قال الحق -تبارك وتعالى- في كتابه العزيز: " وَ?لْمُؤْمِنُونَ وَ?لْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِ?لْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ?لصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ?لزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـ?ئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ?للَّهُ إِنَّ ?للَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".


التفســـــــــــــــــــــير :


حين ذكر الله -تعالى- المنافقين وبيّن سلوكهم ونهاية أمرهم، ذكر -تعالى- المؤمنين وسلوكهم الحسن ومصيرهم السعيد فقال، "وَ?لْمُؤْمِنُونَ وَ?لْمُؤْمِنَاتُ" أي المؤمنون بالله ورسوله ووعده ووعيده، والمؤمنات بذلك "بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ" أي يوالي بعضهم بعضًا محبة ونصرة وتعاونا وتأييدًا، "يَأْمُرُونَ بِ?لْمَعْرُوفِ" وهو ما عرفه الشرع حقًا وخيرًا من الإيمان وصالًح الأعمال، "وَيَنْهَوْنَ عَنِ ?لْمُنْكَرِ" وهو ما عرفه الشرع باطلًا ضارًا فاسدًا من الشرك وسائر الجرائم، فالمؤمنون والمؤمنات على عكس المنافقين والمنافقات في هذا الأمر، "وَيُقِيمُونَ ?لصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ?لزَّكَاةَ"، والمنافقون لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى فهم مضيعون لها غير مقيمين لها، ويقبضون أيديهم فلا ينفقون، والمؤمنون يطيعون الله ورسوله، والمنافقون يعصون الله ورسوله، لذا بيّن الله جزاء المؤمنين، وهي الرحمة في الدنيا والآخرة، والمنافقون سيعذبهم الله، "إِنَّ ?للَّهَ عَزِيزٌ" غالب سينجز وعده ووعيده، "حَكِيمٌ"} يضع كل شيء في موضعه اللائق به، فلا يعذب المؤمنين وينعّم المنافقين، بل ينعّم المؤمنين ويعذب المنافقين، فالْمُتَّصِفُينَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الطَّيِّبَةِ الْكَرِيمَةِ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ -تعالى- فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.