يرى خبراء صناعة النفط أن أسعار النفط باتت قريبة من حدودها الدنيا وأن الولايات المتحدة ستخسر هذه المعركة النفطية أمام السعودية إذا استمرت الأسعار في أسواق النفط في التراجع.

ونشرت صحيفة "بارونز" نقلا عن شركة "Nomura Securities" أكبر شركات الخدمات المالية في اليابان، أنه كما كان الحال عام 1986 فإن السعودية سوف تفوز في حرب الأسعار ضد النفط الصخري الأمريكي عبر إغراق الأسواق بالنفط، كون كلفة استخراج برميل النفط في الخليج العربي هي الأدنى في العالم، والتي تتراوح بين 15 إلى 40 دولار للبرميل، مقارنة بالكلفة الباهظة لإنتاج النفط الصخري، مضيفة أن نصف مشاريع استخراج النفط حول العالم لن تكون جذابة من ناحية الجدوى الاقتصادية في حال بقاء أسعار النفط الخام عند مستوى أقل من 50 دولار للبرميل.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الشركات الأمريكية المنتجة للنفط بدأت تشعر بالفعل بالأثار السلبية لانخفاض أسعار الذهب الأسود، حيث بدأت هذه الشركات منذ بداية العام الحالي بتقليص نشاطاتها بالإضافة إلى خفض ميزانياتها لعام 2015.

وتوقعت الصحيفة أن تبقى أسعار النفط في الربع الأول من العام الحالي عند مستوى 45 دولارا للبرميل، وأن ترتفع في الربع الثاني إلى مستوى 55 دولارا للبرميل، لتصل في نهاية عام 2015 إلى مستوى 80 دولارا للبرميل.

ووفقا لشركة "Nomura Securities" فإن السوق تواجه مشاكل خطيرة عند انخفاض الأسعار نتيجة لتراجع الطلب، أما الاَن فإن الأسواق تواجه "حرب أسعار مؤقتة" بدأتها السعودية وليس نتيجة لتراجع الطلب العالمي على النفط، مؤكدة أن استهلاك النفط في العالم مرتفع أكثر من أي وقت مضى.

وكانت أسعار النفط قد بدأت عام 2014 عند مستويات قريبة من 94 دولارا للخام الأمريكي الخفيف و107 دولارات لخام برنت، حينها توقعت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" أن تواجه انكماش حصتها في السوق على مدى السنوات الخمس القادمة، حيث تعزز طفرة إنتاج النفط الصخري الإمدادات المنافسة.

وبدأت أسعار النفط بالتراجع تدريجيا مع نهاية يونيو/حزيران 2014، ليدعم هذا التراجع قرار "أوبك" التاريخي في نوفمبر/تشرين الثاني الإبقاء على سقف إنتاجها النفطي دون أي تغيير يذكر عند مستوى 30 مليون برميل يوميا، بعد أن عطلت دول الخليج النفطية وعلى رأسها السعودية دعوات من أعضاء آخرين أقل غنى في "أوبك" لخفض الإنتاج ووقف هبوط أسعار النفط الذي بلغ أكثر من الثلث منذ حزيران/يونيو الماضي.