نسمع أحيانا قول أحدهم، بإن الحوارقد تحول إلى حوارطرشان.

فما هوحوارالطرشان؟؟؟ وكيف يصل الحوارأحيانا إلى حوارطرشان؟؟؟ وكيف يمكن معالجة حوارالطرشان؟؟ و..و..الخ.

بداية، الطرشان هم من لايسمعون. بمعنى تكلمهم لكنهم لايسمعونك.

وفي الحوارات يصل الحوار إلى حوار طرشان، حينما يتعمد أحد المتحاورين(لحاجة في نفسه) إلغاء التواصل معك!!

وذلك بتعمد عدم التعاطي الإيجابي معك، أوالتعاطي السلبي.

فأنت تكلمه عن شئ، وهو يتعمد الحديث عن شئ آخر!!!

يفعل ذلك لمكايدتك بقطع الطريق عليك!!وبهدف صرف نظرك عما تريد إيصاله له.

وتحصل مثل هكذا حالات، حينما يجد المحاورنفسه، محجوج ومغلوب في حواره.

لذلك يلجأ محاولا صرف نظرالطرف الآخرعن عجزه وفشله، بالتركيزعلى أمرآخر، لاعلاقة له بالموضوع تحت الحوار.

فإن حصلت مثل تلك الحالات،فعلى الطرف الأقوى الذي يجد نفسه متفوقا بمنطقه وحجته.

عليه أن يرجع المحاورالمحجوج للموضوع الأصلي، وعدم السماح له بتغييرالموضوع بهدف الهروب، بالنط والقفزمن موضوع لموضوع أوفكرلفكر، حرفا للموضوع الأساس، وتضييعا له.

فإن إستجاب المحاورالمحجوج ورجع للموضوع الأساس، إتسق الحواربالعودة لمجراه الطبيعي ليتواصل.

وإن أصرالمحاورالمحجوج على اللجاجة!! بعدم الرجوع لموضوع الحوارالأصلي.

يكون قد أعلن إفلاسه وفشل وجهة نظره.

وهذه وحدها تكفيه خزيا وعارا وإهانة وإحتقارا، بعدم حواره وإهماله مستقبلا.

ولكن هناك حوارات طرشان، تفرضها طبيعة التوجه عند كلا الطرفين، مثل حوارالديني مع اللاديني.

فالمحاورالديني، يرجع فكرة الصح والخطأ إلى مقاييس الدين.

بينما المحاوراللاديني، لايعترف بصح وخطأ على أساس ديني. لكنه يقبل بموازين المنطق والعقل فقط.

لذلك أصبح حوارالديني مع اللاديني، حوارطرشان وبإمتياز.

فعلى سبيل المثال، محاورلاديني، يتساءل:

كيف تنقلب العصا إلى ثعبان؟؟؟(بالإشارة إلى معجزة النبي موسى(ع) في إنقلاب عصاه إلى ثعبان، كماوردت في القرآن الكريم).

وكيف تنقلب النارإلى بردا وسلاما على إبراهيم؟؟؟(أيضا بالأشارة إلى ماورد في كتاب الله).

هذان مثالان من جملة الغيبيات، التي يؤمن بها المؤمن بالدين، والتي يتمخسرعليها اللاديني، ويتحدى المتدين، عقلا ومنطقا.

كيف يؤمن بمثل هكذا خرافات؟؟

لذلك يؤمن اللاديني، بإن الدين مجرد خرافات وأكاذيب، إستغلها المشعوذون، للضحك على الدهماء والعامة!!! بدافع السيطرة والسطوة.

اللاديني يريد واقعا ملموسا محسوسا، حتى يقبل بما يعتقده المتدين، وإلا فهومؤدلج يتبع أوهاما وأحلاما.

وبكلمة أخرى، يرغب بعقل ومنطق يفسرله، كيف نارا حامية حارقة؟؟ تتحول إلى بردا وسلاما!!!!!

ولكي ينهض حوارا بناءا بين المتدين واللاديني، يجب إيجاد إرضية مشتركة يتفق عليها الجانبين.

ولاتوجد أرضية مشتركة تجمع الطرفين، إلا ميزان العقل والمنطق.

بكلمة أخرى، يجب على المتدين، أن يستعمل موازين ومقاييس اللاديني في حواره.

يعني إما تحاوره بمنطق يقبله، أولا تدخل معه أساسا في حوار، لأنعدام الأرضية التي تجمعكما أنتما الأثنين.

وهنا وقفة تأمل وتساؤل: وثم ماذا؟؟

بكلمة أخرى، هل عدم توفرالإرضية لحواراللاديني؟؟ بالنسبة للمتدين، يعني لا وصال ولا
إتصال، وكفى الله المختلفين توجها قتال.

لا ليس بهذه الصورة. فالمتدين لم يستنفذ كل إسلحته بعد.

فهناك سلاح الدعوة الصامتة التي يواجه بها المتدين اللاديني.

والدعوة الصامتة تكون، طبعا وبتوجيه من الدين، هوالتعامل الإنساني الأخلاقي مع اللاديني.

فعندما ينص كتاب الله: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

وعندما تنص السنة: إنما الدين المعاملة.

وأيضا: إنما بعثت لأتمم(وليس أصنع أوأفرض) مكارم الأخلاق.

وفي ضوء ما تقدم، يتوجب على المتدين، منح اللاديني كل الحرية في توجهه، والتعامل الإنساني معه.

وهذي وحدها دعوة صامتة للاديني، لكي يراجع نفسه، ويقبل بمبدأ الإيمان الذي يحس به الملتزم بالدين توجها.

وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.