لم تتحسن نتائج بروسيا دورتموند في الدوري الألماني إلا مع عودة ماركو رويس من الإصابة التي ضربته في أكتوبر الماضي.

الفريق، الذي يمتلك قائمة قوية للغاية، ولاعبون مهرة من قبيل كاجاوا، ومختاريان وأوباميانج، كان يعاني بشكلٍ مستمر أمام كل الخصوم، لأن قيمة «رويس» تتجاوز مع الوقت كونه لاعبًا مهاريًا ولديه حلول فردية، بقدر ما هو مُلهم فعلًا لكل أفراد الفريق، لديه الجرأة والقوة التي تدفع الجميع للأمام.

في مباراة الفريق الأخيرة في الدوري الألماني أمام «فرايبورج» مثلًا، في الهدف الأول.. نظريًا من صنع الهدف هو كاجاوا، ومن أحرزه هو أوباميانج، مهارة من الأول و«فنيش» رائع من الثاني، ولكن دور «رويس» بكونه «ملهمًا للفريق» يتجلى تحديدًا في لقطة مثل تلك، فهو اللاعب الذي قام بتسلم كرة ميتة على الطرف والتحرك بها للعمق ومحاولة المراوغة، مما فتح مجالًا لحركة كاجاوا ثم أوبوميانج انتهى بهدف.

في كل مباريات «دورتموند» بعد عطلة الشتاء يلعب «رويس» هذا الدور، لاعب كبير ونموذج لا مثيل له في أوروبا حاليًا.

على الناحية الأخرى فإنه من الممكن ربط أداء يوفنتوس وقدرته على حسم مبارياته في الدوري الإيطالي والسيطرة على القمة بالحالة المزاجية لبول بوجبا، أمر يتجاوز أحيانًا كونه لاعب يوفنتوس الأهم هذا الموسم، ويصل لأنه المنتج الوحيد الذي يصدره الدوري الإيطالي إلى العالم في عطلة كل أسبوع.

ففي ظل سيطرة الدوريين الإنجليزي والإسباني على الساحة، وخفوت مستوى الأندية الإيطالية بشكل عام، لم يعد الجمهور ينظر إلى الـ«كالتشيو» كثيرًا، في المواقع الرياضية، أو الصفحات المتخصصة على المواقع الاجتماعية، وحده «بول بوجبا»- مع هدف استثنائي كل حين وآخر من أندريا بيرلو ربما هو الشيء الذي يدفع الجمهور من خارج مشجعي إيطاليا على النظر إلى هناك.

الفتى الذي خرج من مانشستر يونايتد قبل أعوام قليلة بالمجان أصبح حاليًا في الثانية والعشرين من عمره، ويتم الحديث عن أن قيمته السوقية يمكن أن تصل لـ100 مليون دولار، مثل «رويس»، هو نموذج لا مثيل له بين أندية أوروبا، لديه روح قتالية في الملعب، وعي والتزام خططي في الحالة الدفاعية قدرات مميزة في صناعة اللعب وتحريك الفريق للأمام، ثم تلك الإضافة الهجومية المدهشة التي يقدمها بمعدلٍ ثابت، ويحرز هدفًا رائعًا يتناقله الناس فيما بينهم، قذيفة على الطائر من خارج المنطقة أحيانًا، هدف بكعبِ قدمه في أحيانٍ أخرى، أو ركلة مزدوجة لن تنسى.

ماركو رويس، وبول بوجبا، هم أهم الوجوه في مُستقبل أوروبا خلال العقد القادم، سواء على مستوى المنتخبات التي سيحمل فيها كل منهم لواء فريق شاب يسعى للأفضل- مع حمل أكبر قطعًا على عاتق بوجبا، نظرًا لفارق المستوى بين ألمانيا وفرنسا عمومًا، أو على مستوى الأندية، حيث من المتوقع أن يكون اللاعبين هم أهم مناطق الصراع الأوروبي في الصيفِ المقبل بين الأندية الأكبر للحصول على توقيعهم، مع تردد أسماء أندية مثل «ريـال مدريد.. برشلونة.. باريس سان جيرمان.. تشيلسي.. مانشستر سيتي.. مانشستر يونايتد.. وحتى أرسنال».

ولكن قبل كل هذا، وقبل صيف مصيري في مسيرة اللاعبين، سيكون عليهم استثمار مستوياتهم المذهلة هذا الموسم وقيادة فرقهم الحالية لأبعد ما يمكن في دوري أبطال أوروبا، وهو أمر سيبدأ من مباراة الثلاثاء، طموح بطل إيطاليا في تحقيق مجد أوروبي جديد.. وفرصة أحد عمالقة ألمانيا في إنقاذ موسمه الكارثي محليًا، وتحت ذلك يسطر هناك اثنان من أكثر لاعبي أوروبا موهبة في صدام مختلف.