تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال



تعتبر الثقة بالنفس من المواضيع الهامة للطفل والتي ينعكس تمتعه بها على مختلف جوانب حياته الشخصية والاجتماعية، وهي ترتبط بنظرته إلى ذاته وإحساسه بقيمته بين من هم حوله، ومن ثم التصرف بطريقة إيجابية أمام الآخرين باعتبار أنه يملك الكثير من مقومات النجاح التي تؤهله لأن يكون انساناً كاملاً في المجتمع، وإن انعدام هذه النظرة الايجابية إلى الذات تؤدي إلى سلوك مضطرب وغير متكيف مع البيئة المحيطة.


إن كيفية التعامل مع الطفل سواء من الأسرة أو المدرسة تساهم إما في تنمية الثقة بالنفس أو اقتلاعها من جذورها، فالتربية الصارمة والمتصيدة للأخطاء والتي تركز على جوانب الضعف تضعف الثقة بالنفس عند الطفل، أما طريقة التربية المبنية على الحوار مع الطفل وتفهم احتياجاته وإتاحة المجال له للتعبير عن ذاته وميوله واحترام وجهة نظره كلها تساعد على تنمية الثقة بالذات عنده.
إضافة إلى الألفاظ التي يصدرها الوالدين نحو الطفل والاستهزاء والسخرية منه ونعته بالعبارات السلبية مثل: ( أنت لا تستطيع، فلان أفضل منك..، أنت غبي..)، وعدم إعطائه الفرصة في تحمل بعض المسؤوليات، والقيام بكل شيء عنه، وعدم الثقة بقدراته، وعدم إتاحة المجال له للمحاولة، وتهويل أخطائه والنظر إليها بعين مكبرة..


ونتيجة هذا التدني في مستوى الثقة بالذات، يشعر الطفل دائما بأن ليس لأعماله أي قيمة وأنه سلبي نحو ما يقوم به من أعمال، ويشعره بأنه غير مؤهل للقيام بالكثير من الأعمال التي قد ينجح فيها سواه من الاطفال، ونجده يستسلم ويتنازل بسهولة عن آرائه، وقد يولد الأمر الكثير من المشاكل السلوكية مثل العنف والعدوان نحو الآخرين نتيجة أن لديه حاجات لكن لا يستطيع إشباعها أو تحقيقها، وقد يميل إلى العناد تعبيراً عن رفضه للوضع الذي هو فيه، والانعزال عن الآخرين، وتجنب المواقف التي تعرضه للإحراج والسخرية من الآخرين، وبالتالي فقدان الكثير من الفرص الاجتماعية.


ومن أجل بناء الثقة بالذات ورفع مستواها لا بد من التركيز على جوانب القوة التي يمتلكها الطفل، واكتشاف قدراته وتبصيره بها، وتعزيزه على كل سلوك إيجابي يقوم به مهما كان صغيراً، ونعته بألفاظ إيجابية مثل: أنت قادر، بطل، ممتاز، ذكي..، وترك الألفاظ السلبية التي توجه له، وتعزيزه ومدحه أمام الآخرين، ومنح هذا الطفل الحب والمودة والعاطفة اللازمة له، والحنان والشعور معه، لأن كل ذلك يعتبر جزءاً هاماً من نموه الانفعالي والنفسي، وإتاحة المجال له للحديث بحرية عن مشاعرة دون السخرية والاستهزاء منها مهما كانت، وتكليفه للقيام بمسؤوليات بسيطة في إطار الأسرة أو المدرسة، وثوابه على أدائها، لتعزيز خبرات النجاح عنده، لأنه تعرض لخبرات فشل كثيرة في السابق، وبث الطموح في ذاته، وتشجيعه على ممارسة الأنشطة التي يحبها.

الأطفال يربطون شعورهم بالأهمية بمقدار الانتباه الذي يحصلون عليه من الآخرين و ذلك بشكل منتظم.
لقد اتفق الباحثون والمختصون في تقدير الذات على أنه تعزيز جميع أوجه الحياة وذلك من خلال تمكين الفرد من زيادة إنتاجيته الشخصية والوفاء بمتطلبات علاقاته البين شخصية.


