ما بين العبودية لله والعبودية للتلفاز

من المعلوم أن الله تعالى ما خلق الجن والإنس إلا للعبادة , وأن مفهوم العبادة لا يقتصر على بعض الطقوس والحركات وإنما يتعداه إلى ابعد من ذلك بكثير ..
فيستطيع الواحد منا أن يصيّر كل حركة من حركاته وسكنة من سكناته عبادة وذلك فقط بجزم النية وإيقاعها في أي عمل يعمله المرء , حتى في الأكل والشرب وقضاء الشهوة إلى غير ذلك ...
ومن البدهي أن يكون الانسان عبد لمن أو لما يطيع فلا يعقل أن يدعي أنه عبدا لمعبود يعصيه ولا يطيعه
فالعبودية هي الانقياد والتسليم للمعبود ورحم الله من قال :

تعص الإله وأنت تزعم حبه ****** هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ****** إن المحب لمن أحب مطيع .

فالتسليم والانقياد والطاعة إنما هو نابع عن محبة بين العبد ومعبوده ولذلك تجد العبد يسلم حتى خفقات قلبه لمن عبده ، فيتحكم المعبود بعبده في كل صغيرة وكبيرة ...

الغريب انك تجد بعض البيوت والأسر في مجتمع المسلمين لا تجد هذه المعاني من الانقياد والتسليم فيها إلا عندما تجلس امام التلفاز !!!
فوالله الذي لا إله غيره أن بيوتا ما اجتمعت بأسرها صغيرها وكببرها ذكرها وأنثاها على طاعة أو قراءة قرآن منذ أنشأت تلك الأسرة ولو لدقائق ، في حين انك تجدها مجتمعة في كل ليلة ما يربو عن الساعة والنصف على مسلسل او بنامج هزلي ...
والأغرب أنك لو نظرت إلى وجوه أولئك المجتمعين لعلمت حقيقة انما يمثلون حالة العبادة الحقيقية فيتحكم التلفاز بحركاتهم وسكناتهم يضحكهم ويبكيهم في دقيقة واحدة .. وإذا اردت أن تعرف مدى تأثير التلفاز والمسلسلات على عقول الناس فاجلس عن بعد وانظر إلى وجوه المجتمعين وراقبهم وشاهد ما يدهشك !!..

ألا ليت أمتي في كثير من بيوتها تخشع في صلاتها و تتفاعل مع كتاب ربها .. خشوعها وتفاعلها مع ثلة تافهة يعلم الجميع أنها تمثّل عليه ولا تقدم له حقيقة ؟!؟!؟

فيا امة القرآن يا أخوان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
أما آن لهذا الليل أن يجلي ....
اما آن للعقول ان تتفتح ...
أما آن لأولي الألباب أن يستيقظوا....

إلى متى سيبقى نجوم هذه الأمة في أيامنا ساقطين وساقطات من مطربين ومطربات وممثلين وممثلات ؟!؟!

إلى متى سيبقى ابطال هذه الأمة في أيامنا الهازلين والهازلات من اللاعبين واللاعبات من ابطال كرة القدم وبطلات كرة السلة و..و .. و ؟!؟!؟!؟

إلى متى سيبقى المشرع والموجه لشباب الأمة وفتياتها شاشة تلفاز أقام على رعايتها أرباب خمور سموا زورا وبهتانا أرباب امور ؟!؟!؟!


لماذا تتخلى امة الحق والحقيقة عن نجومها الحقيقيين وقدوتها الحسنة خير القرون من لدن القدوة العليا محمد صلى الله عليه وسلم ومن سار على هديه من النجوم الحقيقيين صحابته رضوان الله عليهم ؟؟

لماذا تستبدل الأمة الأبطال الحقيقيين القعقاع وعمرو وخالد ورهبان الليل فرسان النهار الذين جلبوا للأمة عزتها
بأبطال من ورق يلعبون بمصير الأمة ومقدراتها بأقدامهم وأرجلهم ؟؟؟


كيف تقبل امة القرآن أن تستبدل مصدر تشريعها ودستورها القرآن العظيم الذي فيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا وصلاح أمتنا بشيطان مفسد لا هم له إلا تزوير الحقائق وتضييع الأخلاق وإفساد الأمم ؟؟؟؟

هي صرخة يا عباد الله إما أن تقبل بعبوديتك لله تعالى وإما أن تتبع هواك والشياطين فتكون عبدا لها
فاختر لنفسك ولن يكون الخير والضرر إلا لك او عليك

فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ...