السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


قيود قيدت قلبك .. ذنوب ملأت ميزانك ..
غرّك الغَرور .. أبعدك عن دروب الصالحين ..
تصر على الإعراض ..؟؟!! .. تصر على المعصية ..؟؟!!
تصر على البُعد .. ؟؟!!


إذا .. انظر إلى ما سيحل بك ..!!

في البداية .. رجاءا رجاءا رجاءا .. إلى كل من يقرأ هذه الكلمات ..
إجلس وحدك .. اصنع لنفسك جوا هادئا .. ويعني كمان .. اشربلك إشي يصحصحك

والأهم .. أغمض عينيك .. وحاول تخيل كل كملة تقرأ ..
وأحذرك .. سيتسلل إليك شيطانك .. مستغلا خوفك ..
وسرعان ما يوسوس إليك بأن تخرج دون إكمال التجربة .. وعندها ..
تحداه وتحدى نفسك وأره بأنك صامدٌ .. صادقُ النية !!

والآن .. هيا معي



أأنت عاصٍ ؟؟ أأنت مُصِرٌ على معصيتك ؟؟
بالتأكيد تعرف نهايتك ..

نار جهنم .. !! ولكن أتعلم ما هي هذه النار ؟؟

حسنا .. أحُرِقتَ ذات مرة ؟؟ بالتأكيد نعم ..
طيّب .. إذا تعرف الألم ..
وإذا لأ .. جرّب .. تألمت .. صحيح ؟؟

المُهُم ..

أترون ألم هذه النار ؟؟ ما هي سوى جزء من أصل سبعين جزء من نار جهنم ..

حسنا .. تبلغ درجة حرارة الشمس 15.71 مليون درجة مطلقة "كلفن" ..
لعلمكم .. تذوب في نار جهنم .. !!

فما بالكم بالنار نفسها ؟؟!!!


والآن .. تصوّر نفسك .. أنتَ الآن تعيش في هذه الدنيا الزائلة ..
مرّ الوقت .. قدّمت ما قدّمت .. استمريت بالإعراض طول حياتك .. جائتك سكرة الموت ..
ثم مِتْ .. !! ومصيرك .. >> جهنم ..

أغمض عينيك خذ نفسا عميقا .. حاول تصوّر الموقف ..
أنت الآن في النار .. تحيط بك من كل جانب .. تُلقى بها .. فتنسى كل نعيم عشت ..!!
تصوّر نفسك وأنت تتعرض لأهون عذاب بها ..
توضع في أخمص قدميك جمرتان .. يغلي دماغك منهما .. كما يغلي المرجل !!

هيّا .. عش ذلك .. عش ذلك الألم .. عش تلك اللحظة .. ذاك الألم ..
طعامك في النار نار .. شرابك في النار نار .. ولباسك في النار نار .. !!
طعامك ليس سوى شجرة تخرج في أصل الجحيم .. طلعها كأنه رؤوس شياطين !!

تستغيث بالماء .. فتُغاثُ بالمهل .. الذي ما هو سوى زيت مغليّ عكر شديد الحرارة ..
بخاره يذيب وجهك قبل أن يصل فاك .. فكيف به نفسه ؟؟

تصور نفسك وأنت ملقا في النار .. ترى مقعدك في الجنة .. الذي كان ليكون لك لو أطعته تعالى ..
تتحرقص بداخلك .. تتمنى لو تعود للوراء لتعوّض القليل فقط !!

تستحق ذلك !!

عققت والديك .. إذا .. ستعلق في جهنم في جذوع من نار .. واعلم .. ستكون من أشد اهل النار عذابا ..!!

أكلت الربا .. ستبعث مجنونا .. بطنك بين يديك وهو كبيت ضخم ..
تُرى الأفاعي والعقارب من ظاهر بطنك !!

سمعت الأغاني .. ستصب نار جهنم في أذنيك !!


تهاونت في صلاتك .. وأخرتها .. إذا .. لك "غيّ" .. ألا وهو وادٍ في جهنم ..
بعيد قعره .. خبيث طعمه .. لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة الحر !!

