قبل عام واحد من اليوم، 8 مارس، ودّع 239 راكبا ذويهم في مطار كوالالمبور الماليزي، على أمل الاتصال بهم عند الوصول إلى العاصمة الصينية «بكين»، ؛ واتجه المودعون إلى منازلهم الآمنة، فيما صعد المسافرون على متن طائرة البوينج 777، التي تحمل رقم 370، حيث أقلعت الطائرة بعد منتصف الليل بإحدى وأربعين دقيقة، لتختفي من على شاشات الرادر بعد نحو 50 دقيقة من الإقلاع، لتشكل لغزًا جويًا لم يُحل حتى الآن.
انتشرت الأنباء، ليتابع أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية شاشات التلفاز، التي نقلت مباشرة عمليات البحث، التي شاركت فيها 82 طائرة و84 سفينة من 26 دولة، تلك العمليات التي أسفرت عن «لا شىء»، دأب الجميع للوصول إلى قطعة حطام، جزء من سترة نجاة، أو جهاز تعويم، أو حتى قطعة من أصبع إنسان، إلا أن البحث الذي استمر حتى يناير من العام الحالي لم يكشف اللغز، وقتها، أعلنت السلطات الماليزية توقفها بشكل جزئى عن البحث، وصنفت اختفاء الرحلة «370» بعبارة «حادث» لتفتح المجال أمام التسويات القانونية التي عرضت فيها سلطات الطيران الماليزية 50 ألف دولار لأهل كل متوفى «مختفى»، مُعلنة أن شركة الخطوط الماليزية «يؤسفها أن تبلغكم أنها تفترض بما لا يدع مجالا للشك فقدان الطائرة التي تقوم بالرحلة إم إتش 370 من دون نجاة أياً من ركابها»، إلا أن العديد من أسر الضحايا لا يزالون في حالة هي خليط من الصدمة والغضب.
ففى بيان صحفى، الجمعة، 6 مارس، تحدث فيها مُحامى بالنيابة عن عائلات الضحايا، وجّه الأهالى لومًا شديدًا للحكومة الماليزية، التي أوقفت عمليات البحث على الرغم من عدم وجود أدلة مادية على وقوع حدث كارثي، مشيرين إلى أنهم «لن يتخلوا عن الأمل حتى يحصلوا على أدلة واضحة تُكشف ما حدث للطائرة المنكوبة»، حسب شبكة سي بي أس، الأمريكية.
ووفقًا للحكومة الماليزية، لا تزال 4 سفن للبحث تجوب جنوب المُحيط الهادي في محاولة للحصول على دلائل، وتقول الحكومة إن السفن غطت ما يقرب من 45 % من المنطقة المستهدفة حتى الآن، في محاولة للإجابة على السؤال الغامض: أين ذهبت الطائرة؟
بمجرد اختفاء الطائرة، شرعت وسائل الإعلام في نشر تكهناتها الخاصة وتفسيراتها للغز «التبخر»، وقتها؛ قالت هيئة الإذاعة البريطانية إن الضحايا ظهروا كـ«متصلين» بعد اختفاء الطائرة، فلو كانت الطائرة سقطت في أعماق المُحيط، فكيف نجت هواتفهم رغم أن أقدرها على تحمل المياه لا يستطيع الصمود تحت 30 مترًا من المياه؟.
ربما يكون وجود رجال من الشرق الأوسط على متن الرحلة شبهة كافية لإثارة الذعر، فقد كان على متن الطائرة الماليزية شخصين إيرانيين، فهل ساهموا في اختطاف الطائرة وإخفاها؟ سؤال لم يستطع أحد الإجابة عليه.
«تصبحون على خير» كانت أخر كلمة قالها مُساعد الطيار قبل إغلاقه لنظام الاتصال وتحديد المواقع بشكل «متعمد»، خمسة ركاب تخلفوا عن موعد الإقلاع، صورًا لقائد الطائرة أثناء اصطحابه لـ«حسناوات» داخل قمرة القيادة، كلها أمور تُزيد من لغز الاختفاء الغامض للطائرة المنكوبة، فما هي احتمالات اختطاف الطائرة؟.
يجيب على السؤال تقريرًا صحفيًا نشرته BBC، عقب الحادث بنحو 3 أشهر، جاء فيه أن الطائرة ربما تكون اتجهت إلى عدد من الأماكن، «جزر أندامان» هو المكان الأول المُرشح لإخفاء الطائرة، وهى منطقة واقعة بين إندونسيا وسواحل تايلاند وبورما، وربما تكون الطائرة اتجهت إلى «كازاخستان»، وهي من دول آسيا الوسطي، في طرف الممر الشمالي حيث يجرى البحث عن الطائرة، لذا يمكن افتراضيًا أن تكون الطائرة قد هبطت هناك.
يشير القمر الصناعي «بينج» إلى أن الطائرة ظلت تعمل لمدة لا تقل عن 6 ساعات بعد اختفائها من شاشات الرادار الماليزية، ويعتقد أن الممر الجنوبي يعد أكثر احتمالا بالنسبة لطائرة تجنبت حتى الآن التقاط أنظمة الرادار لها، وهناك تكهنات على مواقع الإنترنت تقول إن الطائرة ربما كان يقودها انفصاليون من عرقية الويغور المسلمين في الصين وخصوًصا أنه كان على متن الطائرة 153 راكبا صينيا من بين ركاب الطائرة البالغ عددهم 239 راكبا.
«القاعدة» خطفت الطائرة، حسب تغريدة لـ«روبرت مردوخ» على موقع تويتر جاء فيها: «يبدو العالم مذهولا من اختفاء الطائرة بوينغ 777. ربما لم تتحطم، ولكنها اختطفت، وأخفيت بشكل جيد، ربما في شمال باكستان، مثل بن لادن».
هل يمكن أن تكون الطائرة قد اختطفت لاستخدامها في هجوم إرهابى، احتمال من بين أكثر النظريات الغريبة انتشارًا؛ هو أن الطائرة قد اختطفت من قبل إرهابيين لارتكاب هجوم على غرار ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر.
نظريات عدة تناولها الإعلام والخبراء، إلا أن الإجابة على السؤال لا تزال محصورة بين «التكهنات» و«الآراء» غير المدعمة بالدلائل العلمية، ليبقى اللغز حاضرًا بقوة في وعى وذاكرة العالم، فأين ذهبت الطائرة الماليزية؟.