كيف اعالج تساقط الشعر بطريقة مضمونة

سنضع لكم موضوعاً متكاملاً عن أسباب تساقط الشعر و ماهي طرق علاج تساقط الشعر المناسبه لكي نصل إلى حل لمشكلة تساقط الشعر

الجزء الأول: أصل مشكلة تساقط الشعر..

تساقط الشعر لا يعني بالضرورة الإصابة بمشكلة صحية، إذ أن الكثيرين يصابون بالذعر بمجرد ملاحظة ظهور مشكلة التساقط ظنا منهم أنها عرض لمرض ما، مع أن الواقع يشير إلى تعدد الأسباب المؤدية لتساقط الشعر والتي هي -في الغالب- تحت السيطرة.
يفقد الإنسان الطبيعي حوالي 40-125 شعرة يوميا، اعتمادا على كمية الشعر التي يملك وتقدم السن وعوامل أخرى وهو أمر لا يدعو للقلق طالما لم يتجاوز هذه الحدود. أما إذا زاد المعدل عن ذلك فهو أمر يدعو إلى التساؤل، إذ من الممكن أن يكون عرضا لخلل ما أو متعلقا بأحد سلوكيات الحياة اليومية وهنا ينبغي معرفته بهدف السيطرة عليه. ومن هنا –و كأي مشكلة- فإن فهم المسببات يقودنا إلى اختيار العلاج الأنسب، وهو ما سنجيب عليه من خلال هذا المقال.
افهم أصل المشكلة.. لماذا يتساقط الشعر؟
تساقط الشعر عادة ما يصيب شعر الرأس ولكنه قد يصيب أيضا أجزاء الجسم الأخرى. من الممكن أن يحدث في أي عمر ويصيب في الغالب ما نسبته 30-40% من سكان العالم. ليس من السهل تحديد سبب بعينه للإصابة بالتساقط، ولكن أسبابه عموما تتضمن:

  1. النظام الغذائي الغير متكامل: وهو أحد أهم المسببات كما أن من المعروف أن تساقط الشعر هو أولى علامات سوء التغذية أو الإصابة بفقر الدم الحديدي.

  2. التوتر، الإجهاد المستمر وقلة النوم.

  3. العوامل النفسية: كالقلق والاكتئاب، ولا يظهر تأثيرها مباشرة بل يحدث التساقط بعد 3-4 أشهر في أغلب الحالات.

  4. المؤثرات البيئية: ومن أمثلتها..


- تغير الفصول: غالبا يزداد التساقط في فصل الخريف أو عند التعرض للرطوبة.
– التعرض لدرجات حرارة مرتفعة جدا مثلما يحدث عند تعريض الشعر لأشعة الشمس المباشرة أو تجفيف الشعر بالمجففات الكهربائية، أو عند التعرض لدرجات حرارة منخفضة جدا كالتعرض المباشر لأجهزة التكييف أو في حالة السفر من البلدان الباردة إلى الحارة أو العكس.
– غسل الشعر باستخدام الماء الحاوي على نسب عالية من الكلورين (كالمستخدم في أحواض السباحة) أو الماء المالح (كماء البحر) و الماء الساخن أو البارد.

5. السلوكيات الخاطئة للعناية بالشعر، والتي تشمل:
- استخدام الكيماويات كالجل والأصباغ ومستحضرات فرد الشعر أو تنعيمه بل حتى الشامبو، إذ أن أغلب المستحضرات التجارية ذات أثر سلبي كونها تستخدم مواداً كيماوية خطرة من شأنها أن تسبب التساقط، ويفضل استبدالها بالبدائل الطبيعية ما أمكن.

- استخدام الشامبوهات الكيماوية أو تلك المعززة بالبروتين والتي هي في الواقع تخدع العين ولا تفيد الشعر، بل تزيد من حجمه وتمنحه الكثافة مؤقتاً بينما يستمر الشعر في التساقط.
- تسريح الشعر بعد غسله مباشرة مع كونه رطباً، أو استخدام منشفة حتى يجف وهما من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الكثير من النساء في التعامل مع الشعر.
شد الشعر بقوة عند التسريح أو تصفيفه بعنف.

