بسم الله الرحمن الرحيم
أعداد الملائكة .. فالملائكة لا تحصى أعدادهم و هناك ما يثبت ذلك فقد قال الله سبحانه وتعالى :

وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) (سورة المدثر)

فالملائكة من جنود الله عز و جل ، و من جنود الله عز و جل الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين ، قد تأتي هذه الجنود فتضع الرجل في القبر . فهذه من جنود الله عز و جل . وعلى كل فالملائكة من جنود الله والله سبحانه و تعالى يقول : وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ ، هذا النفي و الاستثناء المقصود به أن أعداد الملائكة لا تعد ولا تحصى والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :

" عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرً ".

والسماوات -كما تعلمون - المسافات بين النجوم يصعب على العقل تصورها ... يعني الفضاء الخارجي .. شيء عجيب جداً .. بين المجرات مسافات شاسعة الله سبحانه و تعالى ذكرها في كتابه الكريم قال :

فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) (سورة الواقعة)

إذا كان أقرب نجم للأرض عدا المجموعة الشمسية يبعد عنا أربعة آلاف سنة ضوئية . فإذا ظهر منه ضوء إلى أن يصل الضوء إلينا يحتاج إلى أربعة آلاف عام . ضوء القمر يصل إلينا في ثانية واحدة ... ضوء الشمس في ثماني دقائق .. المجموعة الشمسية ثلاث عشرة ساعة ... نجم القطب أقرب نجم إلى الأرض عدا المجموعة الشمسية يحتاج ضوءه إلى أربعة آلاف سنة ضوئية . لو أن هناك طريقاً إليه و ركبنا سيارة لاستغرقت الرحلة أكثر من سبع وعشرين مليون مليون سنة هذا أقرب نجم ... ، وأبعد نجم اكتشف حديثاً ... ثلاثة عشر ألف مليون سنة ضوئية . فضوء هذا النجم كان قد تألق و النجم في هذا المكان ومضى على تألقه ثلاثة عشر ألف مليون سنة والآن وصل إلينا . فالآن ! أين هذا النجم؟ لا ندري !

يوم كان في هذه الجهة وأصدر ضوءه استغرق ضوءه حتى يصل إلينا ثلاثة عشر ألف مليون سنة ، أين هؤلاء .. لا ندري هذه المجرات سرعاتها تقترب من سرعة الضوء ... يعني تقطع في الثانية الواحدة مائتين وأربعين ألف كيلو متر . و كانت في هذه الجهة قبل ثلاثة عشر ألف مليون سنة ... فأين هي الآن ؟! فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ، لو تعلمون ! لو تدرسون! لو تطلعون على حقائق الفلك ! لو توضع هذه الحقائق بين أيديكم ! لخشعتم لله عز و جل ، لذلك يقول الله عزّ وجل:

وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) (سورة فاطر)

العلماء وحدهم يخشون الله .. فكن عالماً حتى تخشى الله ولن تخشاه إلا إذا كنت عالماً و لا يستخف بأوامر هذا الدين إلا الغبي الجاهل الأحمق . " أطّت " .. يعني صوتت لكثرة الملائكة ... مثلاً ... لو أن غرفة أرضيتها من الخشب و جلس في هذه الغرفة ما يزيد عن طاقة استيعابها لسمعت لهذا الخشب صوتاً . صوت الخشب دليل أنها تحمل فوق طاقتها .

" أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا و فيه ملك ساجد أو راكع". فأعداد الملائكة إذن ما في هذه السماوات و ما في هذا الفضاء الخارجي موضع قدم إلا و فيه ملك ساجد أو راكع ، أما أصنافها و وظائفها فقد جاء في النصوص الشرعية أن الملائكة أصناف وكما قلت لكم في الدرس الماضي إن هذا الموضوع له مصدر واحد هو كتاب الله و ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا نستطيع أن نزيد على النصوص شيئاً ... لا إضافة و لا تحليلاً و لا تفخيماً و لا حذفاً ... أبداً .

