لأول مرة، أظهر العلماء أنه من الممكن لشخصين من نفس النوع «إنجاب» طفل دون الحاجة إلى الحيوانات المنوية الذكورية أو البويضات الأنثوية.

وحسبما ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، تمكن باحثون من جامعة «كامبريدج» البريطانية من اكتشاف طريقة تسمح بتحويل الجلد البشرى إلى خلايا «جنسية» قادرة على الانقسام وتكوين أجنة بشرية.

وتكللت تجارب العلماء على الفئران بالنجاح، حيث تمكنوا من تحويل خلايا جلد فأر التجارب إلى ما يعرف بالخلايا الجرثومية البدائية، وهى نوع من الخلايا التي تُمثل «سلائف» البويضات والحيوانات المنوية، وبقى نجاح التجارب على الإنسان قيد التشكيك حتى تمكن العلماء من صياغة نفس النوع من الخلايا باستخدام جلد بشرى تبرع به 5 أشخاص بالإضافة إلى خلايا جذعية جنينية مُستمدة من أحد بنوك الخلايا.

«عظيم صورانى» أستاذ علم وظائف الاعضاء والاستنساخ بجامعة كامبريدج، وأحد المشاركين في ولادة أول طفل أنابيب عام 1978، قال في حديث نقلته الصحف الإنجليزية إن الفريق نجح في الخطوة الأولى والأكثر أهمية من تلك العملية، ألا وهى القدرة على «تصنيع» الخلايا الأم للبويضات والحيوانات المنوية داخل المعمل، ويشير «صورانى» إلى تمكنه من تحديد الجين المسؤول عن «إعادة برمجة» الخلايا الجرثومية البدائية وتحويلها إلى خلايا جنسية خلال تلك التجربة.

وستصبح تلك التقنية مُتاحة للتنفيذ خلال عامين على الأكثر، حسب «صورانى» الذي يقول إن الفوائد الأكثر وضوحا لذلك الاكتشاف تكمن في الأزواج «المثليين» الذين يرغبون في إنجاب أطفال معًا، مشيرًا إلى أن تلك الطريقة يمكن أن تساعد أيضا الأزواج الذين تضرروا من العقم.

بالطبع، شيئًا من هذا القبيل لابد أن يشعل عددًا من المخاوف الأخلاقية على غرار البحوث التي أسفرت عن ولادة طفلة باستخدام الحمض النووى المُستمد من ثلاثة آباء، حسب تصريحات «روين لوفيل بادج» رئيس المعهد البريطانى للبحوث الطبية والتى نقلتها مجلة «الخلية»، إلا أن «صورانى» عاد وأكد أن تطبيقات استنساخ البشر «ليست الاستخدام المحتمل الوحيد لهذه التقنية»، فيمكن استخدام ذلك الاكتشاف في «محو» الطفرات الجينية المسؤولة عن الأمراض المرتبطة بالعمر، وهو الأمر الذي سيحسن، على حد قوله، حياة البشر.