6. العوامل الوراثية، فكما يتعرض الرجال للصلع الوراثي فإنه يظهر على شكل تساقط للشعر لدى النساء.
7. تقدم السن: يشير الباحثون إلى أن بصيلات الشعر تضعف مع تقدم العمر مما يؤدي إلى ضعف الشعر وتساقطه.
8. التدخين: كما هو معروف دائما فإن التدخين ضار بالصحة، وصحة الشعر ليست استثناء. لا داعي للخوض في تفاصيل أضرار التدخين ولكن يكفي القول أنه –بالإضافة إلى السموم التي يضخها في الدم – فهو يعمل على حجز تدفق الدم إلى فروة الرأس و تضييق الشرايين مما يضعف الشعر ويسبب تساقطه.
9. عدم التوازن الهرموني، ويظهر خاصة في مرحلة ما بعد الولادة عند السيدات.
10. بعض الأدوية قد تؤدي إلى تساقط الشعر كالعلاج الكيماوي والإشعاعي لمرض السرطان وأدوية مرض القلب وغيرها.
11. قد يكون التساقط مؤشراَ أولياً على الإصابة بخلل عضوي ما كمرض الذئبة (lupus) أو داء السكري، أو اضطراب الغدة الدرقية، أو الإصابة بأحد الأمراض الجلدية كالثعلبة، و لذا بعد مراجعة كل المسببات المذكورة واستمرار المشكلة من الضروري مراجعة الطبيب للقيام بالفحوصات اللازمة.


الجزء الثاني: علاج تساقط الشعر

في الجزء الأول من هذا المقال استعرضنا أصل مشكلة التساقط، أو مسببات تساقط الشعر والتي عند تحديدها يمكن معالجة تساقط الشعر إما بتجنبها أو باتخاذ الإجراء اللازم للحد منها، وهو ما سنواصل الحديث عنه في هذا المقال..
في 10 خطوات بسيطة.. ماهو علاج تساقط الشعر؟؟

اعتمادا على مسببات تساقط الشعر المختلفة يمكن إتباع النصائح الآتية في علاج تساقط الشعر أو حتى الوقاية منها:
1. راجع نظامك الغذائي: إن من أسهل الطرق وأكثرها تأثيرا في علاج تساقط الشعر هو اعتماد نظام غذائي غني بالعناصر الضرورية لنمو الشعر والتي تشمل:

- الحديد: وهو من أهم المعادن لتغذية الشعر وتقويته، ومصادره تشمل كلاً من الكبد واللحوم الحمراء والأسماك والخضروات الورقية والحبوب. غالبا ما تعاني النساء النباتيات من نقص الحديد إذ أن أغلب مصادره حيوانية. يمكن الاستعاضة عن نقص الحديد بتناول المكملات الغذائية المحتوية عليه، وذلك بالطبع بعد التأكد من نقص الحديد والذي يظهره فحص نسبة الحديد أو الفرتين (Ferritin) في الدم.

- البروتين: ضروري لشعر قوي، وهنا نعني البروتينات الغذائية وليست تلك التي في الشامبو التجاري والتي تحيط بالشعر من الخارج! مصادر البروتين تشمل اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، الحليب ومشتقاته والبيض والبقوليات. أيضا يمكن للنباتيين أن يحصلوا على البروتين من خبز القمح الكامل، والأرز البني، والبطاطس والبروكولي و زبدة الفول السوداني وغيرها.
- فيتامين سي: وهو ضروري لامتصاص عنصر الحديد ونقصه يسبب جفاف الشعر وفقدانه للمعان. أهم مصادره تشمل الحمضيات والفراولة والفلفل بنوعيه الحار والحلو.
- أحماض أوميغا-3 الدهنية: ولها دور كبير في منع التساقط بالإضافة إلى إضفاء الحيوية واللمعان للشعر، وأهم مصادرها هي أسماك التونة والسلمون والماكريل وأغلب ثمار البحر بالإضافة إلى المكسرات. كما يمكن اللجوء إلى خيار المكملات الغذائية.
- البيوتين (فيتامين ب): وهو أساسي لإمداد بصيلات الشعر بالأكسجين المحمول عبر الدم، إذ أنه مسؤول عن تجدد الدم، وبالتحديد فيتامين ب12. كثير من الأطباء يطلب فحص لنقص هذا الفيتامين عند تشخيص أسباب التساقط.
2. غير عاداتك الغذائية الخاطئة: بالإضافة إلى ما ذكر حول التغذية السليمة، تجنب العادات التي قد تضر بشعرك فمثلاً الحميات الغذائية القاسية والمعتمدة على السوائل قد تؤذي شعرك، وكذلك تناول بياض البيض النيئ إذ أنه يمنع امتصاص فيتامين ب. حاول الإكثار من شرب الماء قدر المستطاع فهو يعمل على تنظيف الجسم من السموم والتي كثيرا ما تسبب تساقط الشعر.

