التوكل على الله


حقيقة التوكل :


قال ابن رجب : "هو صدق اعتماد القلب على الله - عز وجل - في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، وكِلَة الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يَمنع، ولا يضر ولا ينفع سواه".



أهمية التوكل :


ابن عباس : التوكل جماع الإيمان.

سعيد بن جبير : التوكل على الله نصف الإيمان.


وسائل تحقيق التوكل :


1- اسشتعار فقر العبد وحاجته إلى الله.


2- معرفة الله - سبحانه وتعالى.


3- استشعار ضَعف المخلوقين، وأن أمورهم كلها بيد الله - سبحانه وتعالى.


4- العلم بالأسباب الطبيعية ليست أكيدة في تحقيق مسبباتها.


5- أن حصول ما ظاهره الخير ليس مقتصرًا على ذلك.



علاقة التوكل بالأسباب :


مواقف الناس من الأسباب على أربعة أقسام :



1- الالتفات إلى الأسباب بالكلية.


2- الإعراض عن الأسباب بالكلية.


3- نفي تأثير الأسباب بالكلية.


4- قيام الجوارح بالأسباب واعتماد القلب على مسبب الأسباب - سبحانه وتعالى.



ثمار التوكل :


1- تحقيق الإيمان : قال تعالى : ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23].


2- طُمَأنينة النفس وارتياح القلب وسكونه.


3- كفاية الله المتوكل جميع شؤونه؛ لقوله تعالى : ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].


4- من أقوى الأسباب في جلْب المنافع ودفع المضار.


5- يورث محبة الله تعالى للعبد؛ لقوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].


6- يورث قوة القلب وشجاعته، وثباته وتحدِّيه للأعداء، ويورث القوة الروحية.


7- يورث الصبر والتحمل.


8- يورث النصر والتمكين.


9- يقوي العزيمة والثبات على الأمر؛ قال تعالى : ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159]، وقال تعالى : ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، ولحديث : (إذا وقعتم في الأمر العظيم، فقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل)؛ عزاه ابن كثير لابن مردويه.


10- يقي من تسلُّط الشيطان؛ قال تعالى : ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 99]، وفي حديث : (إذا خرج الرجل من باب بيته، كان معه ملكان موكلان به، فإذا قال : بسم الله، قالا : هُديت، فإذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله، قالا : وُقِيت، فإذا قال : توكَّلت على الله، قالا : كُفِيت، قال : فيلقاه قريناه، فيقولان : ماذا تريدان من رجل قد هُدي ووُقِي وكُفِي)؛ رواه الترمذي وابن ماجه، وروى أبو داود نحوه، وكذلك أحمد.


11- من أسباب دفع السحر والحسد والعين؛ قال تعالى : ﴿ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67].


12- يُورث الرزق.


13- يطرد داء العُجب والكِبر.


14- يطرد التطيُّر.


15- يورث الرضا بالقضاء؛ قال ابن القيم : فإنه إذا توكل حق التوكل، رضِي بما يفعله وكيلُه.


16- سبب في دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب؛ لحديث ابن عباس في السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب؛ متفق عليه.


17- الأمل.


18- دخول الجنة بوجوه مضيئة على صفة القمر.


19- هم أول من يدخل الجنة للحديث المذكور آنفًا.


20- الثقة بالله وعدم اليأس.


21- الثبات على الحق؛ قال تعالى : ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾ [النمل: 79].


22- صدق الجهاد والإقدام على معالي الأمور.