قديماً قيل : ( الأسماء قوالب للمعاني )

وقيل : ( لكل مسمى من اسمه نصيب )




ويَحسُن أن يحمل الإسم صفةً حسنة أو معنىً محموداً يبعث الرّاحة في النّفس والطّمأنينة في القلب ,

يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم :

{ إنّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم , ألا فأحسنوا أسمائكم }

( وفي تفسير قول الله تعالى عن عبده يحيى :

( لم نجعل له من قبل سميا ) - مريم 7 - ، قال القرطبي رحمه الله تعالى :

( وفي هذه الآية دليل وشاهد على أن الأسامي الجميلة - جديرة بالأثرة ،

ومن المشهور في كلام الناس : الألقاب تنزل من السماء،

فلا تكاد تجد الاسم الغليظ الشنيع إلا على مسمى يناسبه وعكسه بعكسه.

وقيل :

وقل إن أبصرت عيناك ذا لقب .*.*.*.*.*. إلا ومعناه في اسم منه أو لقب







|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|~ الإسم الحسن يخلّف في النّفس أثراً إيجابيّاً و وقعاً طيّباً ~|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|

حق التسمية أن يختار له أفضل الأسماء وأكرمها لأن الأسماء تشحذ الهمم على التأسي بالقدوة

وهنا أدب مهم رفيع، وإحساس مرهف لطيف، نبه عليه العلامة الماوردي رحمه الله

فقال :

" فإذا ولد المولود ، فإن من أول كراماته له وبره به أن يحليه باسم حسن وكنية لطيفة شريفة

،فإن للاسم الحسن موقعاً في النفوس مع أول سماعه.)


واختار النبي صلى الله عليه وسلم أسماء أولاده اختياراً، وآثرها إيثاراً ،

ونهى عليه السلام أن يجمع أحد من المسلمين بين اسمه وكنيته،


فالإسم الّذي يحمل إحدى هذه المعاني يوقظ في وجدان صاحبه المعاني السّامية

والمشاعر النّبيلة ويشعره بالعزّة والفخار باسمه واحترام ذاته , ويبعده عن سخرية النّاس

واستهزائهم ..


وعلى النّقيض من ذلك فالأسماء القبيحة تثير في نفس صاحبها عدم الرّضا عن النّفس

وتدفعه للانطواء على الذّات والانعزال عن الاخرين هذا من جهة ,

ومن جهة أخرى فالأسماء القبيحة تثير السّخرية والاستهتار من قبل الآخرين ممّا يولّد

في نفس صاحبها مرارة , وجرحاً غائراً , وقد يدفعه ذلك إلى الخجل الشّديد وعدم القدرة

على مواجهة النّاس ومواقف الحياة , بل قد يدفعه أيضاً إلى كراهية النّاس والابتعاد عنهم ,

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسمّي أبناء أهله وأقاربه وأصحابه ويتخيّر لهم

الأسماء الحسنة والجميلة ويروى أنه صلّى الله عليه وسلّم جاء إلى دار ابنته فاطمة رضي الله عنها حين ولدت

{ حسناً } ثم ّسأل : ماذا أسميتم إبني ؟ فقال عليّ كرّم الله وجهه : حرباً , فقال صلّى الله عليه وسلّم :

بل هو { حسنٌ } .








و غيّر الرّسول صلى الله عليه وسلم أيضاً بعض الأسماء من { حرب إلى سلم, ومن حزن إلى سهل , ومن عاصي إلى

عبد الله }





وللأسماء أيضا جملة آداب يحسن أخذها بالاعتبار ما أمكن :

1 - الحرص على اختيار الاسم الأحب فالمحبوب.

2 - مراعاة قلة حروف الاسم ما أمكن.

3 - مراعاة خفة النطق به على الألسن.

4 - مراعاة التسمية بما يسرع تمكنه من سمع

السامع.

5 - مراعاة الملائمة، فلا يكون الاسم خارجاً عن


أسماء، أهل طبقته وملته وأهل مرتبته.





|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|أصول التسمية :|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|



وأول الأصول في تسمية المولود: أهمية الاسم

للاسماء تأثير في المسميات من الحسن والقبح والخفة والثقل ..واللطافة والكثافة

ولهذا كان بعض الناس إذا رأى شخصاً، تخيل اسمه، فكان كما تصور، فلا يكاد يخطئ.

الأصل الثاني في التسمية وقت التسمية: وقد جاءت السنة في ذلك على ثلاثة وجوه:

1- تسميته يوم ولادته.

2- تسميته إلى ثلاثة أيام من ولادته.

3- تسميته يوم السابع.

الأصل الثالث: التسمية حق للأب

الأصل الرابع: مراتب الأسماء في الأفضلية .. ((أحب الأسماء عبد الله وعبد الرحمن))

التسمي بأسماء الأنبياء ورد الحديث بذلك


التسمي بأسماء الصالحين من المسلمين (الصحابة والتابعين).

