في جوائز الدوري الإنجليزي الشهرية لموسم 2014/15 لم يفز جوزيه مورينيو بلقب «مدرب الشهر» طوال 9 أشهر، ولكنه في النهاية توّج بـ«أفضل مدرب في الموسم»، لم يكن الأمر غريبًا في الحقيقة، بل اختصار بليغ على ما قدمه «مورينيو» وتشيلسي في البطولة، وما قدمه خصومهم في المقابل.

جميع فرق الدوري الكبرى مرت بفترات تألق محددة هذا الموسم، ساوثهامبتون بدأ بشكل رائع جدًا تحت قيادة «كومان»، مانويل بيلجريني وصل لقمة أداء مانشستر سيتي في ديسمبر الماضي لدرجة مشاركته القمة مع تشيلسي بنفس عدد النقاط، أرسنال أرسين فينجر في الدور الثاني وفي مارس تحديدًا لا يقهر، نيجيل بيرجسون صنع معجزة –ولا شيء أقل من ذلك- مع ليستر سيتي في إبريل.

لذلك فكل مدرب من هؤلاء فاز بجائزة مدرب الشهر باستحقاق، حتى من لم يفز بها، مثل «فان جال» أو «رودجرز»، قدموا فترات جيدة، نتائج مانشستر يونايتد جيدة جدًا مع الأندية الكبرى، ليفربول كان –رقميًا- أفضل فريق في إنجلترا خلال الدور الثاني حتى مطلع إبريل. دائمًا كان هناك شخص أفضل من «مورينيو» وفريق أفضل من تشيلسي خلال فترة محددة.

ولكن الشيء الذي امتلكه المدرب البرتغالي وفريقه، ما يجعله بطلًا، هو القدرة على الاستمرارية، ذلك الشيء المدهش المتعلق باحتلال قمة الدوري منذ أول يوم حتى آخر يوم، وتجاوز كل فترات التذبذب أو الاهتزاز أو انخفاض المستوى، والتعامل بشخصية البطل حتى في المباريات الصعبة التي تلعبها بشكل سيء.

«مورينيو» أفضل مدرب ليس لأنه قدم افضل كرة، ولكن لأنه خلق شخصية بطل، بطل لن تحبه مطلقًا إن لم تكن مشجعًا للفريق، ولكنك لا تستطيع أن تنكر استحقاقه. الرجل الذي يحفظ كل فرق الدوري الإنجليزي بخبرة السنين.. يعرف جيدًا كيف يفوز عليها، حتى لو لم يكن أفضل، وحتى لو كانت كل التوقعات تصب في مصلحة خصمه.

ولفهم أكبر لقيمة وأهمية ما فعله «مورينيو» بالنسبة لفريقه يمكن النظر للربع الأخير من الموسم الحالي، أرسنال كان مستواه يرتفع بصورة ملحوظة، يكسب المباراة تلو الأخرى، لا يفرط في النقاط، أصبح أفضل فريق في إنجلترا على مستوى الأرقام ومستوى الأداء، وارتقى في الجدول من المركز السابع حتى المركز الثاني، وصار على بعد 7 نقاط فقط من تشيلسي، الذي عانى طوال الدوري الثاني من ضعف مستوى ومكسب ضعيف بفارق هدف واحد.

توقع الأغلبية أن تؤثر صحوة أرسنال على أداء تشيلسي، أن يقع لاعبيه تحت ضغط خصوصًا مع وجود مباريات قوية أمام مانشستر يونايتد.. ليفربول.. وأرسنال نفسه، عوضًا عن مباريات قوية مثل ستوك أو أمام فريق يقاتل للبقاء في الدوري مثل كوينز بارك أو ليستر سيتي.

ما حدث أن تشيلسي فاز بـ5 مباريات على التوالي، بفارق هدف وبأداء متواضع ولكن بحصيلة 3 نقاط، وحين قدم إلى ملعب الإمارات تعادل مع أرسنال، قبل أن يفوز بمبارتين أخريتين ليحسم لقب الدوري.

نقطتان فقط فقدهم الفريق أمام ما يفترض أنه منافسه المباشر في الوقت الذي افْتُرِضَ فيه أنه سيقع تحت ضغط نفسي، تلك هي بصمة «مورينيو» ولا شخص آخر، والقدرة على الخروج بفريقك من المواقف الصعبة، نفسيًا في ضغط من فريق آخر.. وفنيًا في فترة ضعف أداء لاعبيك وإرهاقهم البدني، تلك (الاستمرارية) في مسابقة طويلة ومرهقة كالدوري الإنجليزي، ذلك هو الشيء الذي يجعل «مورينيو» أفضل مدرب في الموسم حتى لو يكن أفضل مدرب في أي شهر.