الكلمة وخطورتها وغفلتنا عن ما نقول واستهزآئنا بها


عن أبي هريرة عن الرسول صل الله عليه وسلم قال
إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم . رواه البخاري
فقوله لا يلقي لها بالا بالقاف في جميع الروايات أي لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها ولا يظن أنها تؤثر شيئا وهو من نحو
قوله - تعالى - وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم وقد وقع في حديث بلال بن الحارث المزني الذي أخرجه مالك وأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم بلفظ إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة وقال في السخط مثل ذلك
وقوله (يرفع الله بها درجات ) كذا في رواية المستملي والسرخسي وللنسفي والأكثر " يرفع الله له بها درجات " وفي رواية الكشميهني " يرفعه الله بها درجات "
وقوله ( يهوي ) بفتح أوله وسكون الهاء وكسر الواو قال عياض : المعنى ينزل فيها ساقطا وقد جاء بلفظ " ينزل بها في النار " لأن درجات النار إلى أسفل فهو نزول سقوط وقيل أهوى من قريب وهوى من بعيد وأخرج الترمذي هذا الحديث من طريق محمد بن إسحاق قال " حدثني محمد بن إبراهيم التيمي " بلفظ لا يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا
وقال صل الله عليه وسلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت. متفق عليه
وحاسبوا على كلامكم وكتابتكم من الشتائم والألفاظ الخارجة لقوله صل الله عليه وسلم:
ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي
ولا يعجبك كلام احد اصدقائكم ويكون خارج فتقلده او احد الممثلين فى شتائم او غيره فتكون مثله لقوله صل الله عليه وسلم:
مَنْ تشبَّهَ بقوْمٍ فهُو مِنهُم. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
وحاسبوا فى مزاحكم من ألفاظ قد تجركم للاستهزاء بالدين وبالله تعالى.او ان تستخدموا الكذب لتضحكوا غيركم لما روى عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له ثم ويل له. والحديث قوى إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله.
وأما إطلاق اللسان بالمزاح فقد يجر للاستهزاء بالدين وبالله الموقع في الكفر لقوله تعالى:
وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ.{التوبة:65-66}.
فشأن اللسان خطير، فقد قال صل الله عليه وسلم:
وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي.
وعلى ذلك، فإن الواجب على المسلم أن ينتبه لما يخرج من فمه، فإن الملائكة تحصي كلمات ابن آدم، قال تعالى:
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق: 18}.
(الأحاديث الواردة فى إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا)