أعلنت رئيسة الأرجنتين، كريستينا فرناندث، عن عزمها إرسال مشروع قانون جديد إلى البرلمان لأجل حل «الأمانة العامة للاستخبارات»، وهي جهاز الاستخبارات الوطني، وتشكيل وكالة فيدرالية جديدة للمخابرات في البلد اللاتيني.
وأوضحت فرناندث، في أول ظهور علني، الاثنين، بعد مقتل المدعي العام في قضية (آميا)، ألبرتو نيسمان، أن تعديل القوانين الخاصة بأجهزة الاستخبارات يأتي للتعاطي مع الحاجة لتعزيز الشفافية في نظام غير مجتهد ولا يخدم المصلحة الوطنية.
وألقت فرناندث أيضا الضوء على الأسباب التي دفعتها إلى تجديد قيادات أجهزة الاستخبارات، في أواخر العام الماضي، بتعيين رجل يحظي بثقة قصوى، هو أوسكار باريلي، بهدف تسريح الوكلاء المنتسبين لعهد الدكتاتورية والعمل على مشروع لإصلاح النظام الاستخباراتي في الدولة.
وقالت الرئيسة إنه بعد توقيع مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها مع إيران في عام 2013 «تم ملاحظة بدء قيام هذه الأجهزة، وبالتحديد الأمانة العامة، بشن حملات لتدمير الاتفاق».
وأكدت فرناندث أن مشروع القانون سيتم إرساله بشكل عاجل للبرلمان قبل سفرها إلى الصين الأسبوع المقبل.
ومن المتوقع أن يستغرق مشروع القانون حدا أقصى 90 يومًا لبدء العمل به في البلد اللاتيني.
من جانبهم أكد ممثلو بعض أحزاب المعارضة أن رئيسة البلاد تحاول لعب دور الضحية في أول ظهور علني لها عقب مقتل نيسمان.
وتم العثور على جثة نيسمان قبل ساعات من مثوله أمام البرلمان ليدلي بتفاصيل البلاغ الذي تقدم به ضد الرئيسة الأرجنتينية، وعدد من معاونيها بينهم وزير الخارجية، فيكتور تيمرمان، بتهمة «التستر» على متهمين و«التقاعس عن واجب خاص بموظف حكومي».
وارتكز الاتهام على عمليات تنصت على محادثات هاتفية، طالت عدد من كبار المسؤولين، بينهم نائب البرلمان المنتمي للحزب الحكومي، أندريس لاروكي، وموظفين من إدارة الاستخبارات التابعة للرئاسة الأرجنتينية، والمدع الفيدرالي السابق والقاضي السابق، إكتور يريميا.
وكان نيسمان لديه تسجيلات المحادثات الهاتفية بين المسؤولين الإيرانيين، ومسؤولي الاستخبارات، والوسطاء الأرجنتينيين، والتي وفقًا له تفيد بأن الأرجنتين وقعت مع إيران اتفاقًا يقضي بالتستر على المشتبه بهم في الهجوم على «آميا» مقابل دفع التجارة الثنائية وتبادل النفط مقابل الحبوب في إطار أزمة الطاقة بالبلد الللاتيني.
وكان الهجوم ضد «آميا» هو الثاني ضد مصالح يهودية في الأرجنتين بعد الذي أودى بحياة 29 شخصًا في 1992 إثر انفجار قنبلة أمام السفارة الإسرائيلية ببوينوس أيرس.
وتنسب التحقيقات والجالية اليهودية في الأرجنتين لإيران وحزب الله اللبناني مسؤولية تخطيط وتنفيذ الهجومين.