مخالفة السنة من فتن العصر


زين أعداء الله في عصرنا هذا لشبابنا ولنسائنا ولفتياتنا مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة أن التحلي بمتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف ورجعية ، وأغروهم أن يتشبهوا بهم في زيهم وتغيير أشكالهم وصبغ وجوههم وتغيير هيئاتهم التي اختارها الله تعالى لهم وصورها لهم فأحسن صورهم

وحضوهم أن يتخلوا عن طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المأكل والملبس والمشرب والمنكح ، ويتشبهوا بالكفار المغرورين في طريقة تناول الطعام وكيفية لبس الزي ، ويقلدونهم في حياتهم وأخلاقهم وبيوتهم ، وكان هذا من غفلتنا عن ديننا ونسياننا لسنة رسولنا

فانتبهوا أيها المسلمون واحذروا هذه الفتن ، وارجعوا مسرعين إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يحقق لنا الله ما نرجوه ونصبوا إليه في هذه الحياة ، فالحياة كما قال الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه: {الدنيا ساعة فاجعلها طاعة} فالدنيا ساعة تمر على الإنسان ولا يعلم فيها نهايته

فربما تأتيه نهايته وهو يمشي في الطريق أو وهو جالس وسط أولاده بل ربما يضع اللقمة في فيه ولا يمضغها وربما يرفع الشربة إلى فمه فيقبضه ملك الموت ولا يذوقها ، وربما يرفع رجله ولا يضعها وربما ينام ولا يقوم أبداً إلا بعد نفخة الفزع الأكبر ، حياتك يا أيها الإنسان في قبضة الرحمن فاغتنم هذه الساعات والأوقات وكن متشبهاً برسول الله صلى الله عليه وسلم في أحواله

وأنت الإمام لأهل بيتك فخذهم معك في المسيرة ، زوجتك وأولادك فقد ألقى عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم المسئولية ، وقال صلى الله عليه وسلم: {كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ}{1}

فكما أنك مسئول عن طعامهم ومسئول عن شرابهم ومسئول عن مسكنهم ومسئول عن تعليمهم ومسئول عن كل أحوالهم ، فأنت أمام الله مسئول عن دينهم وقد قال لك الله فى محكم الذكر: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} طه132

فإذا ما كنت بين يدي الله فيسألك عن الدين ، ماذا علمت منه لأولادك؟ وماذا حفظت منه لبناتك وبنيك؟ وماذا أقمت منه في بيتك؟ وماذا ورثته لأسرتك؟ فهذا دين الله الذي ورثه الله لنا في هذه الحياة وأمرنا أن نورثه للذرية حتى نكون كما قال الله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} الطور21

فنكون جميعاً في معية رسول الله وفي دار رضوان الله أحياء عند ربهم يرزقون