3. عند التعرض المباشر للحرارة أو البرودة احرص على تغطية الشعر قدر الإمكان.
4. قم بتدليك فروة الرأس: هذه العملية تحفز الدورة الدموية و هي من أفضل الوسائل للحد من تساقط الشعر بل وتحفيز نمو الشعر. كما يفضل استخدام الزيوت الطبيعية عند التدليك للحصول على نتيجة أفضل إذ أن عملية تدليك الشعر تزيد من امتصاص البصيلات لهذه الزيوت والتي هي ذات فائدة عظيمة للشعر. من أهم الزيوت المعروفة بقدرتها على تقليل تساقط الشعر: زيت الخروع، زيت إكليل الجبل، زيت الزيتون، زيت الثوم، زيت حبة البركة وزيت الجرجير..إلخ. والواقع أن أغلب الزيوت الطبيعية تعمل على تقليل التساقط ولكن تأثيرها يختلف من شخص لآخر. ولكن على الرغم من فوائد الزيوت ينصح الخبراء بعدم تركها على الشعر لفترات طويلة بل يجب غسل الشعر منها بعد عدة ساعات وإلا فإنها قد تعطي نتائج عكسية وتسبب التساقط.
5. حافظ على نظافة شعرك: بالتأكيد فإن الشعر غير النظيف لا يمكن أن يكون صحياً بل قد يسمح بنمو الميكروبات ويزيد من احتمال الإصابة بالأمراض الجلدية والتي قد تسبب التساقط.
6. قلل من استخدام المستحضرات الكيميائية للعناية بالشعر: بالطيع فإن هذه المستحضرات لا يمكن الاستغناء عنها لدى الكثيرين ولكن التقليل منها قدر الإمكان أو إعطاء الشعر فترة راحة من حين لآخر قد يوقف التساقط. يمكن الاستعانة بالبدائل الطبيعية والتي هي أخف تأثيراً على الشعر.
7. قاوم التوتر والإجهاد الزائد: الجأ إلى الراحة أو أخذ قسط كافٍ من النوم يوميا. قلل من تعرضك للإجهاد قدر المستطاع أو مارس التأمل من حين لآخر أو كل ما من شأنه تخفيف التوتر والقلق والذي في كثير من الحالات ينعكس عضويا على الإنسان كما في حالة تساقط الشعر.
8. مارس الرياضة: كما هو معروف فإن ممارسة التمارين الرياضية تحسن الدورة الدموية مما يقلل من تساقط الشعر ويحسن نموه، كما تلعب دوراً هاماً في تخفيف التوتر والإجهاد النفسي.


9. راجع طبيبك: بعد دراسة كل الأسباب ومحاولة علاج تساقط الشعر ينبغي مراجعة احتمالات كون السبب عضوياً أو هرمونياً أو متعلقاً بأحد الأدوية التي تتناولها وبالتأكيد فإن الطبيب هو أفضل من يجيب على هذا التساؤل.
10. استخدم العلاجات المتوفرة بالأسواق: توجد الكثير من المنتجات المخصصة في علاج تساقط الشعر يمكن الرجوع إليها كخيار ( مثل عقار المينوكسديل المتوفر في الصيدليات على هيئة بخاخ أو العلاج بالليزر) والتي تفيد خصوصاً في حالات الصلع الوراثي أو الناجم عن أمراض أو أدوية معينة، كذلك يمكن أخذ خيار زراعة الشعر في الاعتبار، وكل ذلك يعتمد على توجيهات الطبيب.

في النهاية تذكر أنه مهما كبرت المشكلة فإن لها علاجاً بالتأكيد، فما أوجد الله من داء إلا وجعل له دواء، وتبقى المشكلة في علمنا بدواء الداء، وهو ما نتمنى أن يكون قد قدمه هذا المقال ولو جزئياً..