سلوك المسلم
كصديق


معاً في ظل الله
شيء ثمين غالٍ بل سلعة نادرة أن تجد أو أن تكون أنت صديق لآخر يجمع بينكما رباط الآخرة لا الدنيا، الجنة لا المنفعة... وهذا ما يقصده الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: «رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه».
بل جعل الصاحب الصالح هدية ودليل على حب الله للعبد فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا أحب الله عبدً رزقه أخاً صالحاً إن ذكر الله أعانه وإن نسى ذكره».
فنهمس في أذنك
أما تحب أن تكون في ظل عرش الله
أو تحمل دليلاً على حب الله لك

أقوال مأثورة
لأن الأمر خطير فلابد من مُذكر ونذير ولن تجد خير من سلفنا الصالح من سبقوا على الطريق.
* عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "ما من شيء أدل على شيء ولا دخان على النار من الصاحب على الصاحب".
* وقال بعض السلف:
"استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة".
* عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
"عليك بإخوان الصدق تعيش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء".
* وقال بعضهم:
لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا
(تلاوة القرآن، وقيام الليل، ولقاء الإخوان).

خطر الموت
هذه صرخة وتحذير ونذير من أن تنزلق وتسير مع صحبة سوء وأهل معاصي يسقطون بك حتى تكون سوء الخاتمة.
حدث أن عقبة بن أبي معيط كاد أن يسلم ويعلن إسلامه لولا صديقه أُبي بن خلف أقسم عليه ألا يكلمه حتى يبصق في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فذهب عقبة وفعل ووضع قدمه على عنق النبي صلى الله عليه وسلم ووضع أمعاء جمل على ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ساجد كل ذلك من أجل أن يرضي صديقه فأنزل الله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً} [الفرقان27: 28].
فاحذر يرحمك الله

حقوق الصحبة
ميزان الصحبةمعرفة حقوقها وأنت تعرفها لتؤديها لا لتطلبها..
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة:10].
* أن تخبره بحبك له كما ذكر صلى الله عليه وسلم في حديثه:
«إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره».
* الدعاء له بظهر الغيب.. قال صلى الله عليه وسلم:
«ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا وملك قائم على رأسه يقول آمين ولك بمثل» وفي رواية: «فهو مستجاب».
* العفو والصفح:
«التمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد فقل لعل له عذراً»

وتذكر صفح بلال عن أبي ذرٍ فما أحوجنا لذلك.
*إعانته ومساعدته: مادياً ومعنوياً.
*ستره وحفظ سره وعوراته وزلاته، قال صلى الله عليه وسلم: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه».

نعم الصديق
أكثر حق يُختبر به الصديق صديقه هو حقه في المال لأن الدنيا وظروفها غير آمنة لأحد.
فمن ينزل سديقه من ماله حين يطلبه فهو نعم الصديق بشرط أن يكون في الخير فقط لا غير.
* كان فتحي الموصلي وعيسى التمار صديقان فجاء فتحي إلى بيت عيسى فلم يجده فقال للخادمة: أخرجي لي كيس نقود أخي، فأخرجته..
فأخذ منه درهمين ثم جاء عيسى فأخبرته الجارية فقال: إن كنت صادقة فأنت حرة فإذا هي صادقة فأعتقها.
وتحفظ لنا كتب التاريخ أن يوم اليرموك يجد خالد عكرمة رضي الله عنه يجود بنفسه فيسأله هل لك من حاجة؟ فيقول: جرعة ماء وقبل أن يشرب سمع أنين أحد إخوانه فيقول أعطه الماء فيذهب ليعطيه فإذا بآخر يسمع أنينه آخر فيعطيه الماء فيذهب إليه فيجده قد فاضت روحه بل الثلاثة دون أن يشربوا!!!

لا تصاحب شيطاناً
الشيطان مهمته الدعوة إلى المنكر وإلى الشر ثم إلى النار.. قال تعالى: {وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً} [النساء:38].
فالصاحب الذي يغريك بالسجائر ثم بالبانجو ثم الأفلام الجنسية وغير ذلك الكثير فهذا ليس الصديق. الذي يعلمك كيف تسير مع البنات اللاتي لا تحل لك أو هذا الذي يعلمك chatting والصحبة عبر النت والقول المشهور بين الشباب " الشات لغة الكذب".
بالله عليك الصديق الذي يستدرج صديقه إلى كل هذا..
أما يستحق أن يوصف بأنه شيطان!!!
ونذكر قوله تعالى: {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67].

واجبات عملية
* كن اجتماعياً وتعرف على كل من تلقاه.
* ميزان الصحبة أخلاق الإسلام وإلا فلا.
* انتقي ممن عرفت وحدد الأشخاص الذين ترغب في صحبتهم وكن دقيقاً في اختيارك.
* تقارب بشدة إلى من انتقيته وأخبره بأنك تحبه في الله كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
* ادعل الله دائماً لأصدقائك وأن يجعل الله صحبتكم في الخير دائماً.
* تبصر لنفسك وكن حذراً ممكن حولك من أصدقاء السوء بماذا يأمرونك؟ إلى أين تذهبون؟ ماذا يرشدونك للقراءة والمشاهدة؟