من خلال دراسة لـ (1730) أسرة ثبت أن هناك ثلاثة طرق منزلية تسهم في تكوين تقدير الذات هي:-
- الحب والعاطفة غير المشروطين.
- وجود قوانين محددة بشكل جيد يتم تطبيقها باتساق.
- إظهار قدر واضح من الاحترام للطفل.
لقد وُجِدَ أنّ استقبال أفعال الأطفال من قبل المحيطين بهم - في وقت مبكر - من التعامل معهم مثل ( بداية الكلام, بداية المشي، استخدام الحمام ) بردود فعل إيجابية وبتشجيع، يجعلهم يكوِّنونَ ثقة جيدة بأنفسهم.
إنّ الخوف على الطفل أو حمايته الزائدة من الخطر عند بداية تعلم الكلام أو المشي يعطيه مزيداً من الشعور بفقد الثقة بنفسه، كما أن جعل الطفل يمارس سلوكه المُشَاهَد والظاهري في مكان بعيد عن أعين الكبار ( الذين يقّيِمون ويشجعّون سلوكه ) يجعله يكتسب شعوراً بأنه غير مرغوب فيه أو أنه أقل أهمية من غيره, ومن هنا فلا ينبغي أن نطالبه بأن يذهب ليلعب بعيداً عنا لأننا نريد أن نرتاح من إزعاجه أو بحجة أننا نريد مزيداً من الهدوء.
إنّ الطفل الذي يغيب عنه أحد أبوية أو كلاهما بسبب العمل أو الانشغال بأمور الدنيا مع عدم محاولة تعويضه بأوقات أخرى للجلوس معه، قد يؤدي ذلك إلى تكوُّنِ شعورٍ ناقصٍ بالهوية الذاتية، و قد يجد الطفل صعوبات في المعرفة الدقيقة بجوانب قوته أو قصوره، وقد يصعب عليه أن يشعر أنه فرد مهمٌ أو جديرٌ بالاحترام والسعادة.
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يفتقرون للانتباه والتغذية الراجعة من الوالدين لديهم مفهوم للذات أكثرُ تدنياً من غيرهم من الذين يتلقون استجابات كتغذية راجعة سواء كانت إيجابية أو سلبية .

ماهي اهم جوانب تنمية الثقة عند اطفالنا .
1- فتح الطريق المُيسر للأفعال الذاتية السابقة الذكر في ( أولاً )
2- أن يكون أول رد فعل لك عندما تلقاه الابتسامة مهما كان حاله و سلوكه, وأن تحرص على أن يبتسم هو لك عندما تلتقيان دائماً.
3- بذل العطايا في الحاجيات غير الأساسية ( هدايا - أجهزة - أدوات مدرسية - ألعاب )
4- حسن التعامل مع طلبات الفرد التي لا تلبي له، وذلك بأن يبين له العذر في عدم إمكانية التلبية.
5- السكوت عن أخطائه والتغاضي عن هفواته، مع تحيُن الفرص المناسبة لتوجيهه وإعلامه بما يعينه على عدم تكرار تلك الأخطاء.
6- حمايته من تعديات الآخرين، والوقوف بجانبه إذا تعرض لشي من ذلك, ومن المهم أن يطلب منه التسامح في مقابلة أخطاء الآخرين، مع تذكيره بفضل العفو عن الناس، والصبر على ما يكره، وتعليمه أن لكل فرد نصيب من الأمور التي يكرهها، ولابد له أن يصبر عليها.
7- منحه الحب قولاً: بأن يسمع كلمات الحب منك، وفعلاً: بأن يُمازح ويُضم ويُقبل ليشعر بأنه محبوب ومقبول ومُقدر بقيمة عالية لديك، ولدى الكبار غيرك.
8- أن يُمْدَحَ حال فعلة لما يحسن، أو عند تجنبه مالا يحسن، فإن إمساكه عن الشر منقبة له، يجب أن يمدح عليها، و يُمْدَحَ كذلك عندما تسير أمور حياته الدراسية، أو علاقاته المنزلية، أو الاجتماعية في الحي بصورة طبيعية، أو جيده، فإن هذا يُعَدُّ إنجازاً يجب أن يُمْدَحَ عليه.
9- أن تبحث عن الأمور التي تتوقع أنه يستطيع إنجازها بنجاح، فتعمل على تكليفة بها، ثم تمدحه عليها.
10- أن تُسمع الزوار والأقرباء الثناء عليه بحضوره، مع الحذر من توبيخه أو لومه أمامهم.
أن تتعامل معه بصورة فردية ولا تربطه بأخواته ، أي أجعل لكل أبن تعامل مستقل عن أخوته وذلك في جميع تعاملك معه فيما سبق، ولا تربط تعاملك مع أبناءك بإجراء موحد إلا عندما يتطلب الموقف ذلك، وليكن غالب التعامل معهم هو التعامل الفردي لأهمية ذلك في بناء الثقة الذاتية لكل منهم.
11- تعويده على الفأل الحسن والتفاؤل في جميع أموره يفيد في المحافظة على ذاته قوية وإيجابية .
الحياء له مساس بالتقدير للذات فصاحب التقييم العالي لذاته أميل للحياء من غيره فشجعه عليه .
الصدق له أثر على تقوية الثقة بالذات فهو يزيد فرص الفرد في إثبات ذاته و قوتها واستقامتها, و الكذب عكس ذلك.
12- تعويده الإحسان للناس، لأن ذلك يترك في نفسه أثراً طيباً عن ذاته.
13- تجنب الإيذاء البدني والنفسي أو النيل منه بما يسؤه إما بسبب غير مقنع, أو بدون سبب ( وهو الأسوأ ).