السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طـــرق مكافحـــة القلـــق!!!

أنت متوتر تنقر على الآلة الطابعة بأصابع مرتعشة، وتحاول كتابة تقرير مكلف به وعقلك يتذبذب بهمهمة عجيبة، ويغزو نظرك ضبابه تحجب عنك مفاتيح الآلة، أو كنت تتوق إلى جولة بين المحلات ثم دخلت مطعما جميلاً، ولكن قلبك مضطرب يطرق طرقات عنيفة، إذاً القاسم المشترك هو القلق، الذي لا يسلم منه إنسان، فالقلق يهاجمنا في أكثر المواقع، وهو الضريبة التي تدفعها مقابل حياة كاملة، ولكن بإمكاننا التعامل معه ومكافحته من خلال:
التعــرف على القلـــق:
إن القلق همٌ يشحن الجسم بالتوتر، ويحوٌل الدعة إلى بلبلة نفسية، وهذه الأعراض مؤلمة واعلم أن نوبة القلق لا تستمر أكثر من عشرين دقيقة، فيجب تفهم الأمر الذي يسبب القلق والاقتناع به ، وفسح المجال للجسم لامتصاص الهرمونات التي فرزت بسبب القلق دون استعجال.
فكــر بالقلــق كطاقــة بدنيــة:
التوتر والانفعال هما في الغالب شريكا القلق، وللتخلص من ذلك مارس التمارين الرياضية، أو ردد أغنية تحبها، أو استمع إلى نكتة أو اضحك، كل ذلك حركات تفضي على التوتر وتتيح لك الحماية، ويزداد شعورك بالدعة والسكون والثقة.
خــذ نفســاً عميقــاً واسترخــي:
هذا بديهي ولكنه فعال أيضاً، فالتنفس الإيقاعي يتمثل في أشكال كثيرة من الاسترخاء المستحدث بطريقة نابعة بالحياة، مثله مثل التأمل، وهذا التنفس عظيم الفعالية إذا اتخذ منه المرء عادة متواصلة، اجلس جلسة مريحة وأغمض عينيك وتنفس ببطء، فلا تلبث أن تشعر بانفراج الكربة وزوال الضغط وانتعاش النفس.
ليكــن هنـاك أحـد قريـب منــك:
القلق عازل للنفس، ويهيب بك صوت من الداخل بأنك الوحيد الذي يساوره هذا الشعور، إذاً الاتصال بالآخرين يثبت لك بأنك لست الوحيد وإن إشراك صديق أو قريب لك في مشاعرك يمنحك نوعاً من الطمأنينة والهدوء.
حافـظ على شعورك بالتناســـب:
ليس حادث واحد في مجرى حياتك يقوى على تدميرك إذا كنت منطقياً في ردود فعلك، كن صديقاً حميماً لنفسك، إن إدراك هذه الحقيقة تبعد قلقاً ليس من الضروري الشعور به، حتى لو انتظرك أسوأ مما تتصور لوظيفة أخرى أو حب، أو حفلة، ... الخ.
و أخيراً ، عش واقعك ولا تسرح مع الخيال، وتحلق في عالم المثاليات اقبل دنياك كما هي، وطوع نفسك لمعايشتها ومواطنتها فسوف لا يصفو لك فيها صاحب، ولا يكمل لك فيها أمراً، لأن الصفو والكمال والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها، يقول أحدهم(إذا كنت حافياً فانظر لمن بترت ساقاه تحمد ربك على نعمة الرجلين)
ويقـــول الشاعر:
لا يملأ الهول قلبي قبل وقعته ولا أضيق به ذرعاً إذا وقعا ليكن التفاؤل نصب عينيك، لا تتعامل مع الأحلام ولا تبع نفسك للأوهام، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وعش الحياة كما هي طيبة رضيّة بهيجة.