هل سبق وتساءلت عن السر الذي يجعل بعض البيوت تعيش في سعادة وهناء، بينما تصبح أخرى قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت؟ بالتأكيد هناك بعض الأسباب، أو بالأحرى الأسرار، التي بدونها يتحول المنزل من عش هادئ يبحث فيه الطرفان عن الراحة والسكينة والاطمئنان إلى مصدر للقلق والضغط النفسي.
نحاول في السطور التالية إلقاء الضوء على أهم التقنيات التي يستخدمها الأزواج الأذكياء، فالأمر ليس من قبيل الصدفة أو الحظ، بل هو نتاج صبر ومثابرة ورغبة صادقة من الطرفين في بناء أسرة فاضلة تخرج للمجتمع مواطنين صالحين قادرين على حمل هموم الأمة والارتقاء بها .

لذا تابع معنا النقاط التالية وتعرف على أسرار الزواج الناجح.
الثقة المتبادلة والإحساس بالأمان
الثقة هي أساس أي زواج ناجح، فبدونها تصبح الحياة مستحيلة. أحسن الظن في شريكك، فكما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" .حاول دائما ألا تتهمه بأي شئ دون دليل، فهذا كفيل بهدم الثقة بينكما. كذلك، لا تتصيد له الأخطاء أو تختلق المشكلات لتشككك في تصرفاته. اجعله يشعر دائما بأنك مصدر الأمان النفسي والروحي والمادي بالنسبة له.
فن التفاوض وحل المشكلات
الزواج الناجح لا يخلو من المشكلات، فليس هناك أية علاقة بين عدد الخلافات وتكرار حدوثها والسعادة الزوجية. بمعنى أنه لم يثبت أن الأزواج السعداء يواجهون مشكلات أقل مقارنة بغيرهم. القاعدة الذهبية هنا هي قدرة الزوجين على حل الخلافات والمشكلات بمجرد ظهورها وعدم إهمالها أو تجاهلها حتى تتفاقم وتسوء الأمور وتخرج عن السيطرة.
وهكذا، يحافظ الزوجان على الود والتراحم بينهما حتى وان كانت هناك بعض الخلافات أو المشكلات إذ يحاولا دائما أن يتفاوضا ويتفاهما حتى يصلا إلى حلول وسط ترضي الطرفين، فالمسألة ليست معركة بينهما يسعى كل منهما لكسبها.
الحب والاهتمام بالطرف الآخر
إن أي علاقة زوجية سليمة لابد أن تقوم على أساس من المودة والمحبة، فكما قال تعالى،" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(
لكن مع كثرة ضغوط الحياة وسرعة إيقاعها، قد تختفي الرومانسية بين الزوجين، إذ يبدأ الطرفان في تقديم أولويات أخرى على علاقتهما الخاصة، كالأبناء، والعمل، ومتطلبات المنزل ، وما إلى ذلك، وبالتدريج يفقد كل طرف اهتمامه بالآخر وتصبح النزهات والجلسات الدافئة والمجاملات الرقيقة ذكرى من الماضي.
إن الزوج/ الزوجة الناجح هو من يجعل الطرف الآخر في مركز اهتماماته، ويبدي اهتمامه بآرائه ومتطلباته وميوله ورغباته وأهدافه. وعليه كذلك أن يحترم شريكه سواء فيهما بينهما أو أمام الآخرين.
تذكر دائما أن الطفل الذي لا يجد والديه وقتا كافيا للجلوس معه يشعر بأنه منبوذ أو غير مرغوب فيه. وينطبق نفس الشئ على شريكك، لذا حاول أن تمنحه جزء من وقتك واهتمامك. حاول أن تشعره أنك بجواره باستمرار، مهما بعدت المسافات المادية بينكما.
الاستقلالية
الزواج علاقة مقدسة تربط بين طرفين يتشاركان في حياة واحدة تسودها نفس الظروف والضغوط. وتزداد قوة هذه العلاقة إذا أثمر الزواج عن أطفال، الأمر الذي قد يجعل الطرفين يشعران أنهما يعتمدان على بعضهما البعض. بالتأكيد التعاون شرط أساسي لنجاح أي علاقة زوجية، لكن لا ينبغي أبدا أن يصل الأمر إلى درجة الاتكالية والاعتماد التام على الطرف الآخر بشكل يلغي وجودك. فلابد أن يكون لك أصدقائك وهواياتك واهتماماتك الخاصة.
الإحترام
لابد أن تحترم حقوق الآخرين وحاجاتهم بل وحتى أمانيهم فكل إنسان له الحق في أن يختار لحياته ما يشاء وهو المسئول عن ذلك أمام الله تعالى يوم القيامة ويجب أن يفهم الزوجان ذلك جيداً فكما للزوج حقوق فإن للزوجة حقوق أيضاً .
المرونة وتقبل التغيير
ضع في اعتبارك أن حياتك الآن تختلف بالتأكيد عما ستكون عليه بعد عشر سنوات، فقد تطرأ بعض الظروف التي تتطلب منك مرونة في التعامل . لابد أن يتقبل الطرفان تلك التغيرات ويتعايشا معها.

التسامح والاعتراف بالخطأ
ان القاعدة الذهبية هنا هي "لا تغضب"، فالإنسان في ثورة الغضب قد يتفوه بأشياء تجرح مشاعر الطرف الآخر وتتسبب في جروح لا يمكن معالجتها بعد ذلك. لذلك، مهما كان حجم الخطأ الذي ارتكبه الطرف الآخر كبير في نظرك، حاول أن تتحكم في نفسك ولا تسمح لمشاعر الغضب بالسيطرة عليك. وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم،" ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب." ومن التقنيات الهامة التي تساعدك على ذلك التماس الأعذار للطرف الآخر ومحاولة تفهم موقفه ودوافعه.
وإذا أخطأت، فلا ضير من قول" أنا آسف، أعتذر. لم أقصد ذلك." لا تسمح لغرورك أو عنادك أن يمنعك من الاعتراف بالخطأ والاعتذار للطرف الآخر عما صدر منك في حقه، فهذه سمة جيدة يقدرها كثير من الأزواج.
الاتصال الفعال
قد تتباعد المسافة بين الزوجين لدرجة أن ينعزل كل منهما في عالمه الخاص وتختفي لغة الحوار بينهما مما يخلق سوء فهم، وتتراكم الضغوط والمشكلات التي قد تصل إلى درجة الطلاق. فقد وُجد أن 50% على الأقل من حالات الطلاق ترجع لغياب التواصل الفعال بين الزوجين. لذا، ابدأ من الآن وحاول أن تبقي على قنوات الاتصال مع شريكك.
وبشكل عام، تتوقف قدرتنا على التواصل على مدى فهمنا لمشاعرنا، وأفكارنا ورغباتنا، وأهدافنا، ودوافعنا. ولابد كذلك من أن نمتلك القدرة على التعبير عنها بصدق وإبداع. فالأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم الداخلية أو يحاولوا كبتها لن يستمتعوا أبدا بالسعادة الحقيقة التي تمنحها العلاقة الزوجية السوية.
ضبط التوقعات
في بعض الأحيان، قد يبدأ الزوجان حياتهما ويحمل كل منهما توقعات عظيمة عن علاقتهما بعد الزواج. لكت توقعاتنا قد تكون غير واقعية في كثير من الأحيان. على سبيل المثال، قد تتوقع من شريكك أن يعوضك عما تعرضت له من حرمان عاطفي في طفولتك، وتنتظر منه أن يكون لك بمثابة الأب أو الأم. بالتأكيد، وضع كهذا لا يصح على الإطلاق.
المسئولية والالتزام
لابد أن يشعر كلا الزوجين بالمسئولية تجاه الطرف الآخر، وأن يسعى دائما إلى تدعيمه ومساعدته على التطور والتميز. وبطبيعة الحال الزواج اختيار لابد أن تتحمل تبعاته وما يفرضه عليك من التزامات، فأنت مسئول مثلا عن تربية الأبناء وتعليمهم وتوفير حاجاتهم، بالإضافة إلى مسئوليتك الأساسية عن دفع عجلة الحياة والمساهمة في نجاح العلاقة والحفاظ على الأسرة.