هذا الموضوع مسلك الإيمان به مسلك الخبر الصادق . و الخبر الصادق هو القرآن الكريم لأنه قطعي الثبوت قطعي الدلالة ... يضاف إلى القرآن الكريم ما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فهناك الصنف الأول أكابر الملائكة و من أكابر الملائكة سيدنا جبريل و ميكائيل و في التنويه بهما قال الله تعالى :
مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98) (سورة البقرة)

ورد اسم سيدنا جبريل و ميكال أو " ميكائيل " . أما جبريل عليه السلام فهو صاحب الوحي إلى الأنبياء و الرسل عليهم السلام و في التنويه بوظيفته .. هذه .. و أمانته قال الله تعالى في سورة الشعراء :

وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) (سورة الشعراء)

فسيدنا جبريل من أسمائه في كتاب الله أنه أمين و حي السماء و من أسمائه أنه الروح و هذا الروح الأمين .
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ، و قد بيّن الله سبحانه و تعالى أفضليته إذ شرفه فخصه بالذكر و قدمه في الترتيب على سائر الملائكة و جعله ناصراً لرسوله في معرض تهذيب نساء الرسول إذا تظاهرن عليه ...

إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) (سورة التحريم)

ما هذا الكيد يا رب ! ... فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير . وصالح المؤمنين كما يقال في تفسير هذه الآية .. أبو بكر و عمر والملائكة بعد ذلك ظهير كل هؤلاء ليقفوا في وجه كيد النساء ..

فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) (سورة يوسف)

إن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه .. خالق السماوات والأرض وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذك ظهير ، ولذلك لما وصف ربنا عز وجل كيد الشيطان قال :

الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) (سورة النساء)

فلما وصف كيد النساء قال : إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ .. نعوذ بالله من كيد النساء . فأحياناً امرأة واحدة تسبب خصومات و قطيعة بين عشر أسر وقد تودي إلى الطلاق و إلى الجريمة ... والخبراء في الجرائم يقولون في كل جريمة فتش عن امرأة " طبعاً استنباط جانبي " ، وسماه الله روح القدس ، والقدس خلاصة الطهارة وأصلها وسرها .. شيء مقدس .. طاهر .. نقي وذلك تكريماً له فقال تعالى في سورة البقرة :

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) (سورة البقرة)

و مدحه الله سبحانه تعالى سيدنا جبريل في ست صفات معروضة في كتاب الله فقال في سورة التكوير :

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ (22) (سورة التكوير)

فهو رسول .. وفي هذا اصطفاء .. و هو كريم و في هذا تشريف .. وهو ذو قوة .. وهو مكين .. أي ذو مكانة و هو مطاع بين الملائكة لذلك قال بعض العلماء إن جبريل رئيس الملائكة .. و الجان ورئيس الجن ... ومما يدل على رياسته - لك أن تقول رئاسته و رياسته - رئاسته على التحقيق و رياسته على التخفيف و على التسهيل . إنه أمين في تبليغ رسالات ربه القولية و العملية ..

هذا عن سيدنا جبريل , أما سيدنا ميكائيل " أو ميكال " فقد ورد أنه صاحب أرزاق العباد الموكل بها , و من جملة أكابر الملائكة الذين وردت بهم الأخبار إسرافيل , أما إسرافيل فقد ورد أنه صاحب الصور :

يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) (سورة النبأ)

الذي ينفخ فيه بأمر الله - النفخة الأولى فيهلك من في السماوات و من في الأرض إلا من شاء الله , استثناهم من الموت بهذه النفخة لأن الله يتولى قبض أرواحهم بدون وساطة في نفخة الصور , ثم ينفخ فيه النفخة الثانية فيبعث كل المخلوقات إلى الحياة بعد الموت ، قال تعالى :

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68) (سورة الزُمر)

الصور طبعاً البوق ، والبوق كما قال العلماء : مخلوق أعده الله ليكون به النفخ لإهلاك الأحياء في السماوات و الأرض عند قيام الساعة " وأما عزرائيل فهو ملك الموت لا بنص كتاب الله و لكن كما جاء في بعض الأخبار المأثورة , يعني كلمة عزرائيل لم ترد حتى في الأحاديث الصحيحة وردت في الأخبار المأثورة .. لكن عزرائيل اسمه شائع جداً بين الناس لشدة علاقتهم به ، وبعض الروايات بعد أن يُهلك الله سبحانه وتعالى من في السماوات والأرض تنفيذاً لقوله :
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) (سورة القصص )

فعزرائيل يأمره الله يقبض أرواح كل مخلوق ولا يبقى إلا هو .. فيقول الله سبحانه وتعالى مُت يا ملك الموت . فيذوق طعم الموت فيقول و الله لو أنني أعلم أن هذا طعم الموت ما تمنيت أن تكون هذه وظيفتي , لأنه كما قال عليه الصلاة و السلام :

" حَدَّثَنَا أبَو عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ يَشُكُّ عُمَرُ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ " .

أعاذنا الله منها ، ومن أصناف الملائكة أيضاً حملة العرش ، ليس معنا إلا هذه الآية :

وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18) (سورة الحاقة)

لا تستبعدوا !!! هناك آيات لا ندري تفسيرها إلا بعد الموت يعني كيف يحمل هؤلاء عرش الله عز و جل ؟ والله أعلم هكذا ورد في القرآن الكريم . و صنف آخر هم الحافون حول العرش ، الحملة شيء والحافون حوله شيء آخر ، قال تعالى :

وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) (سورة الزُمر)

من أصناف الملائكة أيضاً .. ملائكة الجنة .. ففي وصف أهل الجنة قال الله تعالى في سورة الرعد :

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23) سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار (24) (سورة الرعد)

و من أصناف الملائكة أيضاً .. ملائكة النار .. و اسمهم الزبانية فقد و صف الله تعالى " سقر " مبيناً أن المشرفين على العذاب فيها تسعة عشر من الملائكة فقال تعالى :
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) (سورة المُدثّر)

هذا الذي :

إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً سورة المُدثّر)

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) (سورة التحريم)

فملائكة النار - غلاظ شداد " وهل يكون السجّان ناعماً ؟!! " .. لا .. و في تسمية ملائكة التعذيب بالزبانية ورد هذا في قوله تعالى :

كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَه (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (س) (19) (سورة العلق)

رئيس ملائكة النار و خازنها اسمه مالك و الدليل على ذلك من قوله تعالى :

وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) (سورة الزُخرف)

أجمل وأدق وصف أن من كان في النار لا يموت فيها و لايحيا لا يموت فيستريح ولايحيا فيسعد .. لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ .

الآن : هناك من أصناف الملائكة صنف موكل ببني آدم و هؤلاء أصناف .. منهم الموكلون بنفخ الأرواح في الأجنة .. و منهم موكلون بمراقبة أعمال المكلفين و حفظها وإحصائها و تسجيلها و كتابتها في صحف الأعمال و عندهم القدرة على علم جميع ما يفعله الناس من خير أو شر فيحصونه إحصاءاً تاماً دونما غفلة عن شيء منه أو نسيان لشيء منه .

إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) (سورة ق)

فالحركة .. والسكنة .. واللفظة .. والكذب . والفحش ..و المزاح الرخيص ..و الغيبة .. والنميمة .. والاستهزاء .. والسخرية .. والكبر .. مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . لكن العلماء نهوا عن أن يسأل الإنسان كيف يكتبون وكيف يسجلون , هذا شيء في علم الله سبحانه وتعالى .. والذي يعنينا أنهم يكتبون .. و الحساب آنٍ .. و كتابه فيه كل صغيرة وكبيرة :

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) (سورة الكهف)

في آية أخرى :

كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) (سورة الإنفطار)

فالمسجلة تسجل كل صوت , لكنها لا تعلم أن هذا الكلام حق أو باطل .. خير أو شر .. فالملائكة ليسوا كائنات يتلقفون أعمال الإنسان من دون فهم .. هم يعلمون أن هذا العمل خير وهذا شر وهذا يُعرض على الله ، لذلك جاء في بعض الأحاديث الشريفة أن الله عز و جل رحمة بعباده جعل الملك الذي على الكتف الأيمن أميراً على الملك الذي على الكتف الأيسر . فإذا فعل الإنسان سيئة لا يستطيع ملك الشمال أن يسجل إلا بأمر من ملك اليمين .. و ملك اليمين ينتظر .. لعله يتوب .. ولعله يندم ..و لعله يراجع نفسه .. ولعله يصلح .. ولعله يتألم .
إذا فعل الإنسان الشر وأصر عليه وافتخر به ولم يتب منه ولم يندم عليه عندئذ يأمر ملك اليمين ملك الشمال أن يكتب عليه هذا العمل :

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) (سورة يس)

وهذه الآية دقيقة جداً .. نكتب ما قدموا .. و آثارهم .. كيف رجل مثلاً .. زنى و الزنى كتب عليه .. بعد أن يزني و دون أن يتوب و دون أن يستغفر ..وبعد أن يفعل هذه المعصية .. يكتب عليه هذا العمل ، هذا معنى قوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ ، و آثارهم ؟ هذه الفتاة التي أصبحت زانية .. أعادت الكرة فأصبحت مومساً .. أنجبت أولاداً بالحرام .. فجعلتهم يفعلون فعلها .. لو تتبعت ما أتى من هذه الزانية لألف عام قادم …يكتب على الزاني الأول فعله – والآثار المترتبة عليه وهذا الذي طلق هذه المرأة - طلقها ظلماً - فكفرت بربها لأنها حنقت على زوجها الذي يصلي .. يصلي و طلقها لسبب تافه .. وحينما حنقت عليه تركت الصلاة - وعندئذ خرجت عن طريق الحق- فعلت ما فعلت . كل الذنوب التي ترتكبها هذه المرأة .. و ذريتها .. إلى يوم القيامة في صحيفة الذي طلقها ظلماً .

" إن الطلاق يهتز له عرش الرحمن " فالإنسان قبل أن يطلق يجب أن إلى المليون . ومائة المليون ولا سيما إن كان له أولاد من هذه الزوجة ، والله الذي لا إله إلا هو إنَّ هذه الآية تقصم الظهر : إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ .
فحينما قُمت بتصليح هذه السيارة ولم تعتنِ بضبط أجزائِها وأعطيتها صاحِبَها فرَكِبَ مع أهلِهِ وأولادِهِ وزوجتِهِ ، فتدهورت ومات الزوج والزوجة بقي الأولاد الصغار، الأولاد الصِغار لا مُعينَ لهم فنشأوا منحرفين ، من يُصدّق أنَّ هذا الذي أهمل تصليح السيارة سيُحاسب عن هذهِ الآثار : إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ .

وإنسان أرسل ابنه إلى بلاد الأجانب ليتعلّم اللغة الأجنبية ، طبعاً يسكن في غرفة عند أسرة ، وهذه الأسرة متفلتة من الأصول فموضوع الزِنى سهل عِندهم ، فذهب إلى هذه البلاد وعاد يُتقن اللغة الإنكليزية لكنهُ عادَ زانياً.

والله عزَّ وجل يُريهِ يومَ القيامة أنَّ هذا الابن الزاني كيف اختار امرأةً زانية وكيف أنجبَ منها ذُريّةً فاسدة وكيفَ أنَّ كُل الانحراف بسبب أنه أرسله ليُتقن اللغة الأجنبية فيُحاسب عن كُل هذا الفساد ، ولذلك فالأب أو الابن يوم القيامة استحق أحدهما دخول النار ، هذهِ الآية دقيقة جداً : إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ .

ومن أصناف الملائكة الموكلين ببني آدم ... المعقبات الحفظة الذين يحفظون الناس بأمر الله من شر كل ذي شر خفي كان أو ظاهر .

.. طريق خطر .. تقول اخترت فهناك ملك يلهمك أن تسير في ذاك الطريق فيأتي الاختيار لصالح سلامتك . و أحياناً إنسان شرير ... يصرف عنك .. " ملك صرفه عنك .. " وأحياناً ننسى الكهرباء وهي مقطوعة لو أنها جاءت بالليل لأحرقت المحل ، وبعد أن خرجت بخمسين متراً تعود إلى المحل من الذي أرجعك إلى المحل ؟ الملائكة .. والدليل قوله تعالى :

لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (11) (سورة الرعد)

في حياة كُل واحد منا إذا كان طاهراً مؤمناً يشعر أن الله عزّ وجل قد نجّاه من آلاف الورطات ومن آلاف المشكلات ، إبريق شاي على الطاولة يخطر ببالي أن أدخله إلى الداخل ، يكون الابن على الأرض فيشده ، فلو لم أدخله لصارَ معهُ مشكلة لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، وهؤلاء الصغار الملائكة يحفظونهم بأمر الله قد يقع مئة مرة على الأرض وقد تسمع جمجمته مثل الطنين حين يقع على الأرض ثم يقف .. لاشيء في صحته يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .

و الله أحدهم أخبرني أن ابنه الصغير وقع من مقعد الجلوس إلى الأرض على السجادة مسافة لا تزيد عن الأربعين سنتمتراً فإذا بخرّاج في الجمجمة و عملية كلفته عشرات الألوف وقلقاً و تعباً فالله عز و جل إذا حفظ فإنه يحفظ .
... أي إن للإنسان ملائكة يتعقبونه لا يفارقونه بل يُرافِقونَهُ في جميع الجهات ... من بين يديه و من خلفه يحفظونه من المخاطر الظاهرة و الخفية بأمر الله ... و ضمن حدود قضاء الله و قدره .

" أحدهم يقول لك كنت في سيارتي على الطريق فنمت .. رأيت مناماً والسرعة 120 ..رأى حلماً! و بعدها صحي ! .. لايزال على الطريق ... من أيقظه ؟ ... يحفظونه من أمر الله . من هذا القبيل .. هناك ملايين القصص . هذه الآية .. الدقيقة جداً ، وهذه الآية تبث المحبة في قلوبنا تجاه الله عز و جل ، لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ . و بالمناسبة .. عندما يسافر الإنسان .. هناك دعاء للسفر :

أنت مُسافر وزوجتك أرسلت ابنك ليأتي بالخبز فإذا في الطريق سيارات، وأشرار ، و عُتاة فمن يحفظهُ في الطريق ؟ الله سبحانه وتعالى ، أرسلت ابنتك إلى المدرسة " في الصف الأول " لا يوجد عندها وعي قد تأتي سيارة مُسرعة ، وقد تقطع الطريق بشكل فمن يحفظها ؟ إذا كنت مسافراً وقرأت الدعاء " اللهم أنت الرفيق في السفر ، و الخليفة في الأهل و المال و الولد " الله سبحانه وتعالى يحفظ لك الأسرة والولد . فمن يستجيب لك ويحفظ لك كل ذلك .. الله عز و جل يتفضل و يحفظ ذلك لك .. ولأولادك و زوجتك و أهلك و مالك ..سافر و أنت مطمئن ... الله سبحانه و تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم .. و الملائكة يحفظون هؤلاء لأنك دعوت الله ... قبل أن تسافر .... و من هؤلاء الموكلون بابن آدم ملائكة الموت ، قال تعالى :

وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61) (سورة الأنعام)

هؤلاء الرسل - سبحان الله - يأتون إلى المؤمن بأجمل صورة ، واحد على فِراش الموت وأولاده من حوله قال لهم قبِّلوا يد عمّكم ، أين عمكم لا يوجد أحد ، أحب الناس إليه أخوه فجاء الموت بصورة أخيه .. أحياناً يأتي ملك الموت بصورة صاحب حميم .. بأجمل صورة هؤلاء الرُسل .. وقد يأتي ملك الموت بابشع صورة .. وقد يأتي على شكل ثعبان أقرع أو على شكل مخلوق مخيف ، واحد طرقَ الباب على صديقه فسمع ندباً وصُراخاً فتوقّع أنّهُ ميتٌ يموت فغادر وبعدما غادر فُتِحَ الباب ، تفضّل، استغرب ودخل لِعنده وجدهُ يرتجف فسألهُ خيراً فأجابه : أتُشاهد هذه الطاقة هناك خرج منها واحد مُخيف ذو قرون وجهه كبير أسود ، أظافرهُ طويلة يريد أن يخنقني ، طبعاً هذا ملك الموت .
وواحد يُخبر الإطفاء ، حريق ، فتأتي الإطفائية ولا تجد شيئاً ، فرُسل الموت يأتون إلى الموتى بأبهى صورة .

واحد مُصاب بالفالج يجلس في سريره توفي بعدها رآه ابنه في المنام فقال له ياأبي ما فعل الله بك ؟ قال له كنت مريضاً بلى آلمّني منكم جاءني اثنان حركاني فشفيت فأنتم بكيتُم ، فعندمّا كُنتُ مريضاً كنتم ساكتين وعندما شفيت بكيتم ، اثنان ممرضان أو طبيبان عالجاني علاجاً خفيفاً بدون أي ألم ومشيتُ معهما .

وكلما قضى الإنسان حياته بالطاعة .. بضبط نفسه، وبغض بصره ، وبتحرير دخله وبالإحسان إلى الناس وبذكر الله ، فإنه يستحق أن يموت ميتة يشتهيها كل إنسان ... ينقلب القبر روضة من رياض الجنة . وفي آية أخرى :

قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) (سورة السجدة)

رسلنا الملائكة و ملك الموت رئيس ملائكة الموت - كما روت الأخبار والآثار - سيدنا عزرائيل . ومن تفسير بعض الآيات :
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) (سورة النازعات)


النازعات ملائكة الموت ينزعون أرواح الكفار نزعاً ، والناشطات ملائكة الموت يأخذون أرواح المؤمنين أخذاً نشطاً . وبعضهم قال هناك ملائكة موكلون بأمور أخرى ... من تفسيرات هذه الآية :

وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) (سورة الصافات)

وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) (سورة الذاريات)

من بعض تفسيرات هذه الآيات .. أنها الملائكة ، و لها تفسير آخر أنها آيات كونية .. وعلى كل هناك مهمات أخرى لايعلمها إلا الله .

ملخص هذا الفصل : الملائكة مخلوقات مغيبة عنا ..لانراهم .. ذات أجسام نورانية لطيفة .. لا نراهم في الحالات العادية .. قادرون على التشكل بالأشكال الجسمانية المختلفة المرئية لنا . ذوو قدرات خارقة:

قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) (سورة النمل)

عرش الملكة بلقيس ينتقل من اليمن إلى القدس قبل أن يرتد إليك طرفك ! ... لا حصر لهم .. مقربون إلى الله تعالى .. طائعون له .. لا يعصونه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون لا يتناكحون ، ولا يتناسلون ، ولا يأكلون ، ولا يشربون ..و إنما هم عباد مكرمون يحملون رسالات ربهم في العالمين ويؤدون وظائفهم في الأكوان بحسب مجرى الأقدار - ليس لهم رأي خاص - أي يحفظونه بقضاء الله و قدره ...و ملائكة العذاب يعذبونه بقضاء الله و قدره ... وينفذون أوامر الله بحذافيرها ... على مراد الله العزيز الجبار .