تربية النفس ايمانيا حتى تستقيم

فلقد رأيت الكثير من الأصحاب والأخوه الكرام .. وهم ينقبون عن عيوب أنفسهم ويحاسبونها ..وهذا حسن .. ولكن كلما وجهته لعمل الطاعات قال ما زلت أصلح نفسى .. واذا به يتأخر فى طريق الله ..

-----------------------------------------------------------------------
لن أذكر البحث كله .. ولكن هذه خلاصته ..
هناك مدرستين .. لتربية النفس ايمانيا حتى تستقيم وكل له طريقته فى التعامل مع طباع النفس وعيوبها .. والوصول الى الاستقامه المطلوبه على منهج الله ..

الأولى : المدرسه الصوفيه ( بصفه عامه) .. والتى تقوم على مبدأ التخليه قبل التحليه ...... بمعنى أنه اذا أردت أن تربى نفسك ايمانيا فعليك بالتخليه ( يعنى التخلص من الآفات والذنوب والمعاصى وأمراض القلوب ) .. ثم التحليه بالطاعات لأن قلبك يكون حينها نظيفا مؤهلا لزراعة الايمان فيه .
( مثل من ينظف الارض قبل زراعتها )
فهذه المدرسه تشتغل بتنقية النفس قبل الاستزاده من الطاعات ..
وأشهر أساتذة هذه المدرسه ( أبو حامد الغزالى رحمه الله ) .
ولا يخفى على أحد المشقه والتعب فى استخدام هذه الطريقه .. لأنه متى يعرف الانسان أنه تخلص من جميع آفات النفس وأمراضها ؟!!
كما أن أصحاب هذه الطريقه فى التربيه .. يستخدمون عبادات تشق على النفس كالصوم بصوره مخالفه لهدى النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض الأحيان ..
وأيضا ينبغى التنبيه .. أنه يوجد خير كثير فى كتب أصحاب هذه المدرسه .. بعد التخلص من المخالفات العقديه والشرعيه الموجوده فيها .. فلا ينبغى اهمالها ..
..
المدرسه الثانيه :
مدرسة الامام بن القيم رحمه الله .. وهى المدرسه النبويه فى تربية النفس
وطريقتها تغليب التحليه مع اللجوء للتخليه عند الحاجه
بمعنى ( تكثير الطاعات (التحليه) والانشغال بذلك عن التخلص من الآفات النفسيه (كحب الشهوات وغيرها )
مع التخلص من أى آفه
اذا ظهرت له فى طريقه الى الله ..

فيقول بن القيم فى كلام ما خلاصته ( فأصعب شىء على النفس تغيير الأخلاق التى طبعت عليها النفوس ) ..
ثم قال هذا المثال الذى سأبسطه لك
( لو أن شخصا ما يمشى فى طريق هل الأفضل له أن يبحث عن الحيات والأشواك التى فى الطريق ويزيلها .. ثم يمشى فى الطريق ... أم يسير فى طريقه وكلما ظهرت له حية او ثعبان قتله ؟!!)
هكذا السائر الى الله لا يبحث عن أمراض نفسه الا ظهرت له بل الواجب عليه الاكثار من الطاعات
فإن طوفان الطاعات والايمان اذا دخل قلب العبد ..
أزاح أوساخ المعاصى وعيوب النفس الكامنه ( وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا )..........
وكذلك المتأمل لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم يجد تقديم الاهتمام بالبناء الايمانى ..
على الانشغال بتتبع آفات النفس ( دون اهمال لمحاسبتها )..
والأدله كثيره فى هذا الأمر .... ولكن هذه هى الخلاصه ..
اسأل الله تعالى ان ينفع به ..