الأصل الخامس: شروط التسمية وآدابها:

الشرط الأول: أن يكون عربياً.

يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى في قالب النظر الشرعي

واللسان العربي،


فيكون : حسناً، عذباً في اللسان، مقبولاً للأسماع، يحمل معنى شريفاً كريماً،

الثاني: أن يكون حسن المبنى والمعنى، وهذا أخذ من تغيير الرسول صلى الله عليه وسلم

لأسماء كثير من أصحابه

الأصل السادس : في مراتب الأسماء استحبابا وجوازاً

استحباب التسمية بهذين الاسمين : عبدالله، وعبدالرحمن،

وهما أحب الأسماء إلى الله تعالى

- تنبيه : وأما ما يروى : "خير الأسماء ما عبد وحمد" ،


فلا يصح حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم

" المقاصد الحسنة " ( 39 و 205 ) ، "الدرر

المنتثرة" ( 217 ).


ثم استحباب التسمية بالتعبيد لأي من أسماء الله الحسنى ،مثل : عبدالعزيز ، عبدالملك

التسمية بأسماء أنبياء الله ورسله ، لأنهم سادات بني آدم وأخلاقهم أشرف الأخلاق وأعمالهم

أزكي الأعمال ، فالتسمية بأسمائهم تذكر بهم وبأوصافهم وأحوالهم.

التسمية بأسماء الصالحين ..

وقد كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرًا لطيفا في ذلك ،

فهذا الصحابي الزبير بن العوام رضي الله عنه سمى ولده - وهم تسعة - بأسماء بعض


شهداء بدر رضي الله عنهم، وهم : عبدالله ، المنذر، عروة، حمزة، جعفر، مصعب، عبيدة، خالد، عمر .


ثم يأتي من الأسماء ما كان وصفاً صادقاً للإنسان ..

الأصل السابع: تجنّب الأسماء المحرمة ..

يحرم التسمية باسم من أسماء الله تبارك وتعالى وكذا كل اسم معبد لغير الله تعالى،

من شمس أو وثن أو بشر أو غير ذلك ،

مثل : عبد الرسول، عبد النبي ، عبد علي، عبد الحسين، عبد الأمير ( يعني : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي


الله عنه )،


عبد الصاحب ( يعني : صاحب الزمان المهدي المنتظر )، وهي تسميات الروافض.

وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم كل اسم معبد لغير الله تعالى ، مثل : عبد العزى،

عبد الكعبة ، عبد شمس، عبد الحارث.

ومن هذا الباب : غلام الرسول، غلام محمد، أي : عبد الرسول ... وهكذا.

والصحيح في عبد المطلب المنع.

ومن هذا الغلط في التعبيد لأسماء يظن أنها من أسماء الله تعالى وليست كذلك مثل :

عبد المقصود، عبد الستار، عبد الموجود، عبد المعبود، عبدالمرسل، عبد الوحيد، عبد الطالب ...

فهذه يكون الخطأ فيها من جهتين :


من جهة التسمية الله بما لم يرد به السمع، وأسماؤه سبحانه توفيقية على النص من كتاب أو سنة.

والجهة الثانية التعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .

يدخل ضمناً ماحرمه الله ورسوله : سلطان السلاطين، حاكم الحكام ، شاهنشاه ، قاضي القضاة.

وكذلك تحريم التسمية بمثل : سيد الناس، سيد الكل، سيد السادات، ست النساء.

ويحرم إطلاق ( سيد ولد آدم ) على غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.

التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن، فهو معصية كبيرة

ومنها : بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان

وكذ التسمي بالأسماء الأعجمية، تركية، أو فارسية أو بربرية أو غيرها مما لا تتسع لغة العرب


ولسانها، ومنها : ناريمان، شيريهان، نيفين، شادي , جيهان.



وأمّا ماخُتم بالتاء، مثل : حكمت، عصمت، نجدت، هبت، مرفت، رأفت فهي عربية في أصلها،

لكن ختمها بالتاء المفتوحة - وقد تكون بالتاء المربوطة - تتريكٌ لها .. أخرجها عن عربيتها







الأصل الثامن : في الأسماء المكروهة ..

يمكن تصنيفها على ما يلي :

1 - تكره التسمية بما تنفر منه القلوب، لمعانيها، أو ألفاظها، أو لأحدهما،

لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم، فضلاً عن مخالفة هدي النبي


صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء :

ومنها : حرب، مرة، خنجر، فاضح ...

2 - ويكره التسمي بأسماء فيها رخوة وميوعة

3 - ويكره تعمد التسمي بأسماء الفساق


ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية، كمثل ( ظالم بن سراق )

فقد ورد أن عثمان بن أبي العاص امتنع عن تولية صاحب هذا الاسم لما علم أن اسمه هكذا .


