب بيتر كولس، أخصائي الأمراض الباطنية، بالتحذير من إتباعها لفترة طويلة دون رعاية طبية وإلا يجب ألا تتجاوز بضعة أيام، أما إتباعها لمدة «أسبوعين فيتطلب رعاية طبية». إذن فالالتزام بهذه الحمية الصارمة لمدة طويلة يجب أن يكون تحت إشراف طبي في عيادة للحمية العلاجية.
حمية شروت : وتعود هذه الحمية إلى المعالج الطبيعي النمساوي يوهان شروت (1798–1856). وتقوم هذه الحمية على التبادل بين أيام يسمح فيها بالشرب وأخرى لا يسمح فيها. فخلال أيام الجفاف حيث لا يسمح بالشرب يتم الاعتماد على تناول الخبز الجاف مع قليل من الماء؛ وفي الأيام الأخرى يسمح بالشرب فقط دون الأكل. لكن الطبيب بيتر كولس يحذر من هذه الحمية لأن «قلة شرب الماء تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة» ولهذا ينصح بتجنب هذه الحمية بسبب قلة السوائل التي لا يمكن للجسم الاستغناء عنها.
لكن ليس من الضروري إتباع حمية صارمة يمكن أن تكون خطرة على الصحة. فإلى جانب الحميات التقليدية يمكن إتباع بعض النصائح التي تساعد على التنحيف وتخفيف الوزن. فمثلا شرب عصير الليمون والماء بشكل متكرر خلال اليوم صحي لكن ليس هناك ما يؤكد أنه يخلص الجسم من السموم، لأن «عصير الليمون يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين سي وحمض الستريك، وهذا صحي بالطبع. ولكنه لا يساعد على التخلص من السموم. فمن الناحية العلمية، لا يوجد نوع واحد من السموم على الأقل يمكن التخلص منه بواسطة حمض الستيرك» حسب أخصائي الأمراض الباطنية بيتر كولس.
وماذا عصائر الخضار المهروسة؟ إذ يفترض أن يكون هضمها سهلا ويمتص الجسم كل المواد المغذية الموجودة فيها. ويعلق على ذلك كولس «المحتوى الغذائي لهذه العصائر يتعلق بنوع الخضار المستخدمة، لكن امتصاص الجسم للمواد التي تحتويها لا يرتبط بكونها مهروسة أم لا، فأجسامنا قادرة على ذلك بنفسها وليس من الضروري هرسها مسبقا».
وهناك من ينصح بالفلفل الحار لتخفيف الوزن وتخليص الجسم من السموم. هذه وصفة بسيطة لكيفية استخدام الفلفل الحار، وهي مزيج من الماء وعصير الليمون والعسل والفلفل الحار. ويساعد هذا المزيج أو المشروب على تحفيز عملية الاستقلاب وتخفيف الوزن، ويؤكد ذلك أخصائي الأمراض الباطنية كولس«الفلفل الحار له تأثير جيد على تخفيض الوزن. وهذا جانب مهم من المفترض أن يتم التحقق منه ثانية». إذن فالفلفل الحار مفيد للحمية، ولكن يجب عدم توقع المعجزات منه.
وفي كل الأحوال من يرغب إتباع حمية لمدة طويلة عليه استشارة الطبيب قبل ذلك، والحمية الصارمة التي تتطلب برنامجا لأكثر من أسبوع يجب أن تتم تحت إشراف طبي، ولا ينصح بها لتخفيف الوزن، ولا يسمح بها للأطفال والحوامل ومن يعانون من اضطرابات غذائية أو أمراض عضال.
وتجدر الإشارة إلى أن للحمية آثار جانبية أيضا وخاصة في بدايتها، إذ يمكن ترافقها بعض المشاكل مثل الصداع وآلام البطن. من المجدي قبل إجراء تلك الحميات التخطيط لاستراحة من الروتين اليومي، وخاصة في البداية، إذ ربما تظهر بعض المشاكل مثل الصداع أو آلام البطن. ومهما كان نوع الحمية المتبعة وهدفها سواء لتخليص الجسم من السموم أو لتخفيف الوزن، يجب عدم المبالغة فيها فـ «خير الأمور أوسطها».