إلى كل من أطلق بصره بلا حدود وسمع الأغاني بلا قيود وعصى ربة بلا خوف ولا وجل وظلم في خلق الله وطغى وتجبر ولم يخشى الله لا في غيب ولا شهادة وظن أن الله لن يقدر علية إن الموت لآت فما منه هروب لقولة تعالى
(قل أن الموت الذي تفرون منة فأنة ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )..


وإن ساعة الاحتضار لهي أصعب ساعة يمر بها الإنسان وفيها يفارق هذه الدنيا وفيها تنزل عليه ملائكة، إما بيض الوجوه أو سود الوجوه كل على حسب عمله وأما أن تقول لة الملائكة أبشر يا ولي الله بروح وريحان ورب راض غير غضبان
أو يقال لة ابشر يا عدو الله بغضب من الله
.

فاحذر من أن يفضحك ميراثك يوم موتك.. من صفَا صُفِي له، ومن كدِر كُدِر عليه، ومن كان على الخير في حياته لقي الخير عند مماته.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات على شيء بعثه الله عليه.


ويقول عليه الصلاة والسلام: إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله، قيل: كيف يستعمله؟.. قال: يفتح له عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضى عليه من حوله.

يقول ابن قيم الجوزية: إن العبد العاصي الذي لا يعبد الله تعالى إذا وقع في شدة أو كربة أو بلية خانه قلبه ولسانه وجوارحه عما هو أنفع شيء له، فلا ينجذب قلبه للتوكل على الله تعالى والإنابة إليه والتضرع والتذلل والانكسار بين يديه، ولا يطاوعه لسانه لذكره وإن ذكره بلسانه لم يجمع بين قلبه ولسانه فينحبس القلب على اللسان.. ولو أراد من جوارحه أن تعينه بطاعة تدفع عنه لم تنقد له ولم تطاوعه وهذا كله من أثر الذنوب والمعاصي كمن له جند يدفعون عنه الأعداء فأهمل جنده وضيعهم وأضعفهم وقطع أخبارهم ثم أراد منهم عند هجوم العدو عليه أن يتفرغوا له وسعهم في الدفع عنه بغير قوة. هذا وثم أمر أخوف من ذلك فربما تعذر عليه النطق بالشهادة عند الموت.



وكثير من المحتضرين أصابهم ذلك حتى قيل لبعضهم، قل: لا إله إلا الله فقال: آه آه لا أستطيع أن أقولها..
وقيل لآخر عند موتة قل لا اله الا الله فقال: ما ينفعني ما أقول ولم أدع معصية إلا ركبتها، ثم قضى ولم يقلها، ومثال آخرلآحدهم عند موتة فقال: وما يغني عني ذلك وانا لا اذكر اننيصليت لله صلاة.. ولم يقلها، وقيل لآخر فقال: كلما أردت أن أقولها يبس لساني في حلقي فلم استطيع ان اقولها
أما من حضر موت بعض الشحاذين فقد سمعه يقول: لله فلس، لله فلس.. حتى قضى وهذه آخر كلماته!
أما من حضر وفاة بعض التجار عندما جعلوا يلقنونه لا إله إلا الله وهو يقول: هذه القطعة رخيصة وذا مشتري جيد ووومثل هذا الكلام... حتى كانت آخر

(
فمن عاش على شىء مات عية )
فسبحان الله كم شاهد الناس من هذه العبر، والذي خفي عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم
..
فأين التائبين، وأين أصحاب القلوب الرقيقة؟.. هل تبصرنا في حالنا، ما هي أكثر الكلمات التي نقولها في حياتنا، هل هي ذكر لله ام هي كلمات من عمل الشيطان لا يحبها الله تبارك وتعالى منا وماذا سنقول عند ساعة احتضارنا؟!
هل استعدينا لهذه الساعة، هل رطبنا ألسنتنا بذكر الله؟.. هل تركنا الألفاظ البذيئة والسب والشتم التي اعتاد عليها من أغوته الشياطين وزينت له هذه الكلمات.
فما بال من اعتادت ألسنتهم على الغناء.. بأي حال سيقابلون الله؟ ماذا سيرددون من كلمات؟
استيقظوا يا أخوة من هذا النوم العميق.. إلى متى هذا الغفلة.. إلى متى هذا التساهل في أمور الدين.. إلى متى.. وإلى متى؟



إن الموت قريب:
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب *** متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالا ونرجو نتاجها *** وباب الردى مما نؤمل أقرب

الموت باب وكل الناس داخلة
يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم ان عملت بما يرضي الله
وأن خالفت فا النار
هما محلان ما للمرء غيرهما
فانظر لنفسك أي
الدارين تختار
اسأل الله تعالى لي ولكم الهداية والصلاح وأن يميتنا على خبر عمل يحبة ويرضاة


أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة وأن يقبضنا إليه ونحن نتلفظ بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.