ويكره التسمي بأسماء الطغاة

وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مشبهة مضافة إلى لفظ ( الدين)

ولفظ ( الإسلام ) مثل : نور الدين، ضياء الدين، سيف الإسلام، نور الإسلام ...

وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) ،



وتكره التسمية بالأسماء المركبة ،مثل : محمد أحمد، محمد سعيد، فأحمد مثلاً فهو الاسم،

محمد للتبرك ... وهكذا.

وهي مدعاة إلى الاشتباه والالتباس، ولذا لم تكن معروفة في هدي السلف،

وهي من تسميات القرون المتأخرة، كما سبقت الإشارة إليه.

ويلحق بها المضافة إلى لفظ الجلالة ( الله )، مثل :


حسب الله، رحمة الله ، جبره الله،

أو المضافة إلى لفظ الرسول، مثل : حسب الرسول، وغلام الرسول

وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام ! مثل : جبرائيل، ميكائيل، إسرافيل.

أما تسمية النساء بأسماء الملائكة ، فظاهر الحرمة ، لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم للملائكة

بنات الله ، تعالى الله عن قولهم.

وقريب من هذا تسمية البنت : ملاك، ملكة.

وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم، مثل : طه، يس ، حم ...

" وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم،


فغير صحيح "




~ ( .. المخرج من الأسماء المحرمة أو المكروهة ..) ~


هو في تغييرها واستبدالها باسم مستحب شرعاً أو جائز ..

وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة وحولها من الأسماء الشركية إلى الأسماء الإسلامية،

ومن الأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية..

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح إلى

الاسم الحسن "

وظاهر من هدى النبي صلى الله عليه وسلم في تحويل الأسماء مراعاة القرب في النطق،

كتغيير شهاب إلى هشام، وجثامة إلى حسانة..



وهكذا يُحَوّل – مثلاً - : عبد النبي إلى عبد الغني، عبد الرسول إلى عبد الغفور، وعبد علي إلى عبد العلي،


وعبد الحسين إلى عبد الرحمن، وحنش إلى أنس، وعبد الكاظم إلى عبد القادر ..




~ ( جزاء الإحسان إلى المولود ) ~


قال العلماء : إن الله- عز وجل - يحسن المكافأة لعبده على ما كان منه من رعايته لولده فكما أحسن إلى


ولده في الصغر يجعل الله له إحسانه نعمة عليه حتى بعد موته ..


قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

(أكثر السفلة أسماؤهم تناسبهم ، وأكثر الشرفاء والعلية أسماؤهم تناسبهم ) .

مجمل لفوائد اخترتها من رسالة ( تسمية المولود )

للعلامة / بكر بن عبدالله أبوزيد






|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|لطائف |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|



* ( وهنا لطيفة عجيبة ، وهي أن أول من سمي أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو :

أحمد الفراهيدي البصري والد الخليل بن أحمد صاحب العروض ، والخليل مولود سنة 100 ه ) .

* ( أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة : أدم ، وصالح ، وشعيب ، ومحمد ، فهذه الأربعة عربية ،

أما ما سواها من أسماء الأنبياء ، فهي معربة ، لكونها منقولة إلى العربية في عصر الاستشهاد ،

لذا يُقال : ( وقد تكلمت به العرب ) .

* ومن اللطائف هنا إيراد ما ذكره العلماء في ترجمة نفطويه الإمام اللغوي من أنه قيل فيه :

أحرقه الله بنصف اسمه ................... وصار الباقي نواحاً عليه

* قديماً قال بعضهم يهجو رجلاً اسمه خنجر: أمن عوز الأسماء سميت خنجراً.



|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|مختاراتي ..|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|



أسماء للبنين :

عبد الله .. عبد الرحمن .. عبد العزيز .. عبد المحسن

عبد الإله .. عبد المجيد .. عبد الحكيم .. عبد الملك

محمد .. عمر .. عثمان .. بكر .. سفيان .. خالد ..الوليد

الحارث .. تميم .. عدي .. عزّام .. معن .. حاتم .. خلاّد

سليمان .. سلمان .. . طارق .. عامر .. يوسف

فيصل .. ياسر .. يعقوب .. محسن .. نوّاف .. يامن


أسماء للبنات :

سارة .. آسية .. البتول .. تماظر .. بُثينة .. عزّة .. هند .. لُبنى

رانية .. راوية .. رندة .. رويدا .. عفاف .. جمانة .. لجين .. ماسة ..

رِفاه ( التنعّم ) .. رغدة .. راغدة .. ميعاد .. لانا .. رواء .. فُرات ( الماء العذب ) ..

حياة .. غادة .. مودة .. مسرّة .. نَوار .. جوري .. ياسَمين .. يُمنى ..

غدي .. مَيار .. جلّنار .. جودي .. ليمار .. جود .. فوز .. فجر

:

وأخيراً ..

أضف مشكوراً .. من الأسماء ماتميل إليه نفسك ..