كيف نثقف انفسنا


الثقافة في أكبر تعريفاتها هي كل المعرفة التي يحصل عليها
المرء طوال حياته ، و تبدأ تلك المعرفة و التعلم منذ الولادة
و تنتهي بوفاة الإنسان ، و تعتمد الثقافة و التعلم على العديد
من الظروف و العوامل البيئية و الإجتماعية التي يمر بها كل
شخص ، بالإضافة إلى القدرات الخصة التي تفصل كل شخص
عن الآخر و تجعله مختلف . و الإنسان بهذا المفهوم هو في
سعي دائم إلى المعرفة و الثقافة .

أمّا الثقافة في العصر الحديث فهي مجموع المعارف و الخبرات
التي يمتلكها الشخص و التي تجعله متميزاً و صاحب نظرة ثاقبة
و رؤية مختلفة في الحياة ، و من أهم مكونات الثقافة المدخلات
المعرفية عن طريق السمع و البصر ، و تنمية الثقافة يكون
بزيادة تلك المعارف و الخبرات المسموعة و المرئية و التواصل
الإجتماعي .

أهم ما يزيد من ثقافة الإنسان و الطريق لتثقيف الذات هو القراءة
المستمرة في مجالات متنوعة إلى جانب مجال الإختصاص العلمي
أو الدراسي لدى الشخص ، و يجب أن تكون القراءة عادة لدى
الشخص لكي يزيد من ثقافته ، و من أهم المجالات التي يمكن أن
يقرأ فيها الإنسان الأدب كالشعر و الروايات ، و العلوم الإنسانية
كالتاريخ و الفلسفة و علم النفس و علم الإجتماع ، بالإضافة لى
الإطلاع على المستجدات التي يمر بها العالم عن طريق متابعة
الأخبار و الظروف الدولية و المحلية ، و الإطلاع على النظريات
و النظم السياسية و الإقتصادية حول العالم .

كذلك فإن المشاهدة للأفلام السينمائية العالمية و الوثائقية تزيد من
ثقافة الإنسان و اطلاعه على ثقافات المجتمعات الأخرى
و المشاكل التي يمر بها الإنسان حول العالم و تساعد في تنمية
المخيلة و الإبداع لدى الإنسان .

فضلاً عن هذا فإن الثقافة المسموعة من أهم الأشياء التي يجب
على الشخص أن يهتم بها لما لها من دور كبير في زيادة الصفاء
النفسي لدى الإنسان ، و معرفة الخصائص المميزة لكل شعب من
الشعوب و ثقافته .

إنّ كل تلك المدخلات التي يمتلئ بها العالم من حولنا تجعلنا نزيد
من ثقافتنا بشكل كبير ، و لكن هناك مشكلة كبيرة في كثافة
مصادر المعرفة في العالم الآن بسبب تطور تكنولوجيا الإتصالات
و سهولة الوصول إلى المعلومات ، لذا يجب التأني في الحصول
على مصادر المعلومات و انتقاء ما يفيد و ترك الغث .
و تلك ليست مهمة سهلة و لكنها تزيد من ثقافة الإنسان
و معرفته العامّة .