الصيف هو مصدر سعادة للكثيرين إذ يرتبط بنهاية فصل الشتاء المظلم في الدول الباردة وموسم العطلات والرحلات في البلاد الدافئة، لكن هذه السعادة بشمس الصيف تنسي الكثيرين أنها قد تنتهي بعواقب وخيمة على البشرة تتمثل في العجز والظهور المبكر للتجاعيد كما يمكن أن تؤدي أيضا إلى سرطان الجلد.
ومع كثرة أنواع كريمات الحماية من الشمس، يحتار الكثيرون في اختيار النوع المناسب ومعرفة المدة التي تنتهي بعدها الوقاية وكذلك كيفية حماية البشرة حتى في الظل، وتتمثل أولى مراحل الحماية من الشمس في معرفة طبيعة البشرة، فأصحاب البشرة الفاتحة جدا والذين يعيشون غالبا في دول باردة، يحتاجون لتجديد الحماية على فترات متقاربة (لا تزيد عن 20 دقيقة)، أما من يعيشون في دول مشمسة فتزيد فترة الحماية بالنسبة لهم.
ويعتبر اختيار رقم معامل الوقاية من الشمس (إس. بي. إف) من العوامل المهمة عند شراء كريمات الوقاية من أشعة الشمس الضارة، ويختلف رقم عامل الحماية الذي يحتاجه كل شخص بحسب عدة عوامل، فمن يقضي ساعات طويلة على الشاطئ يحتاج لحماية مختلفة عن الموظفين الذين يقضون أغلب فترات النهار في مكاتب مغلقة، وبشكل عام ينصح الخبراء باختيار الكريمات التي تحتوي على أكبر قدر ممكن من معامل الحماية، لأن هذا يزيد فرصة حماية البشرة من أشعة الشمس الضارة.
ومن الأخطاء الشائعة عن استخدام كريمات الحماية من الشمس، أن من يقضون وقتهم في الظل، لا يحتاجون لكريمات الحماية وهو خطأ فادح، إذ إن الأشعة فوق البنفسجية الضارة تؤدي البشرة حتى في حال عدم التعرض المباشر للشمس.
ولا توفر المظلة والقبعة الحماية اللازمة من الشمس أثناء الجلوس على البحر، إذ إن عوامل أخرى كالرمل والماء من الممكن أن تعكس هذه الأشعة الضارة وتتسبب في حروق بالجلد، ولا تشكل الملابس خاصة الفاتحة منها، درجة حماية تذكر من الشمس خاصة إذا علمنا أن معدل معامل الوقاية من الشمس (إس. بي. إف) في قميص قطني أبيض اللون، يتراوح بين 3 و 4 درجات فقط، وفقا لموقع «جيزوندهايت» الألماني.
وتتخذ منتجات الحماية من الشمس المتوافرة في الأسواق أشكالا عديدة فمنها المنتجات الزيتية ومنها الكريمات الثقيلة، وهنا تلعب معرفة طبيعة البشرة الدور الحاسم في اختيار المنتج المناسب، فأصحاب البشرة الجافة تناسبهم المنتجات الزيتية، أما الكريمات العادية فهي مناسبة لأصحاب البشرة العادية، وبالنسبة لأصحاب البشرة الدهنية ذات المسام المفتوحة، فيفضل اختيار أخف أنواع الكريمات لتجنب انسداد مسام البشرة.
وتعتبر فروة الرأس من الأماكن المهملة في الحماية من الشمس، إذ إن أنواع الشامبو والكريمات المخصصة لحماية فروة الرأس من الشمس لا تحظى بانتشار واسع، وهنا يمكن أن تساعد تغطية الرأس في الحماية من التهابات فروة الرأس الناتجة عن أشعة الشمس. العين أيضا من الأعضاء التي تحتاج لحماية من الشمس، لذا من المفضل تجنب التعرض للشمس دون النظارة الشمسية.
وعلى الرغم من أهمية اتخاذ التدابير لحماية البشرة من الشمس، إلا أن هذه الإجراءات لا تحمي بالضرورة من سرطان الجلد، لاسيما سرطان الجلد الأسود، الذي تزيد فرص الإصابة به بعد الخامسة والثلاثين والذي تتمثل الوقاية منه بالكشف الدوري