دورة لصيانة القلب


أخوتي فى الله
كل آلة نستخدمها تحتاج كل فترة إلى صيانة و متابعة لكي تعمل بشكل صحيح ،، و إن لم يقم الإنسان بصيانتها فإنها تتعطل ،، فتصبح مجرد خردة و يعلوها الصدأ
وكذلك القلوب تصدأ و تزيغ و تضل ثم تموت ... فما أحوجنا لصيانة قلوبنا ! التي هي أهم و الله من آلة نستخدمها و ما أحوجنا لجلأ صدأها




ولكي نتعلم صيانة قلوبنا يجب معرفة أنواعها ... وهي أربعة انواع كما قال صلى الله عليه وسلم :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ :

1/ فَقَلْبٌ أَجْرَدُ ، فِيهِ مثل السِّرَاجِ يُزْهِرُ ، فَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ وَسِرَاجُهُ فِيهِ نُورُهُ ،

2/ وَقَلْبٌ أَغْلَفُ مَرْبُوطٌ عَلَى غُلافِهِ ، فَذَاكَ قَلْبُ الْكَافِرِ ،

3/ وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ ، وَذَلِكَ قَلْبُ الْمُنَافِقِ ، عَرَفَ ثُمَّ أَنْكَرَ ،

4/ وَقَلْبٌ مُصَفَّحٌ ، وَذَلِكَ قَلْبٌ فِي إِيمَانٍ وَنِفَاقٍ ، فَمَثَلُ الإِيمَانِ فِيهِ كَمَثَلِ الْبَقْلَةِ يَمُدُّهَا مَاءٌ طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ فِيهِ كَمَثَلِ الْقُرْحَةِ ، يَمُدُّهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ ، فَأَيُّ الْمُدَّتَيْنِ غَلَبَتْ صَاحِبَتَهَا غَلَبَتْ عَلَيْهِ " .
رَوَاهُ شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، مَوْقُوفًا .




القلب الأول الذى نريد صيانة قلوبنا لتكون بوصفه : هو قلب المؤمن الذي فيه سراج مزهر ..

هذا هو القلب الحي
والنور الذي فيه هو نور الوحي الذي يستضيء به في حياته ،، وكلما كان مستجيبا وكان عاقلا ، كان النور أقوى

ومن صفات هذا القلب المؤمن الإنابة :
أنه ينزل في منزل الإنابة وهذا ما يميزه عن سائر القلوب لأنه لا يُنيب إلا تائب
ولذلك منزلة الإنابة تأتي بعد منزلة التوبة ... فيتوب أولا ثم ينيب
و الإنابة علامة الرجوع ،، والإسراع في هذا الرجوع

مثال لذلك سيدنا داوود عليه السلام
قال تعالى: ﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ﴾(ص: 24)

وقد أمر الله عز وجل عباده بأن يُنيبوا إليه
قال الله تعالى: ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ) ( الزمر:54)

وجعل الله تبارك وتعالى الإنابة بشرى لعباده الصالحين
فقال تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ) ( الزمر 17 )



قال شيخ الإسلام الهروي الأنصاري في منازل السائرين :
** أن الإنابة ثلاثة أنماط :
1) الرجوع إلى الحق إصلاحا كما رجع إليه اعتذارا.
2) والرجوع إليه وفاء كما رجع إليه عهدا.
3) والرجوع إليه حالا كما رجع إليه إجابة.

*** وإنما يستقيم الرجوع إليه إصلاحا بثلاثة أشياء:
بالخروج من التبعات والتوجع للعثرات واستدراك الفائتات.

*** وإنما يستقيم الرجوع إليه وفاء بثلاثة أشياء:
بالخلاص من لذة الذنب وبترك الاستهانة بأهل الغفلة تخوفا عليهم مع الرجاء لنفسك وبالاستقصاء في رؤية علل الخدمة.

*** وإنما يستقيم الرجوع إليه حالا بثلاثة أشياء:
بالإياس من عملك ومعاينة اضطرارك وشيم برق لطفه بك.



فإذا فعلت كل هذا ==> كنت من المُنيبين ،، فهنيئاً لك