ولا تجعل مصيبتنا في ديننا مامعناها؟؟




الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعه...، وبعد:

فإنّ الله عزوجل خص نبيه-صلى الله عليه وسلم- بجوامع الكلم...
وجوامع الكلم كلمات قليلة قصيرة في مبناها جليلة عظيمة في معناها، ومن تأمل جوامع كلمه-صلى الله عليه وسلم- علم أنها آية باهرة من آيات نبوته؛ لما حوته من بلاغة وأسرار وأنوار...
ومن الأدعية الجامعة العظيمة دعاء ورد عنه-صلى الله عليه وسلم- كان كلما جلس في مجلس يقول: ((اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا)) -رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع-

ووقفتنا مع جملة من جمل هذا الدعاء العظيم، وهي(( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا...)) ، هذه الجملة لها دلالات عظيمة، وتشير إشارات جليلة...


فهذه الجملة تشعرك أن أعظم مصيبة تصيب العبد هي مصيبته في دينه، مصيبته في ترك الطاعة، مصيبته في فعل المعصية، مصيبته في قسوة قلبه، مصيبته في انقطاع صلته بربه، هذه المصيبة أعظم من مصيبة الأهل والمال والولد...
بل فقدان الدنيا بأجمعها أهون من أن يصاب العبد بشىء في دينه؛ وما ذلك إلا لأن الدين هو أغلى ما يملكه العبد، لأنّ دينه هوسبب صلاحه وسعادته في الدنيا، وسبب نجاته يوم الفقر والفاقة ((يوم لا ينفع مال ولا بنون...))ـ

وهذا المعنى قد تظاهرت أدلة كثيرة على ترسيخه في قلب المؤمن وسلوكه...