النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع: الكبرياء ردائي
- 14-05-2015, 07:51 AM #1
الكبرياء ردائي
الكبرياء ردائي
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صل الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و( وقصمته ) ، و( ألقيته في جهنم ) ، و( أدخلته جهنم ) ، و( ألقيته في النار ) الحديث أصله في صحيح مسلم وأخرجه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه وغيرهم وصححه الألباني .
معاني المفردات
نازعني : المعنى اتصف بهذه الصفات وتخلق بها .
قذفته : أي رميته من غير مبالاة به .
قصمته : القصم الكسر ، وكل شيء كسرته فقد قصمته .
معنى الحديث
هذا الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر والاستعلاء على الخلق ، ومعناه أن العظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه ، اختص بهما ، لا يجوز أن يشاركه فيهما أحد ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتصف بشيء منهما ، وضُرِب الرِّداءُ والإزارُ مثالاً على ذلك ، فكما أن الرداء والإزار يلصقان بالإنسان ويلازمانه ، ولا يقبل أن يشاركه أحد في ردائه وإزاره ، فكذلك الخالق جل وعلا جعل هاتين الصفتين ملازمتين له ومن خصائص ربوبيته وألوهيته ، فلا يقبل أن يشاركه فيهما أحد .
وإذا كان كذلك فإن كل من تعاظم وتكبر ، ودعا الناس إلى تعظيمه وإطرائه والخضوع له ، وتعليق القلب به محبة وخوفا ورجاء ، فقد نازع الله في ربوبيته وألوهيته ، وهو جدير بأن يهينه الله غاية الهوان ، ويذله غاية الذل ، ويجعله تحت أقدام خلقه ، قال - صل الله عليه وسلم - : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس ، تعلوهم نار الأنيار ، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال ) رواه الترمذي وحسنه الألباني .
معانى
( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر) أى فى الصغر والحقارة
(فى صور الرجال ) أي من جهة وجوههم . أو من حيثية هيئتهم من انتصاب القامة
( يغشاهم الذل ) أي يأتيهم ( من كل مكان ) أي من كل جانب . والمعنى أنهم يكونون في غاية من المذلة والنقيصة يطؤهم أهل الحشر بأرجلهم من هوانهم على الله . وفي النهاية : الذر النمل الأحمر الصغير واحدها ذرة
( يساقون ) أي يسحبون ويجرون
( إلى سجن ) أي مكان حبس مظلم مضيق منقطع فيه عن غيره ( يسمى ) أي ذلك السجن ( بولس )
( تعلوهم ) أي تحيط بهم وتغشاهم كالماء يعلو الغريق
( نار الأنيار ) قال في النهاية : لم أجده مشروحا ولكن هكذا يروى ، فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه نار النيران ، فجمع النار على أنيار وأصلها أنوار لأنها من الواو كما جاء في ريح وعيد أرياح وأعياد
وقوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه النسائي كما في الترغيب وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي هريرة عن النبي -صل الله عليه وسلم- قال : ( يجاء بالجبارين والمتكبرين رجالا في صور الذر يطؤهم الناس من هوانهم على الله حتى يقضى بين الناس ثم يذهب بهم إلى نار الأنيار )
قيل : يا رسول الله وما نار الأنيار قال : ( عصارة أهل النار ) ذكره السيوطي في البدور السافرة في أحوال الآخرة .
(يسقون من عصارة أهل النار) أى هو ما يسيل منهم من الصديد والقبح والدم ( طينة الخبال ) بالجر بدل من عصارة أهل النار ، والخبال بفتح الخاء المعجمة وهو في الأصل الفساد ويكون في الأفعال والأبدان والعقول .