عجائب العلاج بالصدقة


إلى كل مسلم مبتلى في نفْسه أو أهل أو إخوانه بمرض من الأمراض الجسدية كبيرةً كانت أو صغيرة

إلى كل مسلم مبتلى في نفْسه أو أهل أو إخوانه بمرض نفْسي كالاكتئاب والقلق
أو الوسواس .. أو غيرها من الأمراض النفْسية كبيرةً كانت أو صغيرة ..

أقول له : ( اصبر واحتسب ) فإن هذه الدنيا دار بلاء وابتلاء ، ومن ابتلي فهذه
من علامات حب الله له إذ لا يبتلي الله إلا من يحب ، وإذا أراد بعبده خيراً ابتلاه إذِ إنه
- سبحانه وبحمده - إنما يبتلي عبده المؤمن لِيُكَفِّر عنه سيئاته ويرفع درجاته ..

أخي المريض مرضاً عضوياً أو نفسياً :
لا أريد أن أجدد جراحك ، وإنما سأعطيك دواء ناجحاً وسأريحك - بإذن الله تعالى -
من معاناة سنين ، إنه موجود في قول الرسول داووا مرضاكم بالصدقة) ،والأمراض التي يصاب بها المسلم أو يصاب بها من تحت يده هي من أعظم ما يفتن بها في الدنيا ، وقد قال رسول الله (فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره ، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)

نعم يا أخي .. إنها الصدقة بنية الشفاء ، ربما تكون تصدقت كثيرًا ولكن لم تفعل ذلك
بنية أن يعافيك الله من مرضك أو يعافي مريضك ، فافعل الآن ولتكن واثقاً من أن الله
سيشفيك .. وسترى من ربك الكريم فوق ما يرضيك .. أشبع فقيرًا ، أو اكفل يتيماً ، أو
تبرع لوقف خيري أو صدقة جارية .

إن الصدقة َلترفع - بإذن الله تعالى - الأمراض و الأعراض من مصائب و بلايا ، وقد
جرب ذلك الموفقون من أهل الله ، فوجدوا العلاج الروحي أنفع من العلاج الحسي ، وقد
يعالج بالأدعية الروحية والإلهية وكان السلف الصالح يتصدقون على قدر مرضهم وبليتهم فلا يلبثون قليلاً حتى يعافيهم الشافي المعافي الكريم الرحيم – جل جلاله - ،

فلا تبخل على نفسك إن كنت ذا مالٍ ويسار ، وحتى لو كنت فقيرًا فتصدق ولو بقرش
واحدٍ بنية شفائك أو شفاء مريضك شريطة أن تكون عظيم الثقة بربك حتى يكون الشفاء
أكمل وأتم .

وإذا أردت معالجة مريضك بالصدقة لتجني ثمرة ذلك - بإذن الله تعالى -
مثلما جناها أصحاب القصص الواقعية ، فاتبع الخطوات اليسيرة التالية :

-إذا أردت أن يكون شفاء مريضك بالصدقة سريعاً تاما فتصدق من طيب مالِك
الذي أعطاك الله تعالى فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً

-إذا تصدقت بهذه الصدقة فاجعلها بنية شفاء مريضك ،

-إن كنت غَنِيا فكُن سخِيا في صدقتك

-اجعل صدقتك خالصةً لوجه الله تعالى ، فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصاً
لله تعالى كلما كان ثوابه وثمرته أكمل وأعظم ،
-لكي تكون صدقتك بليغة الأثر بإذن الله تعالى فحاول جاهدًا أن تتحرى لصدقتك محتاجاً صالحاً تقيا
-حينما تتصدق بنية شفاء مريضك فلا تقل : ( سأجرب ) ، بل كان جازماً موقناً
واثقاً بأن الله - تبارك وتعالى - سيشفي مريضك ، ولا تستعجل النتيجة ، ولا تقنط
ولا تيأس من رحمة الله تعالى ؛ بل كن واثقاً به فهو الشافي النافع الكريم الذي بيده
الضر والنفع

-إن َلم تر نتيجةً سريعة لشفاء مريضك بعد صدقتك - وهذا قد يحصل ولكنه نادر
جداً - فتصدق مرةً أخرى وكرر ذلك ولا تقنط ، وكن على تمام الثقة أن صدقتك
لن تضيع أبدًا فهي محفوظة عند من لا يضل ولا ينسى - سبحانه وبحمده - ، وأنه إن
لم يشفِ مريضك بسبب صدقتك فاعلم يقيناً أن ذلك لم يتم للطف إلهي وحكمة
ربانية لأن الله تعالى قد لا يشفي المريض أحياناً حتى لو تصدق ، بل قد يلطف بعبده
المتصدق فلا يشفيه حتى يتخلص من ذنوبٍ يقيم عليها

-إذا شفى الله مريضك وأبدله عن الضراءِ سراءً فتوجه ومريضك إليه بالحمد والشكر

إليك بعض القصص العجيبة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على عظيم أثر الصدقة
في علاج المرضى :

1-تقول إحدى الأخوات الجزائريات الفاضلات - وهي مقيمة في
السعودية - : ( ُأصبت بمرض السرطان منذ عدة سنوات وتيقنت بقرب الموت ، وكنت
أنفق ما أكسبه من مهنة الطرازة على يتامى ، وكل ما أنفقته عليهم رده الله لي مضاعفاً ،
وسخر لي المحسنين في الجزائر كي يعالجونني ، ثم سخر لي هنا في السعودية من يهتم بي
ويرعاني ومع أني لا أعرف أحداً في المملكة إلا أني وجدت أخوات صالحات ، وقد
واصلت علاجي إلى أن شفيت تماماً بحمد الله تعالى ؛ ومع أني لا أعرف أي أحد في هذا
البلد إلا أن الله تعالى سخر لي كل شيء ويسره لي بسبب إنفاقي على هؤلاء الأيتام ) .

2- ابتليت امرأة بالعقم وقد أيسها الأطباء من إمكانية الحمل وأنه لا علاج لها ! ، فوفقها
الله تعالى إلى أن تتصدق على امرأة فقيرة ، وبعدما تصدقت عليها طلبت منها أن تدعو لها
بالولد الصالح ، وما مضت ثلاثة أشهر إلا وهي حامل بتوأم ولدين ! .


3- كان صبي صغير يلعب مع أخته حاملاً بيده سكيناً ، وفجأة ضربها في عينها ، فَنقِلت
على الفور إلى المستشفى ، ولخطورة الإصابة حولت منه إلى ( الرياض ) حيث الأطباء
الاستشاريين ، وبعد الفحوصات والأشعة قرر الأطباء أن إعادة ( قرنية ) عينها أمر
ضعيف والأمل برجوع بصرها ضئيل ، وفي يوم تذَكَّرت الأم المرافقة مع ابنتها فضلَ
الصدقة ، فطلبت من زوجها أن يحضِر لها تلك القطعة من الذهب التي لا تملك غيرها
وتصدقت بها على الرغم من ضعف حالتها المادية ودعت ربها الكريم الرحيم قائلةً : ( ربي
إنك تعلم أني لا أملك غيرها فاجعل صدقتي سبباً في شفاء ابنتي ) .
وفي الغدِ جاءَ الطبيب فَعرِضت عليه حالُة البنتِ فكان قوله كسابقيه وأنه لا أمل في
الشفاء ، وبعد أيامٍ جاء طبيب آخر فعرِضت عليه ففكَّر وتأمل وكانت المفاجأة أن أجريت
العملية ونجحت بفضلٍ من الله تعالى ، ثم عادت الطفلة سليمة دون أي أَثرٍ على وجهها
وقد رجع بصرها - بحمد الله تعالى - كما كان .

4-يقول احدهم "ذهب أخي إلى مكان ما ووقف في أحد الشوارع وبينما هو كذلك ولم يكن يشتكي من شيء إذ به يسقط مغشياً عليه وكأنه رمي بطلقة من بندقية على رأسه ، فتوقعنا أنه أصيب بعين أو
بورم سرطاني أو بجلطة دماغية ، فذهبنا به لمستشفيات ومستوصفات عدة وأجرينا له
الفحوصات والأشعة ، فكان رأسه سليماً لكنه يشتكي من ألَمٍ أقض مضجعه وحرمه النوم
والعافية لفترة طويلة ، بل إذا اشتد عليه الألم لا يستطيع التنفس فضلاً عن الكلام ) ،
فقلت له : ( هل معك مال نتصدق به عنك لعل الله أن يشفيك ؟! ) فقال : نعم ،
فسحبت ما يقارب السبعة آلاف ريال ، واتصلت برجل صالح يعرف الفقراء ليوزعها
عليهم ، وأقسم بالله العظيم أن أخي شفي من مرضه في نفس اليوم وقبل أن يصل الفقراء
شيء ! ، وعلمت حقاً أن الصدقة لها تأثير كبير في العلاج .