أعلن الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» عن العقوبات الموقعة ضد غينيا الاستوائية عقب شغب جماهيرها، الذى أوقف مباراة نصف النهائى أمام غانا لمدة نصف ساعة، والتى انتهت بفوز النجوم السوداء «3-0»

وغرَّم «كاف» غينيا الاستوائية 100 ألف دولار مع إلزامها بعلاج الـ 36 مصاباً بعد الأحداث.
وأنذر الاتحاد الأفريقى الاتحاد الغينى الاستوائى بلعب مباراة بدون جمهور فى حال تكرر الأمر فى مباراة تحديد المركز الثالث أمام الكونغو الديمقراطية. كانت المباراة قد شهدت أحداث عنف أكثر من مرة من جماهير غينيا الاستوائية، ما وضع الاتحاد الأفريقى فى موقف بالغ الصعوبة أمام البلد الذى أنقذه من فضيحة كبيرة قبل شهرين بموافقته على استضافة النهائيات بعد اعتذار المغرب خوفاً من خطر فيروس «إيبولا».
وطبق «كاف» اللوائح وفرض عقوبات قاسية على غينيا الاستوائية، خاصة فى ظل الموقف المشتعل بين «كاف» والاتحاد التونسى لكرة القدم، واتهام الأخير لعيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى، بمجاملة غينيا الاستوائية فى مباراته أمام تونس، ومنحه فوزاً غير مستحق عبر ركلة جزاء مشكوك فى صحتها فى نهاية المباراة.
وترتبت على هذه المباراة اتهامات متبادلة بين الطرفين رغم إيقاف «كاف» حكم المباراة لمدة 6 أشهر إلا أن تونس اتهمت حياتو و«كاف» بالرشوة، ما ترتب عليه عقوبات متوقعة على تونس. وكان «كاف» قد غرَّم غينيا الاستوائية 5 آلاف دولار لنزول جماهيره إلى أرض الملعب للاحتفال بالفوز على تونس 2/1 فى دور الثمانية.
وكانت غانا الطامحة قد أنهت مغامرة غينيا الاستوائية فى النهائيات بفوزها السهل عليها بثلاثية نظيفة فى مالابو، لتقطع شوطاً كبيراً نحو إحراز لقبها الخامس، وتضرب موعداً نارياً مع كوت ديفوار فى المباراة النهائية غداً فى «باتا».
وسجل جوردان أيوو (42 من ركلة جزاء) ومبارك واكاسو (45+1) وأندريه أيوو (75) أهداف المباراة التى توقفت فى نهايتها بسبب أعمال شغب الجماهير الغينية التى دفعت جمهور غانا إلى الهرب نحو مساحة محاذية لأرضية الملعب خوفاً منهم، قبل أن يسيطر الأمن على الوضع وتستأنف المباراة.
وبدأ مشجعو البلد المضيف فى إلقاء أجسام على أرض الملعب اعتراضاً على الحكم بعد تأخر فريقهم بركلة جزاء مثيرة للجدل فى الدقيقة 42.
واحتاج لاعبو غانا لحماية شرطة مكافحة الشغب وهم يتركون أرض الملعب بعدما تعرضوا لمقذوفات من الجماهير بعد نهاية الشوط الأول، بينما هدد الاتحاد الأفريقى بإلغاء المباراة إن لم يتوقف هجوم المشجعين على لاعبى غانا.
وفى الدقيقة 83 تكررت المشاهد الغريبة فى ظل تواجد عشرات من الجماهير الغانية فى المساحة المحاذية لأرضية الملعب بعد تعرضهم لمقذوفات وهروبهم من اعتداءات الجماهير الغينية، فأوقف الحكم المباراة مفسحاً المجال أمام تدخل الشرطة.
وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع فى محاولة من الشرطة للسيطرة على المشجعين بينما نزل مشجعو غانا الجالسون فى جانب الاستاد الذى تبلغ سعة مدرجاته 15 ألف متفرج لأرض الملعب، وتراكموا وراء المرمى، فى محاولة للفرار من زجاجات المياه والعصائر التى تقذف باتجاههم، وحلقت طائرة هليكوبتر فوق المدرجات فى محاولة لإجبار المشجعين على الخروج من الاستاد.
واستدعى حامل الراية الحكم الجابونى الذى أدار المباراة واشتكى له من الزجاجات الكثيرة التى تقذفها جماهير غينيا الاستوائية عليه.
واستأنف الحكم المباراة بعد نحو نصف ساعة على توقفها، محتسباً 3 دقائق وقتاً بدل ضائع أجريت فى أجواء متشنجة قبل أن يطلق صافرته معلناً تأهل غانا إلى النهائى. وذكرت الصفحة الرسمية للاتحاد الغانى على موقع «تويتر» خلال المباراة أن «طائرة مروحية للشرطة تحلق فوق الملعب، فيما يحدق الخطر بمشجعى غانا، يبدو الأمر كساحة معركة».
فيما أشارت الصحف المحلية الصادرة أمس فى غانا إلى أن الاتحاد الغانى سيتقدم بشكوى رسمية إلى الاتحاد الأفريقى لكرة القدم بعد الأحداث الإرهابية التى خاض فيها منتخب بلاده المباراة، مؤكدين أن تقرير مراقب المباراة وشريط تسجيلها أدلة دامغة على ما تعرض له لاعبو وجماهير غانا.
من جهته أكد أفرام جرانت، المدير الفنى لمنتخب غانا، أنه قلق بشأن سلامة لاعبيه بعد الفوز 3- صفر. وقال عقب نهاية المباراة: «هذه أول مرة أشارك فيها فى هذه البطولة، لم أكن أعرف ما يجرى، رأيت أحداثاً غريبة وأعمال عنف فى أرض الملعب». وأضاف: «لا يمكن أن أقول إننى لم أشعر بالقلق.. تهمنى سلامة اللاعبين. هذا أمر مهم بالنسبة لى».
وبدوره أدان إيميليو بيكر، مدرب غينيا الاستوائية، التصرفات التى قام بها المشجعون، وقال: «أشعر بالحزن للطريقة التى تصرفوا بها، لم أشهد من قبل هذه الطريقة من قبل المشجعين. أود الاعتذار عن ذلك».
الجدير بالذكر أن غينيا الاستوائية كانت قد استُبعدت من تصفيات البطولة لإشراكها لاعباً غير مؤهل، لكنها عادت إلى النهائيات بعدما حلَّت مكان المغرب الذى طالب بتأجيل البطولة بسبب الفيروس القاتل (إيبولا)، فلم يجد الاتحاد الأفريقى مضيفاً سوى غينيا الاستوائية لتعود مجدداً.