أظلمت أحد ؟؟ .. اعلم عندئذٍ .. أن الله سيكون خصمك ..

تفاخرتِ بجمالك .. وعرضته لكل من هبّ ودبّ .. سيذوب جمالك في نار جهنم وبئس المصير .. وستكنّ أكثر أهل النار ..

تصور ذلك .. حاول أن تعيش تلك الآلام .. ألم يتحرك بك شيءٌ من الداخل ؟؟
ألم يرقّ قلبك ؟؟ ألم تنزل عَبَرَاتُك بعد ؟؟

لم لا تفعل ذلك ذات يوم ؟؟

تستمع إلى المعاصي .. تحدى نفسك ..!!
تتقاعس عن صلاتك .. تحدى إرادتك ..!!
تغضب إلهك .. تحدى وسواسك ..!!


تأمل قوله صلى الله عليه وسلم :
"إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نَكتةً سوداء في قلبه .. فإن تاب ونزع واستغفر .. صُقِل منها ..
وإن زاد زادت حتى يغلف قلبه .. فذاك الران الذي ذكره الله تعالى في كتابه [ كلّا بَلْ رانَ عَلَى قُلُوبِهِم مّا كَانُوا يَكْسِبُون] المطففين:14 " حسن ..

لا تجعل من ذنوبك حاجزا بينك وبين ربك ..
أزِل تلك القيود .. تقرّب إليه ..
حتى يأتي ذلك اليوم .. تمشي به واثق الخطى على الصراط ..

فتدخل إى جنةٍ عرضها السماوات والأرض ..
صورة أخرى ..

والآن .. تخيل نفسك مرة أخرى ..

قمت بطاعة الله تعالى .. استغنيت عن الشهوات .. والشبهات ..
تحملت الكثير .. وصبرت صبرا كبير ..
وعندها .. ستتأكد أنه لم يضع عملك سدىً .. فها أنتَ تعيش نعيمها ..
تدخل إليها .. مسرورا ..

لبنة ذهب ولبنة فضة .. حصبائها ياقوت ولؤلؤ ..

وها أنت أخي الكريم .. تكافأ بحور العين .. اللاتي لو اتطلعت إحداهن إلى الأرض ..
لأضاءت ما بين السماء والأرض ..!!

لطالما كنتَ فقيرا في هذه الدنيا .. فصبرت .. وتوكلت عليه تعالى ..
اعلم أن أمثالك من الفقراء .. هم من أكثر أهل الجنة ..


فيا سبحان الله .. !!

ذلك لا يتطلب منك الكثير ..
ما عليك سوى اتباع إلهنا .. ونبينا المصطفى ..

فها أنتَ تتوضأ .. وتقول أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمدا رسول الله ..
ستفتح لكَ أبواب الجنة .. فتدخل من أيٍّ تشاء ..

اسأل الله الوسيلة بعد كل أذان .. فتحل لكَ الشفاعة ..
ولكن أتعلم ما هي الوسيلة ؟؟
إنها أعلى منزلة بالجنة .. منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ..

أنتَ معتادٌ على سماع الأغاني .. إذا عوِّد نفسك على سماع القرآن الكريم ..
عندما تأتي لتفتح أغنية ما .. تذكر أن عقابك .. وتذكر أنه ستصب في أذنيك النار ..
وعندها .. حاول إبعاد يدك .. حاول ذلك ولو لمرة واحدة ..

تفكروا بأعلى نعيمٍ نتمناه ..
هو ليس الخمر ولا اللبن ولا الذهب ولا الفضة ..
إنه رؤية وجهه الكريم ..

وتذكروا ..
" فيا أهل الجنة خلود فلا موت .. ويا أهل النار خلود فلا موت .." ..


واعملوا .. أن الترغيب والترهيب .. ليسا سوى منهج القرآن الكريم في تهذيب النفس البشرية ..

وكما قال ابن القيّم .. بما معناه ..
أنه يستحب أن يقوى جناح الخوف على جناح الرجاء ..
وعند الخروج من الدنيا .. يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف ..

قال تعالى :
" فَلَا تَغُرَّنَكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَكُمُ بِاللهِ الْغَرُورُ " [لقمان]