من هو الرجل ..؟
هل كل الذكور رجال ؟؟؟؟
فيا من تبحث عن صفات الرجولة لتكون رجلا أولا... فقد وردت مواصفات الرجل المنشود.. بكتاب الله تعالى ومن اصدق من الله حديثا.... ؟

حيث قال: "وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين "(سورة القصص آية 20)

و قال الله تعالى في وصف هؤلاء الرجال أيضا: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً " الأحزاب آية 23 وقولة تعلى: "لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ "التوبة آية 108
جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع بعض أصحابه في مجلس من مجالس الأحلام والآمال السامية فقال لهم: تمنوا...

فقال أحدهم: أتمنى أن يكون عندي ملء هذا الوادي ذهباً فأنفقه في سبيل الله، وقال الآخر: أتمنى أن يكون عندي ملء هذا الوادي خيلاً أتصدق بها في سبيل الله، فقال عمر رضي الله عنه: أتمنى أن يكون عندي ملء هذا البيت رجالاً كأبي عبيدة بن الجراح وسالم بن مولى أبي حذيفة.

قال أحد العلماء رحمهم الله :
لو كنت تظن أن الرجولة في الذكر والخصيتين !! فمع الحمار أكبر منك
ولو كنت تظن أن الرجولة في كثرة الأكل !! فالثور يأكل أكثر منك
ولو كنت تظن أن الرجولة في الشجاعة !! فالأسد أشجع منك
ولو كنت تظن أن الرجولة في رفع صوتك عندما تغضب !!فالقرد أكثر منك
ولو كنت تظن أن الرجولة في التكشير وعدم الابتسام فالحيوانات كلها أكثر منك وهذا طبعها
ولكن الرجولة في قوله تعالى :
" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ والآصال * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ "

فلو تأملنا لوجدنا أن معايير الرجولة تختلف من شخص لآخر، ومن طائفةٍ لأخرى، فهذا له نظرة معينة في أساسيات الرجولة و معاييرها، و ذاك له نظرة أخرى مخالفة لنظرة الأول، فتجد صنفاً من الناس يرون الرجولة في كذا و كذا من الأعمال التي تعد عند غيرهم أموراً عادية لا تزيد و لا تنقص من قيمة المرء شيئاً، و يعترها غيرهم مما يخل بالرجولة ..!!

فهذا تضارب و اختلاف و خلل، و لكن أين مكمنه ؟ ومن أين منشأه ؟و هل الخلل في الصفات أم في الواصفين ؟ لو تأملنا في الواصفين و المصنفين و في نظرتهم و أسسهم التي يحكمون بناءً عليها، لوجدنا ان تعدد المعايير نتج عنه تعدد في الصور والمفاهيم واختلاف في وجهات النظر فاختلاف المعايير عند أصناف الناس، أدى إلى اختلاف الصور فإليك بعض هذه الصورة
الأولى :يرى لصوص المشاريع و الميزانيات و أقسام التموين أن الرجولة عند من استطاع أن يجعل ما قيمته ألف بعشرة آلاف و ما قيمته مليون بخمسة ملايين، فيجعلون هذا الشخص نبراساً لهم و مثلاً أعلى يقتدون به و يشيرون إليه بالبنان .

الثانية: فهي مع أصحاب المشاكل و المشاجرات فإن الرجل عندهم من ضرب خصمه حتى كسر يديه أو رجليه، و أما من عفا و أصلح فهو عندهم ضعيف جبان بعيدٌ عن الرجولة و معانيها .

أما الثالثة: فهي مع من يرى أن من هجر أقاربه و قاطعهم و قاطع مناسباتهم و أفراحهم و أحزانهم هو أرجل الرجال و أطيب الناس نظراً لبعده عن إيذاء أقاربه و سلامته من كلامهم فيه ..!!
وصورا أخرى كثيرة لا يسع المجال لسردها ففي الصور الثلاث السابقة نرى اختلاف الناس في الحكم على الرجال، و أن مصدر الحكم هو الأهواء الشخصية و الرغبات النفسية و لا تنتمي أحكامهم إلى الحق و لا تمت إليه بصلة

.فالأول يرى أن من يأكل السحت الذي النار هي أولى به هو الرجل ..!!
و الثاني يرى أن من يسيل دماء الناس بلا ذنب هو الرجل ..!!
و الثالث يرى أن قاطع رحمه و الموعود بعذاب الله هو الرجل !!

و كل هؤلاء مخطئون في نظراتهم و غيرهم كثير ممن يسيرون على نظرة شبيهةٍ لنظرتهم .وكل هؤلاء ومن هم على شاكلتهم جاهلون بحقيقة الرجولة و أصولها، فالرجولة الحق بالتمسك بتعاليم الكتاب و السنة .

الرجولة في خدمة الدين و تعلمه و تعليمه و الدفاع عنه .
الرجولة في خدمة الوطن و محبته و المحافظة على أمواله و ممتلكاته ...
الرجولة في تعلم ما ينفع في الدنيا أو الآخرة و ترك ما يضر فيهما أو في أحدهما .
الرجولة في خدمة المجتمع و التعاون مع أفراده ...
الرجولة في صلة الرحم و الوقوف مع الأقارب في السراء و الضراء ...
الرجولة الكرم و الشهامة و سعة الخاطر و التحمل عند الشدائد ....
الرجولة في احترام الكبير و العطف على الصغير ....
الرجولة في التواضع و لين الجانب و البشاشة و حسن القبول للآخرين ...
الرجولة في فعل كل عمل حسن و ترك كل عمل قبيح ...

وللأسف أن هناك فئات من الناس قلبت الموازين، فجعلت الشر خيراً و الخير شراً
فجعلوا التواضع ضعفاً و ذلةً و خفةً، و جعلوا الكبر قوةً و عزةً و ثقلاً ...جعلوا مساعدة الناس غباءً واستخفافاً، و سرقتهم ذكاءً و فطنةً ...

فيا للعجب من هؤلاء و حالهم، و حقائقهم المقلوبة، و قد أخبر النبي – عليه الصلاة و السلام – عن هؤلاء حيث قال واصفاً لقلب الإنسان بعد أن تعرض عليه الفتنة فيقبلها : "لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما اشرب من هواه ". روى مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه.

وقد جاء وصف الله للرجال في كتابه لأنهم حملوا هم الدعوة إلى الله وجعلوها هدف حياتهم الذي عاشوا من اجله وماتوا عليه …فمن منا هو الرجل يا ترى ... ؟