ما أحوجنا إلى هذه الصفات

قال تعالى : " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين " . يا لها من صفات عظيمة ، وما أجمل الحياة عندما يتصف الإنسان بهذه الصفات المباركة الطيبة . وفي الحقيقة أن كل صفة من هذه الصفات تحتاج إلى محاضرة كاملة ، ولكن الحر تكفيه الإشارة .

· فهذه تسع صفات ذكرها الله عن المؤمنين تأملها وتفكر بها وحاول أن تتصف بها . فعلى حسب اتصافك بها ترتقي في منازل السائرين إلى الله ..

§ الصفة الأولى :

" التائبون " أي الملازمون للتوبة في جميع الأوقات عن جميع السيئات . فهل أنت كذلك؟!. حاول أن تكون التوبة جزء من حياتك اليومية كما كانت جزء من حياة النبي صلى الله عليه وسلم اليومية فقد قال صلى الله عليه وسلم [ يـأيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة ] .- رواه مسلم –

- قال شيخ الإسلام رحمه الله : العابد لله والعارف بالله محتاج إلى الاستغفار في كل لحظة .

§ الصفة الثانية :
" العابدون " أي المتصفون بالعبودية لله والاستمرار على طاعته من أداء الواجبات والمستحبات في كل وقت ، فبذلك يكون العبد من العابدين .

§ الصفة الثالثة :
" الحامدون " لله في السراء والضراء ، واليسر والعسر ، المعترفون بما لله عليهم من النعم الظاهرة والباطنة ، المثنون على الله بذكرها وبذكره في آناء الليل وأطراف النهار .

§ الصفة الرابعة :
" السائحون " فسرت السياحة بالصيام ، أو السياحة في طلب العلم ، وفسرت بسياحة القلب ، في معرفة الله ومحبته ، والإنابة إليه على الدوام .
- والصحيح أن المراد بالسياحة : السفر في القربات ، كالحج ، والعمرة ، والجهاد ، وطلب العلم ، وصلة الأقارب ونحو ذلك .

§ الصفة الخامسة والسادسة :
الراكعون الساجدون . أي المكثرون من الصلاة المشتملة على الركوع والسجود .

§ الصفة السابعة والثامنة :
" الآمرون بالمعروف " ويدخل فيه جميع الواجبات والمستحبات " الناهون عن المنكر" وهي جميع ما نهى الله ورسوله عنه .

§ الصفة التاسعة :
" الحافظون لحدود الله " بتعلمهم حدود ما أنزل الله على رسوله من الأحكام الملازمون لها فعلا وتركاً
· قوله تعالى : " وبشر المؤمنين " لم يذكر ما يبشرهم به ، ليعم جميع ما رتب على الإيمان من ثواب الدنيا والدين ، والآخرة ، فالبشارة متناولة لكل مؤمن ، وأما مقدارها وصفتها فإنها بحسب حال المؤمنين ، و إيمانهم ، قوة ، وعملاً بمقتضاه .
- قال ابن عباس رضي الله عنه : من مات على هذه التسع فهو في سبيل الله .