تعلّم كيف تحل مشاكلك بنفسك ..

كثيرة هي المشاكل التي يتعرض لها الفرد بين الحين والآخر..

فلا يكاد يمر يوم إلا وتواجهنا فيه مشكلة سواءً كانت بسيطة يمكن حلها بسهولة ،
أو معقدة تأخذ منا الكثير من الوقت والجهد والأعصاب. بعض الأشخاص يتمتع بقدرة عالية
على التعامل مع مشاكله بنفسه لكن الأكثر لا يقوى على ذلك وأمام هذا الصنف الأخير
يختلف المصير …

فإما أن يطلب من الآخرين مساعدته وهذا جيد ولا بأس به ، وإما أن يظل رهين مشاكله ،
حبيس أحزانه وهمومه ، لا هو قادر على حله ولا هو مستعين بمن يساعده
وهذا ولا شك خطأ كبير. فمهما عظمت فما عليك إلا أن تتبع الخطوات التالية:

أولاً :- حدد مشكلتك بدقة وبعبارات بسيطة مفهومة .

قد تبدو هذه الخطوة بسيطة وسطحية ولكنها في الحقيقة مهمة للغاية
فنحن كثيراً ما نندفع ونتسرع بوضع الحلول والبدائل قبل أن نحدد المشكلة بوضوح
وقبل أن نحدد ماذا نريد تحقيقه من تغيير ، كما أن التحديد للمشكلة يجب أن يكون
بعبارات واضحة قابلة للقياس وليس بعبارات عامة غامضة ، فمثلاً تحديد المشكلة كالتالي :
أنا مكتئب !! تحديد عام وغامض ، والتحديد الأفضل كالتالي :
أنا لا أشعر بلذة الحياة ، أرى الدنيا سواد ، أريد أن أكون وحدي دائماً ، أريد أن أموت !!!
فمن كان عنده هذه الأشياء هو قطعاً إنسان مكتئب لكن ميزة التحديد بهذا الشكل
توضح ما هوالسلوك المطلوب تغييره من ناحية ومن ناحية أخرى تبين ما هوالسلوك المطلوب
اكتسابه وبالتالي يمكن قياس مقدار التقدم في حل المشكلة .

ثانياً :- حدد أسباب المشكلة بصراحة ووضوح .

هناك أحداث في حياتنا أدت إلى ظهور المشكلة لا بد من معرفتها
لأنه بدون معرفة الأسباب الحقيقية للمشكلة لن نتمكن من حلها ،
كما لا بد من النظر في الأسباب القريبة المباشرة وكذلك الأسباب البعيدة أيضاً
لأن الحدث الأخيرهوالقشة التي قصمت ظهر البعير أما الأسباب الأخرى فهي التي مهدت
للمشكلة فعلى الأخ أن يسجل الأسباب فعلى سبيل المثال قد تكون الأسباب للمشكلة
التي افترضناها في الخطوة الأولى كالتالي :
- ذنوب ارتكبتها تشعرني بالإثم والذنب .
- معاملة والدي لي كانت سيئة أشعرتني بالتفاهة والإهمال .
- فراق من أحب ( بموت أو سفر طويل ) ترك فراغاً لم أستطع التكيف معه .
- أنا سمين ( أو قصير أو …. ألخ ) بشكل كبير وهذا يؤثر على نفسيتي .
إلى غير ذلك من الأسباب …

ثالثاً :- تعرف على العوامل المساعدة للحل وكذلك تلك التي تعيق الوصول للحل .

دائماً هناك ظروف بيئية خارجية وذاتية داخلية يمكن الاعتماد عليها للمساعدة في الحل
أوقد تكون عقبة في طريق الحل !! لذا لا بد من معرفة تلك المميزات المساعدة للاستفادة منها
وتلك العقبات حتى نعمل على تجنبها أوإزالتها إن أمكن فعلى سبيل المثال ومتابعة للمشكلة
التي افترضناها في بداية المقال يمكن تجديد العوامل المساعدة والمعيقة كالتالي :

العوامل المساعدة للحل :

1. الوضع الاقتصادي جيد يمكنني من فعل ما أريد والذهاب حيثما أريد .
2. أنا شاب ذكي قادر على فهم الأمور وإيجاد الحلول .
3. مللت من التعاسة والشقاء وعندي رغبة شديدة في الخروج من الأزمة .
العوامل المعيقة للحل :
1. أخي الكبير عصبي وكثير المشاكل ويشيع في البيت جواً من التوتر .
2. والدي متزوج من اثنتين وهناك مشاكل مع زوجة أبي .
3. أنا حساس وأسيء الظن بسرعة كما أنني عصبي ولا أتحمل أحد .

رابعاً :- اقترح أكبر عدد ممكن من الحلول مهما كانت تافهة وبسيطة .

في ضوء العوامل المسببة للمشكلة وبعد الأخذ بعين الاعتبار للظروف المساعدة والمعيقة للحل
نقوم بوضع أكبر عدد ممكن من الحلول مهما كانت تافهة وغريبة لأننا نسمى هذه المرحلة
( مرحلة عصف الأفكار ) فلا بد أن نطلق العنان للتفكير .

خامساً :- اختر أنسب حل من بين الحلول المطروحة .

هذه الخطوة من أهم الخطوات ولا بد أن يتم اختيار البديل بشكل علمي موضوعي
وليس بشكل عشوائي ويكون هذا الاختيار بناءً على المعايير التالية :
أن نختار الحل الذي يقضي على أسباب المشكلة .
أن نختار الحل الذي يمكن تطبيقه بسهولة ويسر .
أن نختار الحل الذي لا يكلفنا كثيراً في الوقت والجهد والمال ما أمكن .

سادساً :- ابدأ في تنفيذ الحل المختار فوراً ودون تأخير .

بعد هذه الخطوات لا بد من عدم الانتظار كثيراً لأن التباطؤ في التنفيذ قد يقتل الحل
وبدون هذه الخطوة يعتبر كل ما سبق جهداً ضائعاً لا خير فيه .

سابعاً :- قيم وتابعي وتعرفي على مقدار التحسن الذي طرأ .

بعد إعطاء فرصة مناسبة لتطبيق الحل الذي تم اختياره من الضروري عمل تقييم جديد للمشكلة
للتعرف على مقدار ما هو موجود منها ونسبة التقدم ، فإن كانت نسبة التقدم مقبولة
فمعنى هذا أن الحل الذي تم اختياره كان حلاً سليماً وموفقاً ،
وإن كان الأمر غير ذلك فهذا معناه أن الحل غير مناسب
لذا لا بد من اختيار حلاً آخر وهكذا .

وفي الختام

أتمنى للجميع حياة هانئة بلا مشاكل ولا توترات قدر الإمكان.